لم يستطِع الطراد "موسكفا" الروسي البقاء بمنأى عن نيران الحرب الأوكرانية. فسفينة القيادة هذه في أسطول البحر الأسود الروسي، أصيبت بأضرار جسيمة الخميس، 14 أبريل (نيسان)، وهي إلى جانب أهميتها العسكرية، لها حضور في الدبلوماسية الروسية.
وعلى الرغم من الأضرار التي لحقت به، أكدت وزارة الدفاع الروسية أن الطراد لم يغرق وأن الانفجارات على متنه توقفت، مضيفةً أنه تم إجلاء الطاقم بالكامل، وأن التحقيق جار لمعرفة أسباب الحريق الذي اندلع فيه.
دخوله الخدمة
وضع هذا الطراد القاذف للصواريخ من فئة "أتلانت" في الخدمة عام 1983 أثناء الحقبة السوفياتية باسم "سلافا" (المجد)، وقد صمم ليكون قادراً على تدمير حاملة طائرات.
الطراد الذي يبلغ طوله 186 متراً وأعيدت تسميته بـ"موسكفا" (موسكو) في مايو (أيار) 1995، مزوّد بـ 16 صاروخاً مضاداً للسفن من طراز "بازلت/ فولكان"، وصواريخ "فورت"، ونسخة بحرية من صواريخ "أس-300" طويلة المدى، وصواريخ "أوسا" قصيرة المدى، كما يحمل قاذفات صواريخ ومدافع وطوربيدات.
ووفق وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء، خضع الطراد لعمليتي تجديد وتحديث كبيرتين آخرهما بين عامي 2018 و2020. ويمكن أن يصل طاقمه إلى 680 عنصراً، وفق وزارة الدفاع الروسية.
جورجيا وسوريا
النزاع الأول الذي شارك فيه الطراد كان في جورجيا في أغسطس (آب) 2008. ولم تقدم روسيا معلومات عن مهماته حينها، لكن مسؤولاً عسكرياً جورجياً كبيراً أكد لوكالة الصحافة الفرنسية الخميس، أنه دخل ميناء أوتشامشيري لقصف القوات الجورجية في وادي كودوري، لتفقد بعد ذلك المنطقة الوحيدة التي كانت لا تزال تحت سيطرتها في إقليم أبخازيا الانفصالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعرب الرئيس الروسي آنذاك دميتري ميدفيديف عن "امتنانه" لطاقم الطراد على "شجاعتهم وتصميمهم" خلال النزاع.
بعد تدخل روسيا إلى جانب نظام بشار الأسد في الحرب في سوريا، تم نشر "موسكفا" في الفترة من سبتمبر (أيلول) 2015 إلى يناير (كانون الثاني) 2016، في شرق البحر المتوسط لضمان "الدفاع المضاد للطائرات" في قاعدة حميميم الجوية، وفق وزارة الدفاع الروسية.
وبعد فترة غير طويلة، منح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وسام "ناخيموف" للطاقم بأكمله، تقديراً لـ"شجاعتهم وتصميمهم".
أوكرانيا
يقع مقر الطراد في قاعدة أسطول البحر الأسود الروسي في سيباستوبول بشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014، ويشارك "موسكفا" في الهجوم الذي أطلقه بوتين في 24 فبراير (شباط) 2022 على أوكرانيا.
وفي تبادل عبر أجهزة اللاسلكي انتشر على نطاق واسع، صرخ في بداية النزاع حرس الحدود الأوكرانيون في جزيرة الثعابين الصغيرة، قائلين "اللعنة عليكم"، رداً على مطالبة الطراد الروسي لهم بالاستسلام.
وبعد فترة وجيزة، قصف "موسكفا" الجزيرة برفقة سفينة "فاسيلي بيكوف"، وتم أسر العسكريين الأوكرانيين.
زعماء دخلوه
وشارك "موسكفا" حينما كان يُسمّى "سلافا"، في قمة مالطا للزعيمين السوفياتي ميخائيل غورباتشوف والأميركي جورج بوش، التي عُقدت على متن سفينة "مكسيم غوركي" في ديسمبر (كانون الأول) 1989، مباشرةً بعد سقوط جدار برلين.
كذلك جال حول العالم لإجراء مناورات عسكرية، وزار كثيراً من الموانئ الأوروبية والآسيوية والأفريقية.
وصعد عدد من القادة الأجانب على متن الطراد، وقد رحب بوتين نفسه بزعماء قريبين منه على متنه، مثل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أغسطس 2014 في سوتشي، ورئيس الحكومة الإيطالي الأسبق سيلفيو برلسكوني خلال زيارة إلى إيطاليا.