حقق فريق ريال مدريد، أمس الأحد، فوزاً هاماً على مضيفه إشبيلية بنتيجة 3-2 في المباراة التي جمعتهما باستاد رامون سانشيز بيثخوان، ضمن الجولة الـ32 من الدوري الإسباني.
رفع الفوز رصيده ريال مدريد إلى 75 نقطة في صدارة جدول الترتيب بفارق 15 نقطة عن أقرب ملاحقيه، برشلونة صاحب الـ60 نقطة - الذي خاض مباراتين أقل - وأتلتيكو مدريد وإشبيلية، وذلك قبل ست جولات فقط من نهاية الموسم المحلي، حيث يأمل النادي الملكي في استعادة اللقب الذي اقتنصه جاره وغريمه اللدود أتلتيكو مدريد في الموسم الماضي.
ومع الأهمية الكبرى لاقتناص النقاط الكاملة من مواجهة صعبة أمام إشبيلية في ملعبه، بعد التأخر في النتيجة بهدفين حتى الدقيقة 49 بفضل تسجيل إيفان راكيتيتش وإريك لاميلا هدفي صاحب الأرض، لكن تسجيل ريال مدريد ثلاثية في الشوط الثاني، لمرة جديدة بعد مرات أخرى سابقة فشل خلالها الميرنغي في مجاراة منافسيه خلال الشوط الأول ثم تفوق في الشوط الثاني، هو أمر يفتح الباب للسؤال عن انتصارات الريال المتأخرة، هل هي علامة فشل أم دليل قوة؟
وتشير إحصائيات المباراة في شوطها الأول إلى تقارب في المستوى بين ريال مدريد ومضيفه، حيث استحوذ الملكي على الكرة بنسبة 56 في المئة مقارنة بـ44 في المئة لأصحاب الأرض الذين سددوا ثلاث تسديدات فقط بينها اثنتان على المرمى سكنتا شباك الحارس تيبو كورتوا، في مقابل خمس تسديدات لريال مدريد بينها تسديدة واحدة على المرمى، أما في الشوط الثاني، فتحول ريال مدريد إلى آلة هجومية كاسحة باستحواذ بلغ 63 في المئة و10 تسديدات بينها خمس على المرمى مسفرة على ثلاثة أهداف بدأت في الدقيقة 50 عبر البديل رودريغو والثاني سجله ناتشو فيرنانديز في الدقيقة 82. وأضاف المتألق كريم بنزيما الهدف الثالث في الدقيقة 92.
ويأتي هذا الفوز المتأخر بعد أيام قليلة من سيناريو مشابه أمام تشيلسي الإنجليزي في إياب دور الثمانية بدوري أبطال أوروبا، حينما تلقى "لوس بلانكوس" ثلاثة أهداف حتى الدقيقة 75، وبدا أنه سيودع البطولة في مفاجأة مدوية بعد فوزه ذهاباً بنتيجة 3-1، لكنه انتفض خلال آخر 10 دقائق وسجل هدفين عبر البديل رودريغو والهداف كريم بنزيما، ليخطف بطاقة التأهل لنصف النهائي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسبقت هذه العودة البيضاء ملحمة أكثر تألقاً وبريقاً في استاد سانتياغو بيرنابيو، بمباراة إياب دور الـ16 لدوري الأبطال، حين تلقى الفريق الملكي هدفاً من ضيفه باريس سان جيرمان خلال شوط أول سيئ قبل الانتفاضة في الشوط الثاني وتسجيل نجمه الفرنسي كريم بنزيما ثلاثية ليحسم التأهل.
وأرجعت تحليلات وسائل الإعلام الإسبانية سبب تباين أداء ريال مدريد بين شوطي المباراة إلى أخطاء المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي المتكررة في اختيار التشكيل وأسلوب اللعب المناسب لكل مباراة قبل العودة لتصحيح الأخطاء بين الشوطين أو خلال الدقائق الأخيرة، كما أشارت تحليلات أخرى إلى شخصية لاعبي ريال مدريد وخبراتهم المتراكمة التي تظهر في الأوقات الصعبة بعد التأخر في النتائج.
وتظهر أرقام ريال مدريد في الموسم الحالي تسجيله 21 هدفاً في الأشواط الأولى لمبارياته الـ32 في الدوري، في مقابل 45 هدفاً سجلها في الأشواط الثاني.
وعقب مباراة الفوز الأخير على تشيلسي، فتشت الصحف الإسبانية عن السبب وراء التطور البدني الهائل للاعبي الملكي، ليظهر اسم المعد البدني الخبير أنطونيو بينتوس، الذي عاد إلى النادي ضمن طاقم أنشيلوتي في الصيف الماضي، بعد تجربة ناجحة مع نادي إنتر ميلان الإيطالي بين 2019 و2021، ساعد خلالها فريق "النيراتزوري" على التتويج بلقب الدوري الغائب منذ سنوات.
وسبق لبينتوس، البالغ من العمر 59 سنة، أن تولى الإعداد البدني لريال مدريد مع المدير الفني الأسبق زين الدين زيدان في 2016، لكنه رحل بعد المشاركة في التتويج بلقب دوري أبطال أوروبا وعودة الملكي للبطولات القارية والدولية، كما أن للمدرب المخضرم تجارب سابقة في يوفنتوس وتشيلسي ووست هام يونايتد ومارسيليا وباليرمو.
ونجح بينتوس خلال الموسم الحالي في الوصول بريال مدريد لأعلى مستويات اللياقة البدنية والابتعاد عن الإصابات العضلية التي كانت تؤرق الفريق سابقاً وتؤثر على مشاركات لاعبيه في المباريات.
واستشهدت التقارير الصحافية الإسبانية بالتأثير الفوري لسياسات بينتوس التدريبية على اللاعبين كبار السن مثل الكرواتي لوكا مودريتش (36 عاماً)، والبرازيلي مارسيلو (33 عاماً)، وناتشو فيرنانديز (32 عاماً)، وكريم بنزيما (34 عاماً)، الذين عادوا لأفضل مستويات بدنية في أصعب المباريات.