أوقف أكثر من 400 شخص، الأربعاء، في وسط موسكو، خلال مسيرة سلمية غير مرّخص لها ضدّ الشرطة المتهمة بـ "الفساد" وتلفيق تهم للصحافي إيفان غولونوف، الذي أُفرج عنه الثلاثاء بعد أسبوع من اعتقاله، وفق ما أفادت منظمة "أو في دي إنفو"، المتخصّصة في رصد التوقيفات.
وفي يوم العيد الوطني في روسيا، تجمّع أكثر من ألف شخص في وسط العاصمة، هاتفين بوجه شرطة مكافحة الشغب، التي تحرّكت ضدّ المسيرة، "أنتم مجرمون" و"أوقفوا إرهاب الشرطة" و"روسيا من دون بوتين"، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية، مضيفين أن عناصر الشرطة كانوا يؤنبون المتظاهرين أثناء اعتقالهم، بالقول "عار عليكم، هذا يوم روسيا، يوم وطننا! هل نسيتم الدستور؟".
وأوقف خلال المسيرة، التي حذّر الكرملين عشية انطلاقها من عدم قانونيتها وتداخلها مع احتفالات العيد، أربعة صحافيين على الأقل، بينهم محرّر في صحيفة "دير شبيغل" الألمانية.
الشرطة من جهتها، أعلنت اعتقال أكثر من 200 شخص خلال الاحتجاج، بينهم السياسي المعارض أليكسي نافالني.
وكان المعترضون دعوا أساساً إلى تظاهرة الأربعاء، من أجل الضغط لإطلاق سراح الصحافي إيفان غولونوف، الذي أوقف بتهمة الإتجار بالمخدرات، قبل إسقاط التهم عنه وإطلاق سراحه الثلاثاء بشكل مفاجئ. ورأى البعض أن إطلاق سراح غولونوف، المعروف بكشفه الفساد في دوائر المسؤولين، محاولة من الكرملين لوأد موجة الاحتجاج الجديدة.
ودعا المتظاهرون إلى إصلاح سلطات إنفاذ القانون التي يعتبرونها فاسدة، وإلى إطلاق سراح ضحايا تعسّف الشرطة والسجناء السياسيين، مثل أوليغ سنتسوف، فيما ارتدى بعضهم قمصاناً بيضاء كُتب عليها "أنا/نحن إيفان غولونوف"، وهو العنوان ذاته الذي تصدّر الصفحات الأولى لأكبر ثلاث صحف يومية روسية يوم الاثنين.