بعد عملية طويلة وحذرة وحظيت بحماية كاملة، امتدت لنحو خمسة أشهر، أصبح لمانشستر يونايتد مدير فني دائم جديد، إذ سيتولى إريك تن هاغ زمام الأمور في استاد أولد ترافورد بعد أن وقع عقداً يحتمل أن يستمر حتى عام 2026، ليكون خليفة أولي غونار سولسكاير في المنصب الدائم، وخليفة رالف رانغنيك المدرب المؤقت، والمدير الفني الخامس الذي يتبع السير أليكس فيرغسون في غضون تسع سنوات فقط.
وبالنسبة إلى تن هاغ، يعتقد الفريق الإداري ليونايتد أنهم قد حصلوا بالفعل على خدمات رجل انتصارات موثوق ومثبت نجاحه ويتناسب مع المبادئ الأساسية للنادي، ولأسلوب اللعب الجذاب والهجومي والالتزام القوي بتطوير الشباب.
لقد أعجب كبار شخصيات أولد ترافورد بسجله في تحسين أداء اللاعبين كمدرب على أرض التدريب بقدر النتائج التي توصل إليها في طريقه للفوز بلقبين للدوري الهولندي في موسمين كاملين فقط، مع بقاء لقب ثالث لا يزال ينافس عليه.
وبدأ الفريق التدريبي المعاون لتن هاغ في التشكل الآن، ومن المتوقع أن يتبع ذلك تعيين ميتشيل فان دير غاغ، مساعد تن هاغ في أياكس، ومن المفهوم أن المفاوضات مع الرجل البالغ من العمر 50 سنة مستمرة ولكنها في مرحلة متقدمة، ويحرص تن هاغ أيضاً على ضم ستيف مكلارين، بعد أن عمل تن هاغ مساعداً لمكلارين في أف سي تفينتي أنشخيدة الهولندي، إذ يرغب تن هاغ في الحصول على خبرات المساعد السابق لفيرغسون، لخبرته في العمل الداخلي للنادي خلال أيام مجده.
وكانت استعادة أيام المجد المذكورة هدف كل رجل تم تعيينه في هذا المنصب منذ ديفيد مويس، ناهيك بأولئك الذين يقفون خلف التعيينات أنفسهم، ومع ذلك، فقد تغيرت هوية صانعي القرار الرئيسين في أولد ترافورد منذ تلك الأيام، وكذلك تغيرت العملية التي أدت إلى تعيين تن هاغ، فلم يعد هناك "الرجل المختار"، الذي أطلق على مويس، بل تم اختيار تن هاغ من قبل اللجنة.
وقاد عملية البحث عن خليفة سولسكاير شخصية في طليعة عمليات كرة القدم المعاد هيكلتها في يونايتد، هو المدير الفعلي لكرة القدم جون مورتوغ، ويقال إن الرئيس التنفيذي الجديد ريتشارد أرنولد قد شارك فقط خلال المراحل النهائية، لكن تم وصف تن هاغ بأنه اختيار بالإجماع لمورتوغ وأرنولد والمدير التقني دارين فليتشر، وجاء تعيينه نتاجاً لقسم كرة القدم المعاد هيكلته في يونايتد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإذا كان الأمر كذلك، فعندئذ تأتي المسؤولية الجماعية بالإجماع، فهذه هي أول خطوة كبيرة في تحديد الشكل الجديد للهيكل الداخلي في مانشستر يونايتد، إذا لم نحكم على قرار تعيين مدير فني مؤقت كجزء لا يتجزأ من نفس العملية.
ويجادل البعض أنه من خلال تعيين مدير فني مؤقت هو رالف رانغنيك، أهدر النادي موسماً كاملاً، ولكن إذا أتاح ذلك الوقت لإجراء بحث كامل ومدروس للعثور على المدير الدائم المناسب، سيكون هذا هو الاختيار الصحيح.
وأصبح تن هاغ الخيار الأول لفريق يونايتد لكنه لم يكن المفضل في وقت مبكر، حيث كان ماوريسيو بوتشيتينو مثار إعجاب، لكنه منذ ذلك الحين تأثر بحضوره مأدبة غداء مع السير فيرغسون بينما كان لا يزال مسؤولاً عن توتنهام هوتسبير في عام 2016.
ولا يزال رأي المدرب الاسكتلندي مهماً في يونايتد كما كان دائماً، ولكن انتزاع بوتشيتينو من باريس سان جيرمان كان دائماً أمراً صعباً وبخاصة في منتصف الموسم، ومع ذلك كان يونايتد ملتزماً بإجراء بحث شامل ومفصل.
وفي منتصف شهر مارس (آذار)، عندما تم تصعيد العملية قليلاً، بدأت الهمسات بالظهور حول دعم ترشيح تن هاغ، وكان بوتشيتينو لا يزال يعاني لتوه من الخروج المذل من دوري أبطال أوروبا على يد ريال مدريد، لكن أياكس بقيادة تن هاغ خرج هو الآخر بشكل مفاجئ على يد بنفيكا، لكن لم يكن من المحتمل أبداً أن تؤثر هذه النتائج في قرار يونايتد، لكن المقابلات التي تمت وجهاً لوجه هي من فعلت ذلك.
ويقال إن أولئك الذين كانوا في الغرفة عندما جلس تن هاغ مع المديرين التنفيذيين لنادي يونايتد، في وقت لاحق من ذلك الشهر، شعروا جميعاً بالطاقة والحماس اللذين أظهرهما المدرب البالغ من العمر 52 سنة، للتحدي والرؤية الطويلة المدى التي حددها بوضوح، وسرعان ما اقتنع يونايتد أن تن هاغ كان المرشح الأكثر ارتباطاً بهويتهم واستراتيجيتهم وهيكل النادي الحالي.
وعلى الرغم من أنه ليس عاملاً حاسماً فإن طريق تن هاغ إلى مكتب المدير الفني في مركز كارينغتون للتدريبات في يونايتد، تم تسهيله من خلال العلاقات الصحية القائمة مسبقاً بين يونايتد وأرباب عمله وممثليه، إذ قيل الكثير عن علاقة يونايتد بإدوين فان دير سار، حارس مرمى الفريق السابق الذي يعمل حالياً رئيساً تنفيذياً لأياكس، ولا تزال هذه العلاقة قوية على الرغم من تخبط دوني فان دي بيك في مانشستر.
وفي غضون ذلك، تتمتع شركة "أس أم جي إنترناشيونال" التي تتولى وكالة أعمال تن هاغ، بعلاقة عمل مع يونايتد تعود إلى عهد فيرغسون والرئيس التنفيذي الأسبق ديفيد جيل، بعد أن عمل على المفاوضات لجلب روبن فان بيرسي إلى أولد ترافورد، وعملت الوكالة أيضاً في محادثات مع إد وودوارد، النائب التنفيذي السابق لرئيس النادي، بشأن تعيين لويس فان خال، وقال مؤسس الوكالة كيس فوس، عند تأكيد التعيين "الآن التاريخ يعيد نفسه مع ريتشارد أرنولد وإريك تن هاغ".
المخاوف بشأن افتقار تن هاغ إلى الخبرة في الإدارة بأي من البطولات الأوروبية الكبرى صحيحة، ولكنها لا تقلق الفريق الإداري لمانشستر يونايتد، نظراً إلى هيمنة أياكس على كرة القدم الهولندية خلال فترة ولاية تن هاغ، والسير الاستثنائي إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا في عام 2019 وتجربته، كما أنه عمل في بايرن ميونيخ الألماني، قيادة بيب غوارديولا لمدة عامين مديراً فنياً للفريق الرديف.
ولا تزال هناك أمور غير محسومة في تعيينات فريق تن هاغ المعاون، كما لم يتم تأكيد موعد اليوم الأول له في منصبه، ولكن من المتوقع أن يأتي قبل الأول من يوليو (تموز)، إذ إن لديه تصورات للخطط والإجراءات قبل الموسم المقبل، لكن تركيزه سيظل مع أياكس حتى وصول موسم الدوري الهولندي إلى نهايته وتأمين لقب الدوري الهولندي الثالث، وقال، "يمكنني أن أؤكد لجماهيرنا التزامي الكامل والتركيز على إنهاء هذا الموسم بنجاح قبل الانتقال".
وأخيراً، يأمل يونايتد أن ينتهي الانتظار لمدة تسع سنوات للحصول على بديل مناسب لفيرغسون، وإذا وجد تن هاغ أنه مدعوم فسيكون لديه أكثر من تأكيد إيمان أصحاب العمل الجدد بقدراته، ونظراً إلى ضعف التحصيل المزمن في أولد ترافورد منذ عام 2013، فإن هذا ليس مستوى مرتفعاً للبدء منه، ولكن كما قد يخبره على الأرجح كل من أسلاف تن هاغ، لا يزال من الصعب للغاية التخلص من تلك الحالة.
© The Independent