Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تتحدث عن "جو إيجابي" ساد المحادثات مع السعودية

الرسائل المتبادلة بين طهران والرياض لم تترجم حتى الآن إلى نتائج مرضية للطرفين

أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، أن إيران والسعودية عقدتا جولة خامسة من المحادثات "الإيجابية" في بغداد يوم الخميس الماضي بشأن استعادة العلاقات بينهما.

وبدأت السعودية وإيران، محادثات مباشرة العام الماضي لمحاولة احتواء التوترات، لكنها توقفت في مارس (آذار) الماضي من دون إبداء أسباب.

وقال خطيب زادة في مؤتمر صحافي أسبوعي "عقدت الجولة الخامسة من المحادثات بين السعودية وطهران في العراق وكانت المحادثات إيجابية وأحرزت تقدماً".

وقال وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، أمس الأحد، إن بغداد ستستضيف جولة جديدة من المحادثات.

وأعربت وسائل إعلام إيرانية عن ارتياح طهران لمخرجات الجولة الخامسة من المحادثات بينها وبين السعودية التي عقدت أخيراً في بغداد، مؤكدة أنها تبعث على "التفاؤل باستئناف العلاقات الثنائية" بين الجارتين الإقليميتين.

واستأنف البلدان جلسات الحوار بينهما بعد توقف لأشهر، وفق ما أفاد مسؤول حكومي عراقي السبت، مع عقد لقاء هذا الأسبوع بين ممثلين للدولتين ضمن الجهود الهادفة لتحسين العلاقات المقطوعة بينهما.

وقطعت العلاقات بين القوتين النافذتين في منطقة الخليج منذ مطلع 2016. إلا أن البلدين اللذين يقفان على طرفي نقيض في مختلف الملفات الإقليمية، أجريا خلال العام الماضي أربعة لقاءات حوارية بهدف تحسين العلاقات، استضافها العراق بتسهيل من رئيس وزرائه مصطفى الكاظمي.

وقال مسؤول حكومي عراقي طلب عدم كشف اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية "المحادثات استؤنفت الخميس الماضي فعلاً في بغداد"، من دون تفاصيل إضافية.

"جو إيجابي"

من جهتها، أكدت وكالة "نور نيوز" الإيرانية عقد جلسة حوار جديدة ضمت ممثلين لأمانة المجلس الأعلى للأمن القومي في الجمهورية الإسلامية، ورئاسة الاستخبارات السعودية.

وأفادت أن اللقاء جرى في "جو إيجابي"، ما يدفع إلى "تفاؤل باستئناف العلاقات الثنائية". وتوقعت عقد "اجتماع مشترك بين وزيري خارجية البلدين في المستقبل القريب".

ويعود اللقاء الأخير بين الجانبين إلى سبتمبر (أيلول) 2021. وكان من المتوقع أن تعقد جلسة خامسة في مارس (آذار)، إلا أن تقارير صحافية تحدثت في حينه عن قرار إيراني بـ"تعليق" المشاركة لأسباب مختلفة، لكن الإعلام الرسمي في طهران اكتفى وقتها بالقول، إنه لم يتم تحديد أي موعد لجلسة جديدة.

وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير (كانون الثاني) 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد، لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام الرياض رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر.

ما الخطوة التالية؟

وبدأت جلسات الحوار بين البلدين في أبريل (نيسان) 2021 بتسهيل من الكاظمي الذي تربطه علاقات جديدة بالجانبين.

وتعد الجمهورية الإسلامية والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية وأبرزها النزاع في اليمن، حيث تقود الرياض تحالفاً عسكرياً داعماً للحكومة المعترف بها دولياً، وتتهم طهران بدعم المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق واسعة في شمال البلاد أبرزها صنعاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كذلك، تبدي السعودية قلقها من نفوذ إيران الإقليمي وتتهمها بـ"التدخل" في دول عربية مثل سوريا والعراق ولبنان، وتتوجس من برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية.

وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان رحب في مارس، بتصريحات لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بشأن علاقات الجوار بين المملكة وإيران، معتبراً أنها تظهر "رغبة" الرياض باستئناف علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.

إلى ذلك، أعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال زيارة لطهران منتصف أبريل الجاري، عن أمله في أن "نصل إلى مراحل أخرى من هذا الحوار (...) و ننقل الحوار من حوارات مغلقة أو حوارات سرية أو حوارات على المستوى الأمني، إلى حوارات دبلوماسية وحوارات علنية".

وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان علق في وقت سابق التقدم في الحوار مع إيران بوجود "رغبة جدية لوقف التصعيد" والعمل على منطقة أكثر استقراراً.

الشك في جدية إيران

وفي تعليق على الجولات الأربع التي سبقت الخامسة الأخيرة، قال الفرحان، إنه "على الرغم من غياب تقدم جوهري، إلا أن هناك إمكانات كبيرة من أجل التقدم للأمام، وهذا بالتأكيد يتطلب من إيران وجود رغبة جدية في التصدي للقضايا القائمة، ونحن نأمل بأن تكون هناك رغبة جدية في إيجاد مقاربة. السعودية مهتمة بعلاقة إيجابية مع إيران بما يقدم الفوائد لكلا البلدين".

وتابع وزير الخارجية السعودي "نحن في السعودية نركز على رؤيتنا الوطنية 2030، ونتمنى أن تُحقق التنمية المستدامة للسعودية والمنطقة الأوسع، ونتطلع لأن نكون شركاء مع جميع جيراننا، بما في ذلك إيران، لكن هذا سوف يحتاج تعديل الأولويات الاستراتيجية في المنطقة. لم نر هذا، بخاصة مع التصعيد الأخير الذي جرى، ويشير إلى عدم وجود التزام كامل من إيران".

وأشار في معرض حديثه أمام مؤتمر ميونخ الأخير في ألمانيا إلى وجود عدد من المسائل التي يمكن العمل عليها إذا كانت هناك رغبة جدية في إيران لوقف التصعيد في المنطقة والتصدي للمسائل الأمنية المقلقة، والعمل لمنطقة أكثر استقراراً وازدهاراً.

وفي ما يتعلق بمحادثات فيينا بشأن الاتفاق النووي مع إيران، قال: "نشدد على أنه إذا ما تم إحياء الاتفاق، فيجب أن تكون له نقطة بداية، حيث فيه مواطن قصور، وهذا يمكن العمل عليه عبر مزيد من الحوار، من أجل التأكد من أن هناك حماية طويلة الأمد من انتشار السلاح النووي، والعمل على مباعث القلق الأمنية للمنطقة".

المزيد من الأخبار