قالت شركتا "فايزر" و"بيونتيك"، إن جرعة ثالثة من لقاحهما المضاد لفيروس كورونا توفر حماية كبيرة ضد المتحورة "أوميكرون" لدى الأطفال الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً.
وأضافت شركتا الأدوية، الخميس، أن تحليل مصل الدم لثلاثين مشاركاً من الأطفال الذين تلقوا جرعة معززة في إطار دراسة أظهر زيادة الأجسام المضادة المحيّدة لـ"أوميكرون" بواقع 36 مرة. كما زادت الأجسام المضادة المحيدة المقاومة للنسخة الأصلية من الفيروس، التي صُمم اللقاح من أجلها، ست مرات بعد الجرعة المعززة.
وذكرت الشركتان أنهما تعتزمان تقديم طلب للحصول على إذن للاستخدام الطارئ للجرعة المعززة لتلك الفئة العمرية في الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، وأن يتبع ذلك تقديم طلبات إضافية إلى الجهات التنظيمية العالمية مثل وكالة الأدوية الأوروبية.
ومن غير الواضح حجم الطلب على جرعة ثالثة من اللقاح في تلك الفئة. وتفيد بيانات المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأن 28 في المئة فقط من الأطفال في هذه الفئة العمرية، نحو ثمانية ملايين طفل، طُعِّموا بالكامل.
ووصف خبراء الصحة البيانات بأنها "واعدة" لكنهم حذروا من أن حجم الدراسة كان صغيراً جداً، وقالوا إن هناك حاجة لمزيد من البيانات لفهم إلى أي مدى تمنع الجرعة المعززة الإصابة بأعراض شديدة لـ"كوفيد-19" أو تحول دون الحاجة لدخول الأطفال إلى المستشفيات، وأيضاً مدى قدرتها على مواجهة المتحورات التي قد تظهر في المستقبل.
وقالت الدكتورة آنا بيرشتين من مركز لانجون هيلث الطبي التابع لجامعة نيويورك، "بشكل عام، البيانات إيجابية جداً. لكنها تثير أيضاً عدداً من التساؤلات. إلى أي مدى تستمر الاستجابة. ما مدى قدرتها على الصمود في مواجهة المتحورات المستقبلية؟".
وسمحت إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية هذا العام بجرعة ثالثة من اللقاح للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً وأيضاً الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً، ولكنهم يعانون من نقص المناعة.
500 مليون حالة
تجاوزت الإصابات العالمية بفيروس كورونا 500 مليون حالة، الخميس 14 أبريل (نيسان)، وفقاً لإحصاء أجرته وكالة "رويترز" مع تفشي المتحورة الفرعية "بي أيه 2" شديدة العدوى من سلالة "أوميكرون" في كثير من البلدان في أوروبا وآسيا.
وألقي اللوم على المتحورة الفرعية "بي أيه 2" في زيادة الحالات أخيراً في الصين وكذلك الإصابات القياسية في أوروبا. وقد أطلق عليها اسم "المتحورة الشبح" لأن من الصعب قليلاً تتبعها، مقارنة بالمتحورات الأخرى من فيروس كورونا.
وتتصدر كوريا الجنوبية العالم من حيث المتوسط اليومي لعدد الإصابات الجديدة، إذ تسجل ما يربو على 182 ألف إصابة جديدة يومياً وتمثل واحدة من كل أربع إصابات على مستوى العالم، وفقاً لتحليل "رويترز".
وتتزايد الحالات الجديدة في 20 من أكثر من 240 دولة ومنطقة يغطيها إحصاء "رويترز"، من بينها تايوان وتايلاند وبوتان.
وتكافح شنغهاي أسوأ تفش لـ"كوفيد-19" في الصين منذ ظهور الفيروس للمرة الأولى في مدينة ووهان أواخر عام 2019، مع تسجيل ما يقرب من 25 ألف إصابة محلية جديدة. وقال وو شيان يو، المسؤول بلجنة الصحة في شنغهاي، في إفادة صحافية، إن "مكافحة الجائحة والوقاية منها بشنغهاي في أصعب وأخطر مرحلة".
أوروبا وأميركا
وتشهد بعض الدول الأوروبية حالياً ارتفاعاً أبطأ في الحالات الجديدة، أو حتى تراجعاً، لكن المنطقة لا تزال تسجل أكثر من مليون حالة كل يومين، وفقاً لإحصاء "رويترز".
وفي ألمانيا، انخفض متوسط الإصابات الجديدة في سبعة أيام، ويبلغ الآن 59 في المئة من ذروته السابقة التي سجلها في أواخر مارس (آذار). كما تتراجع الحالات الجديدة في المملكة المتحدة وإيطاليا لكنها ثابتة في فرنسا.
وبشكل عام، انخفضت حالات "كوفيد-19" في الولايات المتحدة بشكل حاد بعدما سجلت مستويات قياسية في يناير (كانون الثاني)، لكن عودة ظهور إصابات في أجزاء من آسيا وأوروبا أثارت مخاوف من موجة تفش أخرى في أميركا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت وكالة الصحة العامة الوطنية الأميركية، الإثنين، إن المتحورة الفرعية "بي أيه 2" من سلالة "أوميكرون" تمثل ثلاثة من كل أربعة متحورات من فيروس كورونا في البلاد.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن المتحورة الفرعية "بي أيه 2" تشكل حالياً نحو 86 في المئة من جميع الحالات في العالم. ومن المعروف أنها أكثر قدرة على العدوى من متحورات فرعية أخرى من "أوميكرون"، لكن من المستبعد أن تسبب أعراضاً مرضية شديدة.
كوريا الجنوبية ترفع معظم القيود
قالت كوريا الجنوبية، اليوم الجمعة، إنها ستلغي معظم قيود مكافحة فيروس كورونا، الأسبوع المقبل، بما في ذلك حظر التجوال الذي يمنع ارتياد المطاعم بعد منتصف الليل، مع ظهور مؤشرات على تراجع حالات الإصابة بالمتحورة "أوميكرون".
وقال رئيس الوزراء كيم بو-كيوم في اجتماع بشأن التعامل مع فيروس كورونا، إن حظر التجوال الذي يبدأ في منتصف الليل ويشمل المطاعم وأنشطة الأعمال الأخرى سيلغى اعتباراً من 18 أبريل (نيسان) إلى جانب الحد الأقصى للتجمعات الخاصة الذي يبلغ عشرة أشخاص حالياً.
ولكن كيم أضاف، أن "وضع الكمامات لا يزال وسيلة مهمة جداً لحماية أنفسنا". وتابع، "لا مفر من الإبقاء على إلزام وضع الكمامات في الأماكن المغلقة لفترة طويلة".
وبالنسبة لإلزام السكان بوضع الكمامات في الخارج، قال كيم إن الحكومة ستعيد النظر في ما إذا كانت ستلغي هذا القيد في غضون أسبوعين، على حسب انتشار الفيروس.
وانخفضت الإصابات اليومية إلى أقل من 150 ألف حالة، الخميس، إذ يبدو أن عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد قد تخطى الذروة بعد أن كان يحوم فوق 620 ألف حالة يومياً في منتصف مارس (آذار).
أفريقيا تشهد أطول فترة انخفاض في الإصابات
قالت منظمة الصحة العالمية، الخميس، إن أفريقيا تشهد أطول مدة انخفاض أسبوعي في إصابات "كوفيد-19" منذ ظهور الوباء.
وأضافت المنظمة، أن الحالات الأسبوعية المسجلة انخفضت خلال الستة عشر أسبوعاً الماضية في حين انخفضت الوفيات في ثمانية أسابيع، وتراجعت الوفيات في الأسبوع الماضي إلى 239.
وأشارت منظمة الصحة إلى أن فصل الشتاء المقبل في نصف الكرة الجنوبي قد يؤدي إلى زيادة جديدة في حالات الإصابة.
وقالت ماتشيديزو مويتي المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، "مع استمرار انتشار الفيروس، لا يزال ظهور متحورات جديدة وربما أكثر فتكاً يمثل خطراً، مما يجعل اتخاذ تدابير لمكافحة الجائحة ضرورياً لمواجهة زيادة عدد الإصابات بشكل فعال".
بريطانيا تقر لقاح "موديرنا" للأطفال
أقرت هيئة الدواء ومنتجات العناية الصحية في بريطانيا، الخميس، استخدام لقاح "سبايكفاكس" الذي تنتجه شركة "موديرنا" للأطفال من عمر ستة إلى أحد عشر عاماً، مع تعزيز الدولة جهودها لمكافحة عدوى فيروس كورونا في ظل انتشار سلالات جديدة منه.
وقالت الهيئة، إن اللقاح أُقر بعدما استوفى معايير السلامة والجودة والفاعلية المطلوبة.
وبينما تظهر على معظم الأطفال أعراض طفيفة أو معدومة بـ"كوفيد-19" إلا أنه يظل من الممكن نقلهم الفيروس للآخرين ويبقى البعض عرضة للمرض بشدة لأن السلالات الجديدة السريعة الانتشار مثل "أوميكرون" ومتحوراته تزيد من الحالات.