ألغت الأسر البريطانية اشتراكات الفيديو بأرقام قياسية للحد من الإنفاق غير الضروري للتعامل مع ضغوط كلفة المعيشة، مما يعزز المخاوف من انتهاء طفرة البث التي تغذيها الوباء. وابتعد المستهلكون من حوالى 1.5 مليون حساب فيديو عند الطلب مثل "ديزني+" و"أبل تي في+" و"ناو" خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام، وفقاً لمجموعة التحليلات كنتار.
بينما تحتفظ 58 في المئة من الأسر بخدمة بث واحدة على الأقل، بانخفاض قدره 1.3 في المئة فقط عن نهاية عام 2021، وتشير الإنهاءات إلى أن المشاهدين أصبحوا أكثر تمييزاً في شأن الاشتراك في منصات عدة.
ووجد الباحثون أن الرغبة في توفير المال كانت السبب الأكثر أهمية للإلغاء، وأصبح الشباب قلقين بشكل خاص من دفع رسوم التلفزيون، إضافة إلى رسوم الترخيص السنوية البالغة 159 جنيهاً استرلينياً (207.1 دولار أميركي).
وقال مدير البصيرة العالمية في "كنتار" دومينيك سنيبو لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن النتائج كانت "واقعية" لمقدمي خدمات البث.
وأضاف، "إن خدمات البث يجب أن تثبت قيمتها للمستهلكين فيما أصبحت سوقاً شديدة التنافس".
وتبحث الأسر عن طرق لتقليص الموازنات لمواجهة ارتفاع الفواتير، وأظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية الأسبوع الماضي أن ارتفاع أسعار الطاقة والملابس والمواد الغذائية دفع التضخم إلى أعلى مستوى له خلال 30 عاماً في مارس (آذار).
قلق المستثمرين ووسائل الإعلام
وأصبح المستثمرون في وسائل الإعلام قلقين بشكل متزايد من أن النمو السريع لدفق الفيديو في جميع أنحاء العالم بتشجيع من الطلب على الترفيه المنزلي أثناء الوباء بلغ ذروته.
وانخفضت الأسهم في "نتفليكس" التي من المقرر أن تعلن أرباح الربع الأول يوم الثلاثاء بنسبة 43 في المئة هذا العام مع تراجع أعداد المشتركين العالميين.
ويعيد المستهلكون تقييم الاشتراكات استجابة لارتفاع الرسوم. ورفع العديد من المزودين الأسعار في الأسواق بما في ذلك المملكة المتحدة جزئياً للتعويض عن ارتفاع كلف العمالة والمرافق التي جعلت إنتاج التلفزيون والأفلام أكثر كلفة، ومن بينها" نتفليكس" التي نفذت أخيراً جولتها الثانية من زيادات الأسعار في المملكة المتحدة في غضون 18 شهراً، مما رفع الاشتراكات الشهرية القياسية من 10 جنيهات استرلينية (13 دولاراً) إلى 11 جنيها استرلينياً (14.3 دولار).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الوقت نفسه استمرت خيارات المشاهدين البريطانيين في الاتساع، وتشمل العروض التي تم تقديمها أخيراً بيكوك من سكاي التي تتميز بمحتوى من "إن بي سي يونيفيرسال" في وقت تخطط "فيابلاي" المسلسل الإسكندنافي للانطلاق في المملكة المتحدة هذا العام.
ولا يزال العديد من المستهلكين يشتركون في خدمات البث. ووجد بحث "كنتار" الذي استند إلى مقابلات مع 14500 شخص، أن حوالى ثلاثة في المئة من الأسر البريطانية حصلت على اشتراك خلال الربع الأول. ومع ذلك كان هذا تباطؤاً ملحوظاً عن نسبة 4.2 في المئة للفترة نفسها من العام الماضي.
مخاوف الموازنة
وفي الوقت نفسه، تسارعت عمليات الإلغاء من 1.2 مليون في العام الماضي ومن 1.04 مليون خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021.
وبعد المخاوف المتعلقة بالموازنة كانت الأسباب الأكثر تكراراً التي ذكرها أولئك الذين أنهوا اشتراكاتهم هي أنهم لم يستخدموها كثيراً، وأن المنصات تفتقر إلى العروض الجديدة التي يرغبون في مشاهدتها.
وكان الأثر الصافي هو انخفاض عدد الأسر التي لديها اشتراك مدفوع واحد على الأقل بمقدار 215 ألف مقارنة بالربع السابق إلى 16.9 مليون، وكان لدى "بريت بوكس" و"أبل تي في+" و"ديسكفري+" أعلى معدل مغادرة، مما يعني أنهم فقدوا معظم المستخدمين على أساس إجمالي.
وقالت كنتار "إن (ديزني+) حققت أكبر زيادة في معدل التراجع. وكان معدل نموها ربع السنوي ثلاث مرات مقارنة بالربع السابق".
في حين سجلت "نتفليكس" و"أمازون برايم فيديو" أدنى معدلات تذبذب في الربع. وقال "كنتار إن هذه علامة على أنهم كانوا آخر من ذهب عندما تضطر الأسر إلى إعطاء الأولوية".