قال نواب في مجلس العموم البريطاني إن مرضى السرطان في كل ثلاثة من خمسة مراكز تابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية ينتظرون طويلاً قبل تلقيهم العلاج فيما "يتجاهل" الوزراء ورؤساء الخدمات الطبية الآثار الكارثية لهذا التأخير.
وأصدرت لجنة الحسابات العامة في مجلس العموم تقريراً شاجباً طالبت فيه الحكومة وهيئة الخدمات الصحية الوطنية في انجلترا بتولي تنظيم لوائح الانتظار المديدة و"غير المقبولة".
كما انتقدت غياب الاهتمام "المقلق" بمن يقبعون أشهراً من دون علاج.
لا تلتزم سوى 38 في المئة فقط من مراكز هيئة الخدمات الصحية الوطنية ومراكز المؤسسة التابعة لها بأوقات الانتظار المحدّدة في تفويض الهيئة الصحية والتي تنص على البدء بإعطاء علاج السرطان خلال 62 يوماً من إحالة طبيب الصحة العامة الشخص للعلاج.
أقل من نصف هذه المراكز تحقق حالياً هدف تقديم الرعاية الطوعية ضمن فترة 18 اسبوعاً بعد احالة الطبيب، ما معناه أنَ الآلاف من المرضى ينتظرون إجراء جراحة تبديل الورك اوجراحة العين لازالة المياه البيضاء وهم يتألمون ويواجهون خطراً أكبر بالتعثر والسقوط.
وقالت رئيسة لجنة الحسابات العامة النائب ميغ هيلير "من المرفوض أن تكون نسبة المرضى الذين يتلقون علاجاً وفقاً لمعايير مواقيت الانتظار في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في حال من التدهور المستمر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
"على هيئة الخدمات الصحية الوطنية في انجلترا ووزارة الصحة والرعاية الاجتماعية ان تمسك بزمام الأمور".
"لا يمكن تجاهل أثر اوقات الانتظار المطولة على الافراد".
وأطلعت الجمعيات الخيرية اللجنة على معلومات مفادها أن اوقات الانتظار قبل اجراء فحوصات السرطان طويلة "بشكل مميت".
واضافت السيدة هيليير "اقلقتنا مقاربة الوزارة وهيئة الخدمات الصحية الوطنية في انجلترا لمسألة أوقات الانتظار لأنها تنمّ على ما يبدو عن قصور في فهم الأذى الذي يلحقه الانتظار بالمرضى وفي فهم القدرة الاستيعابية للمستشفيات والاسباب الكامنة وراء ارتفاع الطلب".
وقال نوّاب إن الحكومة سمحت لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في انجلترا ان "تختار" من بين المعايير الوطنية ما يناسبها لتركّز عليها مع ارتفاع أعداد المرضى وفشل موازنات قطاع الصحة في مواكبة الوضع الجديد.
وحذّر النواب من أن ارتفاع الضغط على إدارات الحوادث والطوارىء خلال فصل الشتاء أدى إلى تأخير دور من ينتظرون الخضوع للجراحة لأسباب أقل إلحاحاً، وهكذا استمرت أوقات الانتظار لدى مرضى السرطان بالارتفاع.
تقترح هيئة الخدمات الصحية الوطنية في انجلترا اليوم إرساء تغيير كامل في اهدافها فتولي الأولوية للمرضى ذوي الحالات الأكثر حرجاً. ولكن من يطعن في أداء الهيئة يخشى ان هذا التغيير سيؤدي إلى اوقات انتظار أطول للمرضى قبل تلقي العلاج.
وقالت المديرة التنفيذية لمنظمة اتحاد المرضى رايتشل باور "هذه مشكلة مستمرة ومقلقة للغاية تترتب عليها عواقب وخيمة لجهة رعاية المرضى ومن غير المقبول ابدا ان يُترك المرضى بهذه الحال من الاهمال".
"كلما طالت فترة الانتظار، طالت فترة الألم والضيق وبالنسبة لبعض الاجراءات الطبية فإن انقضاء وقت طويل قبل تلقيها يقلل من فائدة العلاج للمريض، يجب ان يُنظر إلى هذا الأمر من زاوية الكلفة الانسانية وليس من زاوية الأرقام فقط، مهما كانت مأساوية".
وقال وزير الصحة في حكومة الظل وعضو حزب العمال جوناثان آشوورث إن التقرير كان في مثابة تذكير بأن "سنوات من قلة التمويل والتوظيف تحت إدارة حزب المحافظين" تبعث على الاضطراب وتؤدي إلى فترات انتظار اطول.
وأضاف أنه "بدل التلهي بلعبة الزعامات، على وزير الصحة ان يركز على عمله الاساسي وأن يسيطر على المشاكل الكبيرة التي تواجه هيئة الخدمات الصحية الوطنية".
من جانبه، صرّح متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بأنّ "كل شهر، أكثر من مليون مريض منتسب إلى هيئة الخدمات الصحية الوطنية يبدأ خطة العلاج المقررة له مع مستشار طبي، ومعظم المرضى يقابلون المختصين ويتلقون العلاج ضمن فترة الـ18 اسبوعاً. وسجّل العام الماضي مقارنة بالعام 2010 زيادة في عدد متلقي العلاج من مرضى السرطان وصلت الى 71 الف شخص".
"نحن سنوفّر 33.9 مليار جنيها استرلينيا إضافياً بحلول العام 2023-2024 من خلال الخطة الطويلة الأمد في هيئة الخدمات الصحية الوطنية والتي سيزيد بموجبها عدد العمليات الجراحية المقررة سنوياً وتتقلص فترة الانتظار في مراكز هذه الهيئة".
© The Independent