تواصل السعودية حضورها في المناسبة الأهم في العالم في مجال الفن البصري، بينالي البندقية، بعد أن دشنت جناحها في الدورة الــ 59 للبينالي قبيل الافتتاح العام بساعات، إذ تشارك بعمل تركيبي للفنان السعودي مهند شونو حمل عنوان "منطق الشجر" والذي سيمتد من 23 أبريل (نيسان) إلى 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2022.
المنطق في سعف النخيل
ويتكون عمل شونو "منطق الشجر" من هيكل واسع بطول 40 متراً تمت صناعته عضوياً من سعف النخيل المطلي باللون الأسود والذي تحركه آليات تعمل بضغط الهواء، ويملأ هذا الجسم على طول الجناح السعودي، حيث يخترق المساحات ويتمدد ويتقلص بوتيرة متقطعة كما لو كان يتنفس.
وعلق مهند شونو على عمله "منطق الشجر" قائلاً "يمثل عملي روح التعبير الإبداعي الذي لا يمكن تقييده وقوة الإبداع الذي ينمو على الرغم مما قد يحده فيجعله أكثر صموداً، ونحن نتعلم هذا الصمود من الطبيعة في أطوار الموت والتجدد التي فيها مثل الأشجار التي تتغذى على رماد الحرائق".
فيما ذكرت القيم الفني للمعرض ريم فضة، وهي جزء من الوفد السعودي، إن "منطق الشجر يشير إلى الخط المرسوم في تشعبه، إذ يصبح هذا الجسم رمزياً ومتشعباً في صور الخيال الحاضرة والكلمات المكتوبة والعلامات المحفورة ومتأملاً في آثارها الراسخة على التاريخ".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويستجيب جناح المملكة المشارك في الدورة الـ 59 لبينالي البندقية للفنون، لشعار الدورة الشامل "The Milk of Dreams" المستوحى من كتاب للأطفال من الخمسينيات للفنانة السريانية ليونورا كارينغتون، والذي يرمز إلى عالم سحري من الخيال حيث يمكن لأي أحد أن يتغير ويتحول ويصبح شيئاً آخر أو شخصاً آخر.
مشاركات سابقة
وكانت السعودية قد شاركت أخيراً في نسخة فنون العمارة من بينالي البندقية تحت عنوان "مقار"، وقامت المشاركة على فكرة "تحليل سلسلة من التشكيلات المكانية والاجتماعية للقاء الآخر تتداخل فيها تواريخ وبروتوكولات وإيماءات الحجر الصحي والاستضافة والسكن"، إجابة على سؤال النسخة "كيف نعيش معاً؟" في ظل الانقسامات التي يشهدها العالم، وطلب من الفنانين تصور إجابات مادية لهذا السؤال في مهرجان العمارة الشهير.
وأضافت، "يتعدى مفهوم أماكن العيش، ينطوي على الهياكل المؤقتة والدائمة التي برزت للتعامل مع خطر العدوى أثناء أحداث ضخمة كمواسم انتشار الأوبئة، ومن خلال قراءة تاريخ هذه الأماكن المغلقة"، ويبحث المعرض في الطرق التي تتكيف من خلالها البيئة المبنية والنسيج الحضري مع الطوارئ، ويتناول "تغير معنى هذه المساحات واستخدامها مع مرور الوقت، كاشفاً عن التوترات القائمة بين الفصل المتأصل في الحجر الصحي والإقامة الضرورية لمواصلة العيش".
وفيما شهدت نسخة بينالي الفن البصري قبل عامين مشاركة الفنانة السعودية زهرة الغامدي، بعنوان "بعد توهم"، ويتكون من 50 ألف قطعة صدف، ويمثل بحسب شرح الغامدي "الاحتمالات اللانهائية للوصول إلى الهدف ومعرفة الذات بعد مراحل الشك وعدم اليقين، في محاولة لاستعادة الثقة والتفاؤل".