يقف إثيوبيون في طوابير في وقت مبكر صباح كل يوم أمام السفارة الروسية في أديس أبابا. وبعد رواج إشاعات على مواقع التواصل الاجتماعي عن أجر كبير وفرص عمل، تدفق العشرات، بينهم شبان وكبار سن وكثير منهم يحمل في يده شهادته العسكرية، على أمل التطوع للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا.
وقال اثنان من سكان الحي الذي توجد فيه السفارة، لوكالة "رويترز"، إن أعداد المتطوعين كانت قليلة في بادئ الأمر لكنهم صاروا بالعشرات بعد أسبوعين.
والثلاثاء، رأى صحافيون من "رويترز" مئات من الرجال يقدمون بياناتهم لحراس أمن إثيوبيين خارج السفارة، بعد أن طلبوا منهم إبراز شهاداتهم العسكرية.
نفي روسي وترحيب إثيوبي
وليس هناك ما يدل على إرسال أي إثيوبي إلى أوكرانيا للقتال هناك، أو أن أياً من هؤلاء المتطوعين سيذهب إلى هناك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال رجل خرج من السفارة وتحدث إلى المتطوعين بالروسية عبر مترجم، إن روسيا لديها ما يكفي من القوات الآن لكن سيتم الاتصال بهم إذا دعت الحاجة إليهم.
ولم ترد السفارة الروسية على أسئلة من "رويترز" عن هوية الرجل وإذا ما كانت موسكو سترسل متطوعين إثيوبيين للقتال في أوكرانيا. وأصدرت السفارة بياناً في وقت لاحق الثلاثاء، جاء فيه أنها لا تجند مقاتلين وأن الإثيوبيين الذين اصطفوا خارج المبنى محبون يعبرون عن "التضامن مع الاتحاد الروسي والتأييد له".
ورحبت الحكومة الإثيوبية بالبيان الروسي، وقالت إنه "يدحض التقارير التي لا تستند إلى أساس عن عمليات تجنيد لحساب القوات المسلحة الروسية"، لكنها لم ترد على أسئلة لـ"رويترز". كما لم ترد وزارة الخارجية الروسية على طلب للتعليق. وأحالت السفارة الأوكرانية في أديس أبابا الأسئلة إلى الحكومة الإثيوبية.
التضامن مع موسكو
وكانت إثيوبيا قد دعت جميع أطراف الحرب إلى ضبط النفس، ولم تصوت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي تصفه موسكو بأنه "عملية عسكرية خاصة" لنزع سلاح جارتها.
لكن كثيرين في إثيوبيا عبروا عن تضامنهم مع روسيا التي ربطتها علاقات قوية مع أديس أبابا منذ العصر السوفياتي. والإشاعات عن ألفي دولار كأجر للمتطوع وفرصة للعمل في روسيا بعد الحرب، ألهبت خيال بعض الواقفين في الطوابير. وتضرب الصراعات المسلحة الكثير من أجزاء إثيوبيا، كما أن معدل التضخم السنوي في البلاد يقارب 30 في المئة.
وقال ليتا كيبرو خارج السفارة، "أريد أن أدعم الحكومة الروسية وفي المقابل أحصل على منافع عندما أخرج" من الحرب. وأضاف كيبرو البالغ 30 سنة والذي يعمل بائعاً متجولاً، "الحياة باتت صعبة في إثيوبيا". وتابع، "ما أريده هو العيش في أوروبا".