شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارات جوية في وقت مبكر، اليوم الثلاثاء، على قطاع غزة، بعد إطلاق صاروخ من القطاع باتجاه الدولة العبرية، وفق ما أفاد شهود عيان وحركة "حماس".
واستهدفت الغارات الإسرائيلية موقعاً أمنياً في مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، في حين أعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لـ"حماس"، أن دفاعاتها الجوية تصدّت للطائرات الإسرائيلية.
وقالت كتائب "عز الدين القسام" في بيان صحافي، إن "دفاعاتها الجوية تصدّت في تمام الساعة 01:35 من فجر اليوم للطيران الحربي الصهيوني المُعادي في سماء قطاع غزة بصواريخ أرض-جو".
من جانبه، اعتبر حازم قاسم، المتحدث باسم حركة "حماس" في غزة في بيان صحافي، أن "القصف الصهيوني لبعض المواقع الفارغة محاولة فاشلة لمنع شعبنا الفلسطيني من الدفاع عن مدينة القدس والمسجد الأقصى".
وجاءت الغارات بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي أن منظومة القبة الحديدية للدفاع الجوي اعترضت صاروخاً أُطلق مساء الاثنين من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وذلك غداة أعمال عنف في القدس أوقعت جرحى فلسطينيين وإسرائيليين.
وقال الجيش في بيان، إن "صفارات إنذار دوت في المنطقة القريبة من قطاع غزة. لقد أُطلق صاروخ من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية اعترضته منظومة القبة الحديدية الدفاعية".
وبحسب إحصاء لوكالة الصحافة الفرنسية، فإن هذا هو أول صاروخ يتم إطلاقه من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية منذ الأول من يناير (كانون الثاني)، في قصف ردت عليه الدولة العبرية يومها كعادتها بغارات على مواقع في القطاع الفلسطيني المحاصر.
ولم تتبنَّ إطلاق هذا الصاروخ أي جهة في الحال.
ويأتي هذا القصف غداة إصابة أكثر من 19 فلسطينياً وسبعة إسرائيليين بجروح خلال مواجهات دارت بين الشرطة الإسرائيلية وفلسطينيين في باحة المسجد الأقصى ومحيطها في القدس الشرقية المحتلة فيما اعتقل 18 شخصاً، بعد يومين على صدامات مشابهة أسفرت عن سقوط أكثر من 150 جريحاً فلسطينياً.
وجرح، الجمعة، أكثر من 150 فلسطينياً في صدامات وقعت مع الشرطة الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قلق أميركي
والاثنين، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أن بلاده "قلقة للغاية" إزاء هذه التوترات.
وأشار إلى أن مسؤولين أميركيين من الصف الأول يجرون اتصالات مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودول عربية.
إلى ذلك، ذكرت مصادر دبلوماسية، الاثنين، أن مجلس الأمن الدولي سيعقد صباح الثلاثاء جلسة مغلقة للبحث في تصاعد حدة التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين في القدس.
وقد طلبت فرنسا وإيرلندا والصين والنرويج والإمارات العربية المتحدة عقد هذا الاجتماع بعدما أدت موجة جديدة من العنف، الأحد، إلى إصابة أكثر من 20 شخصاً داخل المسجد الأقصى في القدس وفي محيطه.
4 حروب دامية
وقطاع غزة، الشريط الساحلي الضيق البالغ عدد سكانه 2,3 مليون فلسطيني، خاض منذ 2008 أربع حروب دامية مع إسرائيل، كان آخرها في مايو (أيار) الماضي حين أشعلت توترات حول المسجد الأقصى نزاعاً مسلحاً بين الجانبين استمر 11 يوماً، وأسفر عن مقتل نحو 266 فلسطينياً بينهم 66 طفلاً، بينما قُتل في الجانب الإسرائيلي 14 شخصاً بينهم طفل وفتاة وجندي.
وتوصلت إسرائيل و"حماس" في 20 مايو بوساطة مصرية إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد تلك المواجهة العسكرية العنيفة.
ومنذ موجة أعمال العنف الأخيرة التي بدأت في 22 مارس (آذار) قُتل 23 فلسطينياً بينهم مهاجمون استهدفوا إسرائيليين، وفق وكالة الصحافة الفرنسية، بعدما قضت، الاثنين، الفلسطينية حنان محمود خضور (18 عاماً) متأثرة بإصابتها برصاص القوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي في قرية فقوعة، شمال شرقي جنين، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.