إضافة إلى المواجهات بين القوات الأمنية الإسرائيلية والمصلين في المسجد الأقصى، شددت إسرائيل من إجراءاتها في القدس. وفي محاولة منها لاستباق مختلف الاحتمالات، فرضت عقاباً جماعياً على قطاع غزة، بذريعة الرد على الصواريخ التي أطلقت تجاه بلدات الجنوب، فيما هددت الشرطة الإسرائيلية بقمع الظاهرات السلمية لفلسطينيي 1948 تضامناً مع الأقصى، واستنكاراً للاعتداءات التي يتعرض لها.
وفي غضون ذلك، انشغلت القيادة الأمنية في مناقشة تقرير استخباراتي يتحدث عن جهود حثيثة تقوم بها حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" لتعزيز قدراتهما العسكرية وترسانتهما الصاروخية، والدقيقة منها خصوصاً.
ومع إطلاق الصاروخ الثالث، فجر السبت 23 أبريل (نيسان)، من غزة نحو الجنوب الإسرائيلي، عقدت القيادتان الأمنية والعسكرية جلسة تقييم للأوضاع في غزة وتداعيات أي تصعيد إضافي في الأقصى وتجاه غزة. وقرر رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، إغلاق معبر إيرز أمام التجار والعمال، وأصدر تعليماته بمنع السماح للمرضى باستخدام هذا المعبر، رداً على صواريخ غزة.
وضمن القرار الإسرائيلي إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد، في جنوب غزة، أمام حركة البضائع ومنع القوات الإسرائيلية إدخال البضائع والمواد التموينية والمحروقات ومواد البناء إلى غزة.
تناقض في شأن "حماس"
وتناقضت التقارير الإسرائيلية في شأن القدرة الصاروخية لحركة "حماس". وفيما أعلن ضابط إسرائيلي أن الحركة تلقت ضربة شديدة خلال العملية العسكرية الأخيرة في مايو (أيار) 2021، "حارس الأسوار"، وبأنها تحتاج إلى وقت لصناعة قذائف صاروخية وترميم البنى التحتية لصواريخها، أعلن مسؤول أمني إسرائيلي أن المنظومة الصاروخية لدى "حماس" تضررت أقل من تقديراتنا، "بل نجحت الحركة، خلال فترة قصيرة، في ترميم منظومة إنتاج القذائف الصاروخية، من إيران".
وخلافاً للضابط الإسرائيلي، قال المسؤول الأمني، إن في حوزة "حماس" و"الجهاد الإسلامي" كمية كبيرة من القذائف الصاروخية مشابهة لتلك التي كانت في حوزتهما السنة الماضية.
وأثنى الجيش الإسرائيلي، في تقرير له، على حديث الضابط، ليعتبر أن الهدوء النسبي الذي ساد قطاع غزة منذ عملية "حارس الأسوار" نابع من عمل "حماس" و"الجهاد الإسلامي" على زيادة قوتهما العسكرية وتدريبات وإعادة بناء قوتهما الصاروخية وورش تصنيعها وتحسين قدراتها.
إلا أن تقرير الجيش يشير إلى أنه كان في حوزة "حماس" نحو 14 ألف قذيفة صاروخية، و"الجهاد الإسلامي" نحو 8 آلاف قذيفة صاروخية، إضافة إلى بضع مئات "وربما آلاف" القذائف الصاروخية بحوزة الفصائل الفلسطينية المسلحة الأخرى.
وفي التقرير الإسرائيلي، فقد أطلقت الفصائل الفلسطينية مجتمعة نحو 4500 قذيفة صاروخية في اتجاه إسرائيل خلال عملية "حارس الأسوار"، فيما دمرت إسرائيل ما لا يقل عن 4000 قذيفة صاروخية ومعظم منظومة إنتاج القذائف الصاروخية.
توقعات
ونقل عن ضابط في فرقة غزة العسكرية، أن "حماس" و"الجهاد" تعملان على تطوير أنواع متطورة من القذائف الصاروخية القادرة على إلحاق ضرر كبير والتغلب على القبة الحديدية قبل اعتراضها. وقال الضابط الإسرائيلي "تخطط (حماس) و(الجهاد) لاستخدام معدات وصواريخ متطورة ودقيقة، وحتى بنادق قناصة، في حال قرر الجيش الإسرائيلي اجتياح قطاع غزة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وضمن توقعات الجيش الإسرائيلي، فإن حركة "حماس" تستثمر موارد كثيرة لتطوير قذائف مضادة للطائرات والسايبر. وهذه أيضاً بمساعدة كبيرة من إيران، وفق الجيش.
وفي تقرير آخر، انتقد ضابط إسرائيلي سياسة الجيش تجاه إنفاق "حماس". واعترف بأن "الجيش ضخم موضوع الإنفاق الهجومية أكثر من حجمها، وساعد بذلك "حماس" في تعظيم هذا التهديد، ما جعل كثيرين يصفون ذلك بـ"الخطأ الاستراتيجي".
فلسطينيو 1948 في الهدف
منذ بداية المواجهات في الأقصى، تشهد بلدات فلسطينيي 1948 مسيرات وتظاهرات احتجاجية. وإزاء تقديرات تكرار سيناريو أحداث مايو (أيار) 2021 والمواجهات العنيفة مع الشرطة، وفي المدن المختلطة مع اليهود، أعلنت الشرطة أنها تستعد لقمع احتجاجات محتملة.
وأعلنت الشرطة أنها تستعد لاحتمال مواجهات داخل البلدات العربية. وجاء في بيان لها أنه تم نشر آلاف من عناصر الشرطة في مختلف أنحاء البلاد مع الاستعدادات لتحقيق خطة قمع التظاهرات وأعمال الاحتجاج بمختلف أشكالها.
في الوقت نفسه، تواصل الشرطة ملاحقة الشبان المتظاهرين واعتقال العشرات منهم بتهمة القيام بـ"أعمال شغب"، وفق تعبير الشرطة.