Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الاعتكاف ممنوع بمساجد مصر وعاصفة في الشارع والبرلمان

وزير الأوقاف قال إن "المسجد ليس فندقاً" ونواب: القرار يفتح الباب للمتربصين بالدولة

اعترض الكثير من المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي على قرار الأوقاف واعتبروه غير مبرر (أ ف ب)

أثار قرار وزارة الأوقاف المصرية بمنع صلاة التهجد والاعتكاف في الأيام العشر الأواخر من شهر رمضان للعام الثالث على التوالي جدلاً واسعاً.

القرار الذي أرجعته الوزارة إلى الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، لاقى اعتراض بعض أعضاء مجلس النواب والمواطنين، خصوصاً أنه قد جرت عادة كثير من المصريين على الاعتكاف بالمساجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان من كل عام، قبل انتشار فيروس كورونا المستجد وما صاحبه من إجراءات احترازية وقرارات استثنائية كان من ضمنها غلق المساجد في وجه المصلين، وحتى بعد السماح بإقامة الصلوات ظلت التعليمات بالالتزام بإجراءات التباعد وغيرها من الإجراءات الاحترازية التي أقرتها الدولة.

وأقرت الحكومة المصرية، قبيل شهر رمضان، عدداً من القرارات بشأن تخفيف قيود كورونا، وفي مقدمتها السماح بفتح دور المناسبات الملحقة بالمساجد، وكذلك أداء درس العصر، وخاطرة التراويح بالمساجد الكبرى.

"المسجد ليس فندقاً"

وزير الأوقاف المصري، محمد مختار جمعة، قال في تصريحات تلفزيونية، إن رئيس لجنة مكافحة كورونا بوزارة الصحة حذّر من "الإسراف في التسيب أو عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية"، لكن الاعتكاف فيه نوم ومخالطة وأكل، متسائلًا: "كيف نحقق ارتداء الكمامة والتباعد والمصلى الشخصية؟ المسجد مش (ليس) فندق، كل شخص له غرفة ودورة مياه، بل هو مكان مفتوح، ولو شخص مصاب بفيروس كورونا وسهران معهم الليل كله ينقل العدوى".

وأضاف جمعة، أن الدولة المصرية والوزارة تسيران بمنهج الوسطية ومتابعة ما يحدث في الأمور الصحية، عند اتخاذ القرارات الخاصة بصلاة التهجد وصلاة العيد، مشيراً إلى أن تحذير مسؤول الصحة جاء خوفاً من الموجات الارتدادية لإصابات كورونا، منوهًا إلى أن "الوباء لم ينتهِ، وهناك دول تعاني من الإصابات بشكل أو بآخر".

وأكد أن "المساجد مفتوحة أمام الصلوات الخمس، والتراويح مقامة مع الالتزام بالضوابط". وتابع، "الإنسان المسلم يعبد ربنا ويصلي الصوات والقيام في المسجد، ويتهجد في بيته كما يشاء، ولا يحرم منزله من إعماره بالتهجد وقراءة القرآن".

بيان عاجل

أثار قرار الأوقاف اعتراض العديد من أعضاء مجلس النواب، حيث تقدم عدد منهم ببيانات عاجلة ضد تصريحات الوزير بشأن منع صلاة التهجد والاعتكاف بالمساجد، مؤكدين أنه على الرغم من التراجع عن عدد من القرارات المقيدة بسبب كورونا، والزحام في المولات، لم يرَ الوزير المختص زيادة الإصابات إلا في المساجد، على الرغم من كونها الأكثر انضباطاً من جميع الأماكن الأخرى بالإجراءات الاحترازية.

وأكد عضو البرلمان المصري ضياء الدين داوود، في بيان للمجلس، أن قرارات وزير الأوقاف تسير عكس تيار الحكومة المصرية، التي خففت قيود كورونا مطلع شهر رمضان الحالي، مشدداً على مراجعة وزير الأوقاف لقراراته.

بدوره، تقدم النائب أحمد خليل خير الله، رئيس الهيئة البرلمانية لـ"حزب النور" ذي المرجعية السلفية، ببيان عاجل آخر لرئاسة مجلس النواب، حول قرار منع صلاة التهجد والاعتكاف خلال الـ10 الأيام الأخيرة من شهر رمضان، مؤكداً أنه قرار يفتح الباب للمتربصين بالدولة.

وأشار عضو البرلمان المصري إلى أن قرار الدولة بعودة الجماهير للملاعب مرة أخرى، بجانب التخفيف من قرارات الإجراءات الاحترازية الخاصة بكورونا، وتراجع الإحصائيات الرسمية الخاصة بالإصابات، يؤكد تحسن الأوضاع بشكل كبير، متسائلاً: كيف أن كل الجهات والمراكز التجارية تعمل بكفاءة وصلاة التهجد هي التي ستزيد من معدل كورونا؟

كما اعترض الكثير من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي على قرار الأوقاف، واعتبروه غير مبرر، خصوصاً أن الدولة المصرية تتجه لتخفيف الإجراءات الاحترازية، وأنهم كانوا يأملون عودة أجواء شهر رمضان.

وقال العديد من المواطنين في تدويناتهم، إنه لا فارق بين صلاتي التراويح والتهجد، متسائلين عن مبرر السماح بالأولى ومنع الثانية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

قرار صائب

بدوره، دعم المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية قرار وزارة الأوقاف، مؤكداً أن الوزارة تحرص على الدعوة إلى الله تعالى ونشرها في ربوع الأرض، وحث الناس على العلم والتعلم لنشر الفكر المستنير، وأن منهجها في الدعوة والعلم والإفتاء يتسم بالوسطية والاعتدال.

وأضافت أن وزارة الأوقاف المصرية لم ولن تمنع فرضاً ولا واجباً، وصلاة التهجد في البيت تصلى مع العائلة كما كان يفعل النبي محمد هو والسيدة عائشة، وأوصى بذلك الأزواج والزوجات بأن يؤدوها معاً في البيت.

وأشار بيان المجلس إلى أن الوزارة اهتمت بالأوضاع الراهنة ومستجدات العصر، آخذة في الاعتبار المصالح والمفاسد فيما تتخذه من قرارات، بخاصة الحفاظ على النفس، وهو مقصد عظيم من مقاصد الشريعة الإسلامية، ومن الأمور التي اهتمت بها وزارة الأوقاف المصرية في ظل الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا.

السماح بالتهجد

يأتي ذلك في الوقت الذي سمحت فيه دول عربية عدة، على رأسها السعودية والإمارات والكويت، بإقامة صلاة التهجد والاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان، مع تشديد الإجراءات الاحترازية، والتأكد من تنفيذ التباعد الاجتماعي مع تعقيم المساجد وارتداء الكمامات.

وأصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية، توجيهين لفروع الوزارة بعموم مناطق المملكة تضمن الأول منها التأكيد على أئمة المساجد والجوامع بإقامة صلاة التهجد بالعشر الأواخر من شهر رمضان والانتهاء منها قبل أذان الفجر بوقت كافٍ بما لا يشق على المصلين.

وتظهر إحصائيات وزارة الصحة المصرية تراجع أعداد الإصابات بفيروس كورونا لتصل إلى 124 يومياً خلال الفترة بين 9 و16 أبريل (نيسان) الجاري، ومتوسط 6 وفيات يومياً، في مقابل متوسط 400 إصابة و7 وفيات يومياً خلال الأسبوع الذي سبقه.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات