كانت لحظات الخطر الحقيقي قليلة ومتباعدة بالنسبة لمانشستر سيتي خلال الفوز الخماسي على واتفورد، يوم السبت، ولكن كانت هناك حالة واحدة ظهرت لفترة وجيزة، بدا خلالها أن فريق المدرب روي هودجسون يمكن أن يعود إلى المباراة.
وبينما كانت النتيجة لا تزال 1-0، أدى استهتار جواو كانسيلو غير المعهود إلى فقدان حيازة الكرة، وتحول واتفورد إلى الهجوم المضاد حيث كان إيمانويل دينيس يركض منفرداً، ومع وصوله إلى حافة منطقة الجزاء، وقبل التسديد على المرمى سُحبت الكرة من أمام قدميه.
كان أولكسندر زينتشينكو قد صنع بالفعل الهدف الافتتاحي لغابرييل جيسوس، والآن منع ما يمكن أن يكون بالتأكيد هدف التعادل لواتفورد.
وكان هذان هما أبرز أداء شامل في مركز الظهير الأيسر، والذي وصفه بيب غوارديولا لاحقاً بأنه "استثنائي تماماً"، وبالطبع من اللافت للنظر أن زينتشينكو لا يزال قادراً على اللعب، ناهيك عن اللعب بشكل جيد.
وكانت كرة القدم مصدر إلهاء ضروري ومرحب به لشاب استُهلكت حياته خارج اللعبة بسبب غزو بلاده، وقال أخيراً لصحيفة "غارديان"، "لا يمكنني العيش خارج هذا الوضع، محاولة متابعة كل شيء هي في الأساس حياتي، أول شيء أفعله كل يوم هو الوصول إلى هاتفي الذي يصبح في يدي باستمرار".
وقال غوارديولا، "لم تكن فترة سهلة لأليكس، ما حدث في بلده مع أحبائه، الناس ينسون أوكرانيا، والآن لم نعد نتحدث عنها، ولا توجد أعلام لأوكرانيا لكن أليكس يعيش ذلك كل يوم".
سيكون من المفهوم إذا كان تركيز زينتشينكو قد تلاشى أو حتى إذا كان التزامه بالتدريب قد انخفض خلال الشهرين الماضيين، لكن هذا هو آخر شيء توقعه غوارديولا من لاعب كان عليه أن يثبت نفسه أكثر من غيره في فريق سيتي.
وقال مدرب زينتشينكو عن أدائه ضد واتفورد، "إنها مناسبة أخرى لإظهار الطريقة التي يلعب بها والجودة التي يقدمها والمساعدة، إنه يركز دائماً، وهو موضع تقدير لا يصدق في غرفة الملابس".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع دخول سعي سيتي للهيمنة المحلية والأوروبية مرحلته النهائية، فإن وجود زينتشينكو موضع تقدير أكثر من المعتاد، قبل مباراة الذهاب في نصف النهائي ضد ريال مدريد، يوم الثلاثاء، يعاني سيتي من نقص في الأظهرة، حيث يتعرض كانسيلو للإيقاف وهناك شكوك حول حالة كايل ووكر بسبب الإصابة ويمكن أيضاً استبعاد جون ستونز، الذي شارك في مركز الظهير الأيمن.
أجمع بين هذه الموجة السريعة والمركزة من الإصابات مع تفضيل غوارديولا لتشكيل فريق صغير ومتماسك، ومن السهل أن ترى كيف تنشأ المشكلات، فلا يوجد ظهير طبيعي للفريق الأول لائق ومتاح في النادي، واعترف غوارديولا يوم السبت، "ليس لدينا الكثير من الخيارات، ليس لدينا مدافعون".
لكن سيتي لديه زينتشينكو، الذي عند وصوله غير المعلن في صفقة بقيمة 2 مليون جنيه استرليني من نادي أوفا، كان لاعب خط وسط مهاجم في المركز 10 مثل فيل فودين، كما يتذكر غوارديولا، لكن فرص اللعب مع الفريق في هذا المركز المفضل له كانت دائماً محدودة، ولا تزال محدودة بالنسبة له كظهير أيسر، واعترف مدربه، "هناك فترات يكون فيها اللاعبون الآخرون أفضل وأكثر ثقة، لذلك يلعب أقل".
ومع ذلك، فإن تفاني زينتشينكو وتصميمه على خلق دور لنفسه يعني أنه جزء لا يتجزأ من فريق السيتي الصغير الذي يضم فقط 17 لاعباً راسخاً في الفريق الأول، إنه بالضبط نوع خيار المنفعة الذي يحتاجه غوارديولا لكنه يفتقر إليه، من النوع الذي كافح من أجل التمسك به على الرغم من حماسته للتناوب بين اللاعبين.
هناك توتر دائم في السيتي بشأن وقت اللعب، كان فيران توريس في وقت سابق من هذا الموسم، ولم يكن إيمريك لابورت سعيداً بموسمه الماضي، وغادر ليروي ساني النادي بسبب مخاوف مماثلة، وأعرب رحيم سترلينغ عن قلقه.
ويتفهم غوارديولا كل إحباطاتهم وتعاطف مع البطل ذو الأربعة أهداف جيسوس، يوم السبت، بسبب قلة مشاركاته أساسياً، لكنه لا يستطيع تقديم أي ضمانات أن يلعب أساسياً.
ومع ذلك، لم يشتك زينتشينكو أبداً، لقد أنجز المهمة، حتى لو كانت غير مناسبة له، وقال غوارديولا لأحد المراسلين، حين سأل عن الأوكراني، "أنت صحافي رائع، ويوماً ما نطلب منك أن تكون مصوراً تقول نعم وستفعل ذلك، لكن كونك مصوراً لمدة ثلاث سنوات ستكون مشكلة، لكنه سيفعل ذلك كل يوم".
هذا أمر لا يقدر بثمن في فريق سيتي الصغير، بخاصة عندما يكون هناك طابور خارج غرف العلاج، ولن يكون لدى غوارديولا أي مخاوف بشأن اختيار زينتشينكو في دور أقرب إلى موقعه الطبيعي، أو حتى كواحد من لاعبي خط الوسط الأكثر تحفظاً في نظامه إذا أصرت الظروف على ذلك، إنه يحتاج إلى المزيد من اللاعبين مثله وليس أقل.
وإذا فشل سيتي في السباق على لقب الدوري الإنجليزي الممتاز أو فشل في الفوز بدوري أبطال أوروبا لأول مرة، فسيتم التركيز على نقص عمق الفريق باعتباره أحد نقاط ضعفهم، لكن إذا حققوا أي منهما، على الرغم من أزمة الإصابات، فإن قدرة زينتشينكو على ملء مركز الظهير ستكون قد لعبت دوراً مهماً في نجاحهم.
وربما لا يزال لديه دور أكبر يلعبه أيضاً، وقال غوارديولا، "من يدري من سيساعدنا في الفوز بالدوري الإنجليزي أو الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا؟ يعتقد الجميع أنهم يعرفون ولكن في بعض الأحيان يمكن أن يكون الشخص الذي لا تتوقعه، لهذا السبب يجب أن يكون الجميع مستعدين وسيكون المجد لهم".
© The Independent