أوردت "واشنطن بوست" أن شركة "دي جاي آي" DJI الصينية، وهي كبرى الجهات المصنعة للطائرات المسيرة [درونز Drones] التجارية في العالم، أوقفت أعمالها في أوكرانيا وروسيا لتصبح أول شركة صينية رئيسة تغادر علناً السوقين بسبب الحرب التي ترفض القيادة في بكين شجبها وإدانتها. وفي بيان صدر عنها، أفادت الشركة الخاصة التي تتخذ من "شنتزن" مقراً لها، أنها تجري تقييماً داخلياً عن مدى الامتثال [للأوضاع القانونية المتعلقة بحرب روسيا على أوكرانيا] وستوقف مؤقتاً نشاطها في البلدين بانتظار صدور نتائج التقييم. ووفق الصحيفة، لم يتضح السبب الذي دفع الشركة إلى ذلك القرار الذي وصفه ناطق باسم الشركة في حديث إلى وسائل إعلام صينية بأنه "ليس موقفاً يستهدف أي بلد محدد، بل يتعلق بمبادئنا".
وتوضيحاً، وضع عدوان روسيا على أوكرانيا أعمال "دي جاي آي" قيد التدقيق بسبب مخاوف من أن تعرقل الشراكة الجيوسياسية بين بكين وموسكو جهود الشركة الرامية إلى منع استخدام الجيش الروسي لمنتجاتها، وفق "واشنطن بوست". وأحرج غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا الشركات الصينية. إذ يزعم الموقف الرسمي لبكين الحياد مع الإبقاء على خطاب مؤيد لروسيا والحفاظ على علاقة اقتصادية طبيعية معها، ما يشكل شريان حياة محتملاً للاقتصاد الروسي الواقع تحت ضغوط عقوبات الولايات المتحدة وحلفائها.
في المقابل، تخشى الشركات الصينية التي لا تزال تعمل في روسيا خسارة أسواق أهم في أوروبا وأميركا الشمالية في حال فرض عقوبات ثانوية عليها [بمعنى أنها عقوبات مشتقة من تلك التي فرضت على روسيا]، وفق الصحيفة، ما جعل معظم الشركات الصينية ذات الحضور في روسيا تلتزم الصمت حيال خططها، في حين عدل بعض منها من عملياته بهدف تخفيف انكشافه على السوق الروسية. وفي مارس (آذار) 2022، كتب نائب رئيس وزراء أوكرانيا، ميخاييلو فيدوروف، رسالة إلى رئيس "دي جاي آي"، فرانك وانغ، يحضه فيها على وقف العمل في روسيا ويزعم أن الجيش الروسي يستخدم منتجات الشركة لتوجيه صواريخه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي السياق نفسه، لفتت "واشنطن بوست" إلى أن مسؤولين أوكرانيين عبروا عن مخاوف حول إخفاقات عاناها نظام "أيروسكوب" Aeroscope الخاص بالشركة الصينية في تحديد مواقع المسيرات القريبة ومشغليها. وزعم بعضهم أن النظام تعرض إلى عبث متعمد بغية إخفاء المسيرات الروسية عن الرادارات الأوكرانية. ونفت "دي جي آي" الاتهامات، مشيرة إلى أن "أيروسكوب" لا يمكن العبث به، وعرضت إنشاء "سياج جغرافي" يمنع طيران أي مسيرات من إنتاجها فوق أوكرانيا بغض النظر عن الجهة المشغلة. وأصدرت قبل أسبوع بياناً نفت فيه أنها تبيع أي منتجات للاستخدام العسكري وترفض تعديلها لهذا الغرض.
وفي سياق متصل، تواجه الشركات الصينية التي تسعى إلى خفض حضورها في روسيا انتقادات من قوميين صينيين يحضون على تعزيز العلاقات الروسية - الصينية في مواجهة الغرب، وفق الصحيفة. وفي مرحلة مبكرة من الحرب، واجه إعلان "ديدي"، وهي شركة عملاقة لطلب سيارات الأجرة [تشبه في عملها شركة أوبر]، تخليها عن خطط للتوسع في روسيا، اتهامات بالتخلي عن شريك للصين [أي روسيا] في وقت من أوقات الشدة. وتراجعت الشركة عن خطوتها لاحقاً. في المقابل، لاقى قرار "دي جاي آي" ردوداً أهدأ مما واجهته "ديدي" لأنه اعتبر متناسباً مع الموقف الرسمي الصيني بالحياد. بيد أن قوميين وجدوا ما ينتقدونها عليه متمثلاً في صدور الإعلان باللغة الإنجليزية قبل صدوره بالصينية. وردت الشركة بأن الأمر "تفصيل صغير" و"لا يستحق الذكر"، قبل أن تعيد إصدار البيان باللغة الصينية.