تكثف مجموعات من المتطوعين بالسودان جهودها لتوزيع وجبات الإفطار المجانية يومياً على الفقراء والمحتاجين، في بلد أدت فيه الأزمات الاقتصادية والسياسية إلى تردي الأوضاع المعيشية للمواطنين.
ويقول المتطوعون إن الحاجة إلى تقديم هذه الوجبات باتت أشد إلحاحاً من أي وقت مضى، نظراً إلى تأثير الصعوبات الاقتصادية على الفئات الفقيرة والأقل دخلاً في البلاد.
وتستهدف إحدى هذه المبادرات الفقراء، والموجودين في أقسام العزل بالمستشفيات، ومرافقي المرضى، وكذلك الطلاب بمساكن الطلبة، الذين يأتي معظمهم من خارج العاصمة الخرطوم. وتقدم المبادرة وجبات لنحو 1200 شخص يومياً.
إبراهيم ساعد، مشرف مشروع إفطار رمضاني، قال "نحن مجموعة من المتطوعين والمتطوعات بدعم من الخيِّرين، أفراداً ومؤسسات، نحرص منذ سنوات على إقامة إفطارات رمضانية يومية توزع في عدد من المواقع".
وأضاف أن "جميع هؤلاء الشباب والشابات متطوعون، ويحضرون يومياً في وقت محدد لإعداد وتجهيز وتعبئة هذه الوجبات، ومن ثم توصيلها إلى الجهات المستهدفة".
وأشار ساعد إلى إعداد إفطار يومي لما يقارب 1200 صائم في عدد من المواقع، منها مرافقو المرضى بالمستشفيات، وكذلك طلاب الداخليات ومراكز العزل وبنك الدم والإسعاف المركزي.
من جانبه، قال الريح محمد، الممرض بقسم الإسعاف المركزي، إن "الوضع الاقتصادي في السودان تعبان (صعب) جداً، والكل أصبح شخصيا يحس بالمعاناة، والناس ظروفها صعبة جداً، والإفطار الذي يقوم به الشباب المتطوعون يساعد كثيرين، ويساعدنا أيضاً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
درية عبد الله، من بين المتطوعات في العمل الخيري، قالت "بعد الثورة السودانية علمنا أن العمل الطوعي مطلوب أكثر في السودان، أحضر هنا بعد الساعة الثانية، وأساعد في تعبئة الإفطارات للمستشفيات والداخليات التي يقيم فيها القادمون من الأقاليم".
وقال أحد المستفيدين من المبادرة الخيرية، وهو طالب بكلية الطب، "أنا من ولاية نهر النيل مدينة عطبرة، أنا وجميع الشباب القادمين من الولايات، وفي هذه الفترة والظروف الاقتصادية السيئة جداً استفدنا كثيراً من الإفطارات".
وشهد السودان في 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 اضطرابات اقتصادية وسياسية، إثر الانقلاب الذي نفذه القادة العسكريون، بزعامة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
وتخرج احتجاجات ضد الانقلاب، على الرغم من إجراءات الأمن القمعية التي أودت بحياة 94 شخصاً وأسفرت عن إصابة الآلاف، فضلاً عن ارتفاع درجات الحرارة وصيام رمضان. ويقول الجيش إن الانقلاب كان إجراء ضرورياً لتصحيح الأوضاع.
وهناك اتفاق قيد البحث والدراسة بين الجيش وبعض الجماعات السياسية لتجاوز أحزاب المعارضة وتشكيل حكومة جديدة. وكان البرهان قال في وقت سابق، إن الجيش لن يسلم السلطة إلا إلى حكومة منتخبة.