أكد الرئيس الأميركي جو بايدن استعداد بلاده لتقديم مزيد من الأسلحة الدفاعية لأوكرانيا، كاشفاً ان بلاده كانت حضّرت لهذه الخطوة قبل بدء العملية العسكرية الروسية هناك.
وأضاف في كلمة له خلال زيارته مصنع "لوكهيد مارتن"، وهو أكبر المصانع العسكرية على الإطلاق في العالم، أن بلاده تأكدت من أن أنظمة "جافلين" والأسلحة التي ستمكن أوكرانيا من المقاومة كانت جاهزة قبل بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير (شباط) الماضي.
كما تابع أن واشنطن تأكدت حينها من وصول الأسلحة والمعدّات، حيث خصصت 3 مليارات دولار أميركي لدعم كييف.
واعتبر تلك المساعدة "استثماراً" مباشراً في الديمقراطية والحرية، لأن التاريخ أثبت أن عدم الوقوف في وجه الديكتاتورية يجعلها تتزايد أكثر فأكثر، وفق تعبيره.
"ستُحدث فرقاً"
وعن الوضع الحالي، أشار إلى أن صواريخ "جافلين" ساعدت في "دعم المقاومة الأوكرانية"، مشدداً على أن أميركا ستبقى في طليعة الدول المصنعة للأسلحة.
وأعلن أن بلاده ستعوض مخزونها من الأسلحة لتعويض ما تم إرساله لأوكرانيا، مؤكداً أن الأسلحة الأميركية المرسلة جنّبت العالم حرباً عالمية ثالثة.
وفيما لفت إلى أن بلاده ستتحرك لملاحقة روسيا بسبب انتهاكاتها في أوكرانيا، وفق تعبيره، كشف أن واشنطن ستبدأ تطوير قدراتها العسكرية لمواجهة تهديدات الصين، وأكد النية للطلب من الكونغرس المزيد من الأموال لتقوية الدفاعات الأميركية.
كما طالب الرئيس الأميركي الكونغرس بأن يقرّ "بسرعة" تمويلاً إضافياً بقيمة 33 مليار دولار بهدف زيادة المساعدة العسكرية لأوكرانيا لتمكينها من مواجهة الجيش الروسي.
وقال بايدن "نحن بحاجة إلى المزيد من الأموال لضمان استمرار الولايات المتحدة في إرسال الأسلحة" وتقديم "المساعدة الإنسانية" لأوكرانيا.
وإذ ناشد المشرّعين الموافقة على هذه الحزمة الإضافية البالغة فيمتها 33 مليار دولار، أضاف "أطلب من الكونغرس التصويت بسرعة على هذا التمويل".
وقال بايدن مخاطباً عمال المصنع إنّ "هذه الأسلحة التي لمستها أيديكم، ستصبح بين أيدي الأبطال الأوكرانيين وستحدث فرقاً. هذا شيء يمكنكم ويجب أن تفتخروا به كل يوم".
وأضاف "أنتم تسمحون للأوكرانيين بالدفاع عن أنفسهم، ولكي أكون صريحاً، إنّها تحوّل الجيش الروسي في مناسبات كثيرة إلى أضحوكة".
"هجوم عنيف"
وشنّت روسيا هجوماً بالدبابات والمشاة، الثلاثاء الثالث من مايو (أيار)، للمرة الأولى على مجمع آزوفستال، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية، فيما أعلنت الأمم المتحدة أنها نجحت في إجلاء مدنيين من المجمع.
وقال سفياتوسلاف بالامار، نائب قائد "كتيبة آزوف"، في فيديو نُشر على "تلغرام"، "يجري هجوم عنيف على آزوفستال بدعم من العربات المدرعة والدبابات ومحاولات إنزال القوات بمساعدة القوارب وعدد كبير من عناصر المشاة".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق الثلاثاء، أن "وحدات من الجيش الروسي ومن جمهورية دونيتسك الشعبية، بدأت تدمّر بواسطة المدفعية والطائرات... مواقع إطلاق النار" للمقاتلين الأوكرانيين الذين خرجوا من المصنع.
واتّهمت "كتيبة آزوف" الأوكرانية التي تؤمّن حماية المصنع بأنها "استخدمت" وقف إطلاق النار المعلن لإجلاء المدنيين، لالخروج من أقبية المصنع و"اتخاذ مواقع إطلاق النار في الإقليم" و"في مباني المصنع".
وحتى الآن، كانت القوات الروسية تقصف جواً وبحراً هذا المصنع الذي يختبئ في أنفاقه الضخمة تحت الأرض التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية، مقاتلون ومدنيون محرومون من الماء والغذاء والدواء.
وفي 21 أبريل (نيسان)، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه أمر قواته بعدم شن هجوم على المجمع لكن بإغلاق المنطقة "بحيث لا تتمكن ذبابة من المرور".
وقال بالامار في رسالته بالفيديو، إن امرأتين قتلتا وأصيب 12 مدنياً بجروح في القصف الذي سبق الهجوم، مشيراً إلى أن مدنيين آخرين ما زالوا في الموقع.
جهود الإجلاء
وصباح الثلاثاء، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أنها ستواصل جهودها بالتعاون مع الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، لإجلاء المدنيين الذين ما زالوا في آزوفستال والبالغ عددهم 200 شخص، بحسب رئيس بلدية ماريوبول فاديم بويتشنكو.
وكانت عطلة نهاية الأسبوع الماضي شهدت للمرة الأولى منذ فرض حصار على المدينة قبل شهرين وعمليات القصف المتواصلة، إجلاء حوالى 100 مدني كانوا لاجئين في طوابق تحت الأرض في مجمع آزوفستال للصلب.
ووصل بعضهم الثلاثاء إلى مدينة زابوريجيا التي ما زالت تحت سيطرة كييف على مسافة 230 كيلومتراً شمال غربي ماريوبول.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا أوسنات لوبراني، في بيان، "أشعر بالسعادة والارتياح بالتأكيد أن 101 مدني تم إجلاؤهم بنجاح من مصنع آزوفستال للصناعات المعدنية في ماريوبول".
من جانبها، قالت آنا زايتسيفاK وهي إحدى النازحات عند وصولها حاملة طفلها البالغ ستة أشهر، "نحن ممتنون جداً لكل من ساعدنا. لقد مر وقت فقدنا فيه الأمل، اعتقدنا أن الجميع نسي أمرنا".
وعلى الرغم من ذلك، أعرب رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أوكرانيا باسكال هونت عن أسفه لأن جزءاً فقط من المدنيين المحاصرين في آزوفستال تم إجلاؤه.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، عن أمله في تنظيم "المزيد من فترات وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية" بين أوكرانيا وروسيا، على غرار النموذج الذي سمح بإجلاء 100 مدني من مصنع آزوفستال للصلب.
وزارة الدفاع الروسية أعلنت من جهتها أن أكثر من 11500، منهم 1847 طفلاً، نُقلوا من أوكرانيا إلى روسيا الاثنين، من دون مشاركة السلطات الأوكرانية. ويشمل هذا العدد عمليات إجلاء من منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين. وتقول روسيا إنه تم إجلاء السكان بناءً على طلبهم، في حين تقول أوكرانيا، إن موسكو رحّلت قسراً آلاف السكان منذ بدء الحرب.
استهداف "مركز للأسلحة" قرب أوديسا
وقالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء، إن قواتها قصفت قاعدة جوية عسكرية بالقرب من مدينة أوديسا بجنوب غربي أوكرانيا بصواريخ، مما أدى إلى تدمير طائرات مسيرة وصواريخ وذخيرة قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون إلى أوكرانيا.
وقال الوزارة، "صواريخ أونيكس عالية الدقة أصابت مركزاً لوجستياً في مطار عسكري بمنطقة أوديسا كان يتم من خلاله توصيل أسلحة أجنبية. تم تدمير حظائر تضم طائرات مسيرة من طراز ’بيرقدار تي بي 2‘، بالإضافة إلى أسلحة صاروخية وذخائر من الولايات المتحدة ودول أوروبية".
وضربت الصواريخ والمدفعية الروسية أيضاً أهدافاً عسكرية مختلفة في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك مراكز القيادة والترسانات ونظام الصواريخ "إس 300" المضادة للطائرات.
وزتناقض الرواية الروسية تلك الأوكرانية. إذ أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، أن صبياً يبلغ من العمر 15 عاماً قُتل، وأُصيبت فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً، في هجوم صاروخي على ميناء أوديسا الجنوبي. وأضاف أن الصاروخ أصاب مبنى سكنياً، وتساءل في خطاب مصور، "كيف هدّد هؤلاء الأطفال والمسكن الدولة الروسية؟".
وصرح مجلس بلدية المدينة على "تلغرام" بـ"ضربة صاروخية على أوديسا أصابت بأضرار مبنى كان فيه خمسة أشخاص. قضى فتى في الـ15، ونُقل طفل آخر قاصر إلى المستشفى"، من دون أن يدلي بمعلومات عن مصير الثلاثة الآخرين الذين كانوا في المبنى.
وقال سكرتير مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف، للتلفزيون الأوكراني، إن كنيسة أرثوذكسية تابعة لبطريركية موسكو انهار سقفها جراء الهجوم.
واستُهدف مطار أوديسا، السبت الماضي، بهجوم صاروخي أسفر عن تدمير مدرجه، بحسب السلطات الأوكرانية. وأصابت ضربات في 23 أبريل (نيسان) الماضي، مبنى سكنياً في المدينة وأسفرت عن مقتل 8 أشخاص على الأقل. ويخشى الأوكرانيون أن تكون المدينة أحد أهداف موسكو الحربية، خصوصاً بعدما أكد جنرال روسي أن هجوم الكرملين في أوكرانيا يهدف إلى إقامة ممر من الأراضي الروسية إلى منطقة ترانسدنيستريا الانفصالية في مولدافيا، يعبر أوديسا.
المدعية العامة الأوكرانية: بوتين مجرم حرب
واتهمت إيرينا فينيديكتوفا، المدعية العامة الأوكرانية، الثلاثاء، روسيا باستخدام الاغتصاب كأسلوب حرب ووصفت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجرم الحرب الرئيسي في القرن الحادي والعشرين".
ونفت روسيا في السابق استهداف المدنيين ورفضت المزاعم القائلة بارتكاب قواتها جرائم حرب في أوكرانيا. ولم يرد الكرملين حتى الآن على طلب من "رويترز" للتعليق على الاتهامات، وكان قد رفض في السابق تلميحات بأن بوتين مجرم حرب.
وقالت المدعية العامة، أثناء زيارتها لمدينة إربين المدمرة بالقرب من كييف، إن أوكرانيا تجمع معلومات عن مزاعم الاغتصاب والتعذيب وغيرها من جرائم الحرب المشتبه بارتكابها على أيدي القوات الروسية.
وأضافت فينيديكتوفا أن المزاعم تتضمن اغتصاب نساء ورجال وأطفال وامرأة عجوز. ورداً على سؤال حول إذا ما كان الاغتصاب استراتيجية روسية متعمدة في الحرب، قالت في مؤتمر صحافي، "أنا متأكدة في الواقع أنها استراتيجية". وأضافت، "هذا بالطبع لترويع المجتمع المدني... لفعل كل شيء (لإجبار أوكرانيا) على الاستسلام".
ولم تقدم المدعية العامة تفاصيل محددة عن مزاعم الاغتصاب، لكنها قالت إن بعض الضحايا لا يزالون في أوكرانيا ويخشون التحدث علناً خوفاً من عودة القوات الروسية. وأضافت فينيديكتوفا أن بوتين يتحمل مسؤولية ما حدث في أوكرانيا بصفته القائد العام للقوات المسلحة الروسية.
وقالت، "بوتين هو مجرم الحرب الرئيسي في القرن الحادي والعشرين"، واستشهدت بالتدخلات العسكرية الروسية في جمهورية جورجيا السوفياتية السابقة ومنطقة الشيشان الروسية وسوريا وأوكرانيا في عام 2014. وأضافت، "إذا تحدثنا عن جريمة العدوان، فنحن جميعاً نعرف من بدأ هذه الحرب، وهذا الشخص هو فلاديمير بوتين".
ورفض ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، في مارس (آذار)، تعليقاً للرئيس الأميركي جو بايدن قال فيه إن بوتين مجرم حرب، معتبراً ذلك أمراً لا يُغتفر.
جونسون: أوكرانيا ستنتصر
في خطوة أولى من نوعها لزعيم غربي منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، ألقى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الثلاثاء، كلمة أمام البرلمان الأوكراني عبر الفيديو، أكّد فيها أن أوكرانيا ستنتصر على روسيا وستعود من جديد دولة حرة، كاشفاً عن مساعدات عسكرية جديدة لكييف بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني (375 مليون دولار).
وقال جونسون، "هذه ساعة المجد في أوكرانيا وسنتذكرها ونخبر عنها لأجيال"، في استعادة للخطاب الشهير الذي ألقاه ونستون تشرشل في 18 يونيو (حزيران) 1940.
وأكّد الزعيم البريطاني، "سنواصل مساعدة أوكرانيا... بالأسلحة والتمويل والمساعدات الإنسانية حتى نحقق هدفنا الطويل المدى المتمثل بتقوية أوكرانيا بحيث لا يجرؤ أحد على مهاجمتها".
وأشار إلى أن هذه المساعدات الجديدة تشمل "رادارات لتحديد مواقع المدفعية التي تقصف مدنكم وطائرات مسيرة ثقيلة لإمداد قواتكم وآلاف أجهزة الرؤية الليلية".
وحتّى الآن، قدّمت بريطانيا إلى أوكرانيا خمسة آلاف صاروخ مضادّ للدبابات وخمس منظومات صاروخية للدفاع الجوي مع أكثر من 100 صاروخ و4.5 أطنان من المتفجّرات.
مكالمة بين بوتين وماكرون
وجاء إعلان جونسون فيما دعا الرئيس الروسي الغرب إلى التوقف عن إرسال أسلحة إلى أوكرانيا في مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأوضح الكرملين في بيان، أن بوتين قال إن "الغرب يمكن أن يساعد في وقف هذه الفظائع عبر ممارسة التأثير المناسب على سلطات كييف وكذلك من خلال وقف توريد الأسلحة إلى أوكرانيا".
واتهم بوتين القوات الأوكرانية بارتكاب جرائم حرب، والاتحاد الأوروبي "بتجاهلها". وأضاف الرئيس الروسي أنه على الرغم من "تناقض كييف وعدم استعدادها للعمل الجاد، ما زال الجانب الروسي منفتحاً على الحوار" من أجل إيجاد مخرج للنزاع.
ماكرون من جانبه دعا بوتين "للسماح باستمرار عمليات الإجلاء" من مصنع آزوفستال، كما أعلن الإليزيه بعد محادثة هاتفية بين الزعيمين.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن عملية الإجلاء هذه يجب أن تحصل "بالتنسيق مع الجهات الإنسانية مع إعطاء الأشخاص الذين تم إجلاؤهم خيار وجهتهم بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني".
كما قال مكتب الرئيس الفرنسي إن ماكرون أبلغ بوتين بأنه مستعد للعمل مع المنظمات الدولية للمساعدة في رفع الحظر الروسي على صادرات المواد الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وكرر الرئيس الفرنسي التأكيد على ضرورة وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وأبلغ بوتين بأنه يشعر بقلق عميق بشأن الوضع في دونباس وماريوبول. ونقل بيان عن ماكرون قوله، "لقد دعوت روسيا للوفاء بمسؤوليتها الدولية كعضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة من خلال وضع حد لهذا الهجوم المدمر".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
عقوبات روسية ثأرية جديدة
في هذا الوقت، قال الكرملين الثلاثاء، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع مرسوماً بفرض عقوبات اقتصادية ثأرية رداً على "الممارسات غير الودية التي اتخذتها بعض الدول الأجنبية والمنظمات الدولية".
ولا تقدم الوثيقة أي تفاصيل عن الأفراد أو الكيانات التي قد تتأثر بهذه الإجراءات.
وبموجب المرسوم، تحظر روسيا تصدير المنتجات والمواد الخام إلى الأشخاص والكيانات المشمولة بالعقوبات. كما يحظر المرسوم المعاملات مع الأفراد والشركات الأجنبية التي تطالها العقوبات الثأرية الروسية، ويسمح للأطراف الروسية بعدم الوفاء بالتزاماتها تجاههم.
وبموجب المرسوم، تملك الحكومة الروسية 10 أيام لتجميع قوائم الأفراد والشركات الأجنبية التي سيتم معاقبتها، وكذلك تحديد "معايير إضافية" لعدد من المعاملات التي يمكن أن تخضع لقيود.
عقوبات جديدة على روسيا
وتأتي الخطوة الروسية فيما يجهز الاتحاد الأوروبي حزمة عقوبات سادسة على موسكو تشمل حظراً محتملاً على شراء النفط الروسي، بعد تحول كبير في موقف ألمانيا، أكبر مستهلك للطاقة الروسية، ما قد يحرم موسكو من مصدر كبير للدخل خلال أيام.
وصرح مسؤول أوروبي أن المفوضية الأوروبية أنجزت اقتراحها بشأن حزمة عقوبات سادسة، وهو ينص على وقف تدريجي للمشتريات الأوروبية خلال ستة إلى ثمانية أشهر حتى نهاية 2022، مع استثناء للمجر وسلوفاكيا، وهما دولتان لا تطلان على بحار وتعتمدان بالكامل على عمليات التسليم عبر خط أنابيب دروجبا لذلك يمكنهما مواصلة الاستيراد من روسيا في 2023.
وأوضح دبلوماسيون مطلعون على المناقشات التي أجرتها اللجنة أن هذا الاستثناء يسبب مشكلة لأن بلغاريا وجمهورية التشيك تريدان أيضاً الاستفادة منه.
وقال الرئيس الأوكراني في رسالته المصورة الليلية، "هذه الحزمة يتعين أن تشمل خطوات واضحة لحجب إيرادات روسيا من موارد الطاقة".
وأعلنت ألمانيا، الاثنين، أنها مستعدة لدعم حظر فوري على النفط الروسي. وقال وزير الاقتصاد روبرت هابيك، "نجحنا في التوصل لوضع تكون فيه ألمانيا قادرة على تحمل حظر النفط".
وسيناقش سفراء من دول الاتحاد الأوروبي، في اجتماع الأربعاء، عقوبات النفط المقترحة على روسيا، لكنها لا تلقى دعم الدول الأعضاء كافةً.
"مصارف روسية أخرى ستخرج من نظام سويفت"
وفي سياق متصل، أعلن المسؤول عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، خلال زيارة إلى بنما، أن الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على موسكو ستتضمن إقصاء "مصارف روسية أخرى" من نظام "سويفت" للتعاملات المالية الدولي.
وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي، إن هذه العقوبات تتعلّق بـ"القطاع المصرفي: هناك مصارف روسية أخرى ستخرج من (سويفت)، وفي قطاع الطاقة نحن نعمل على إعداد اقتراحات تتيح الحد من واردات الطاقة من روسيا، ولا سيّما النفط".
دعم ألماني لانضمام فنلندا والسويد لحلف الأطلسي
وفي سياق منفصل، قال المستشار الألماني أولاف شولتز الثلاثاء، إنه لا يمكن أن يفترض أحد أن روسيا لن تهاجم دولاً أخرى، وإن ألمانيا ستدعم فنلندا والسويد إذا قررتا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقال شولتز في بيان، "إذا قررت هاتان الدولتان الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، فيمكنهما الاعتماد على دعمنا"، وذلك بعد استضافة القيادات السويدية والفنلندية في اجتماع وزاري استمر يومين.
البابا يريد الذهاب إلى موسكو للاجتماع مع بوتين
في الأثناء، قال بابا الفاتيكان فرنسيس، في مقابلة نشرت الثلاثاء، إنه طلب الاجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بموسكو في محاولة لوقف الحرب في أوكرانيا، لكنه لم يتلقَ رداً. وأضاف لصحيفة "كورير ديلا سيرا" الإيطالية، أن البطريرك كيريل من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية الذي أيّد الحرب "لا يمكن أن يصير خادم المذبح بالنسبة لبوتين".
وتابع البابا، "أخشى ألا يكون بوتين قادراً أو راغباً في عقد هذا الاجتماع في الوقت الحالي. لكن كيف ألا يكون بمقدور المرء وقف كل هذه الوحشية؟".
ورداً على سؤال حول زيارة العاصمة الأوكرانية كييف، قال البابا، "في البداية يجب أن أذهب إلى موسكو، ويجب أن أقابل بوتين أولاً... أفعل ما بوسعي. إذا كان بوتين سيفتح الباب فقط".
رئيس الأركان الروسي
من جهة أخرى، تفقّد رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف جبهة دونباس في أوكرانيا، الأسبوع الماضي، وفق ما قال مسؤول في البنتاغون، الاثنين، لكن تعذّر تأكيد صحة تقارير أفادت بأنه أُصيب في هجوم أوكراني
وقال مسؤول رفيع في وزارة الدفاع الأميركية للصحافيين، "ما يمكننا أن نؤكده هو أننا نعلم أنه أمضى الأسبوع الماضي أياماً عدة في دونباس". وتابع، "لا نعتقد أنه لا يزال هناك". وقال إن وزارة الدفاع الأميركية تعتقد أنه "غادر وعاد إلى روسيا"، مضيفاً، "لا يمكننا أن نؤكد صحة تقارير أفادت بأنه أُصيب".
وأوردت تقارير، نقلاً عن مسؤولين أوكرانيين، أن القوات الأوكرانية قصفت، السبت الماضي، مركز قيادة في "إيزيوم" زاره الجنرال غيراسيموف، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، للقاء كبار القادة الميدانيين، لكن يبدو أن غيراسيموف كان قد غادر عندما نفُّذت الضربة.
ويُعتقد أن غيراسيموف كان يجري جولة على خط الجبهة للاطّلاع على الأوضاع الميدانية وحشد قواته بعدما فشلت في السيطرة على كييف في الشمال الأوكراني، وبعد إطلاق حملة للسيطرة على منطقتَي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا.
تقدم روسي طفيف
وفي إحاطة يومية حول الحرب الدائرة في أوكرانيا، قال المسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، الاثنين، إن القوات الروسية تحقق تقدّماً طفيفاً وتخوض معارك عنيفة مع القوات الأوكرانية في المنطقة. وقال المسؤول، "لا نزال نشهد أدنى قدر من التقدّم من جانب القوات الروسية في دونباس. لقد حققوا مكاسب ضئيلة في شرق إيزيوم وبوبامسنا في لوغانسك أوبلاست".
وقال المسؤولون الأوكرانيون، إن الروس يسيطرون على قرى، ثم يستعيدها منهم مقاتلون أوكرانيون، مشيرين إلى أن القوات الروسية فقدت معنوياتها، وتعاني ضعفاً في القيادة والتنظيم.
وقال مسؤول البنتاغون، إن الجهود التي تبذلها روسيا على الأرض "باهتة جداً ومتفاوتة جداً، وفي بعض الحالات، بكل صراحة، أفضل توصيف لها، هو أنها هزيلة".
الإمدادات بالسلاح متواصلة
ولم يقدم المسؤول أي تقييم لوضع القوات الأوكرانية، إلا أنه أوضح أن إمداد الولايات المتحدة والحلفاء الغربيين أوكرانيا بالأسلحة، بما في ذلك المدفعية الثقيلة وأنظمة الرادار والطائرات المسيّرة الهجومية، يتواصل بوتيرة سريعة.
وفي الساعات الأخيرة، حطّت قرب أوكرانيا 24 طائرة محمّلة بأسلحة أميركية، ومن المقرر أن تحط 11 طائرة إضافية في الساعات الأربع والعشرين المقبلة، وفق مسؤولين.
إضافةً إلى ذلك، حطّت في نقاط توصيل رئيسة، 23 طائرة شحن محمّلة بأسلحة وإمدادات قتالية أرسلتها خمس دول.
بايدن وزيارة أوكرانيا
من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الاثنين، إن الرئيس الأميركي جو بايدن سيرحب بزيارة أوكرانيا، لكن لا توجد خطط حالية للقيام بذلك، وذلك بعد قيام رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، بزيارة مفاجئة إلى ذلك البلد في مطلع هذا الأسبوع.
وقالت ساكي، إن البيت الأبيض سيواصل تقييم الوضع، وأكدت هدف إدارة بايدن إعادة فتح السفارة الأميركية في كييف.
قتلى بقصف روسي
ميدانياً، يواصل الروس هجومهم في شرق أوكرانيا. وما زالت خاركيف، ثاني كبرى مدن أوكرانيا، والمدن المجاورة تتعرض للقصف بحسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية.
وقال حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو، إن ما لا يقل عن تسعة مدنيين لاقوا حتفهم بنيران روسية في المنطقة الواقعة بشرق أوكرانيا الثلاثاء.
وكتب كيريلينكو في تطبيق "تليغرام"، أن ثلاثة مدنيين على الأقل قتلوا خلال قصف جوي لمدينة أفديفكا. وأشار إلى أن ثلاثة آخرين قتلوا في قصف مدينة فولدار بينما لاقى ثلاثة حتفهم في قصف بلدة ليمان.
وقال مكتب الرئيس الأوكراني في وقت سابق الثلاثاء، إن مناطق أخرى في دونيتسك تتعرض لإطلاق نيران مستمر، وإن سلطات المنطقة تحاول إجلاء المدنيين من المناطق الواقعة على الخطوط الأمامية.
ولم يتسنَ لـ"رويترز" التحقق بشكل مستقل من روايات ساحة المعركة في أوكرانيا. ونفت روسيا استهداف المدنيين.
أما في كالينيفكا في منطقة كييف، فعثر أيضاً على قبر فيه مدنيان، مع "أظافر مقتلعة" و"أيد مقيدّة" وفق مايخايلو بودولياك، مستشار الرئاسة الأوكرانية. وكتب على "تويتر" الثلاثاء، "اختارت روسيا ممارسة الإرهاب ضد السكان المدنيين ويجب الاعتراف بها كراع للإرهاب".
مشاريع ضم
في الموازاة، تحدث السفير الأميركي لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مايكل كاربنتر، الاثنين، عن معلومات "ذات صدقية كبيرة" مفادها أن روسيا تعتزم تنظيم "منتصف مايو" استفتاءات "في محاولة لضم جمهوريتَي" دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين المواليتين لها في شرق أوكرانيا.
وصرح كاربنتر للصحافيين في واشنطن، "بحسب آخر المعلومات، نعتقد أن روسيا ستحاول ضم جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوغانسك الشعبية"، مضيفاً أن "هذه المعلومات تُظهر أن روسيا تعتزم فبركة استفتاءات" في هذا المنحى "بحدود منتصف مايو".
وتابع أن "لدى موسكو خطة مماثلة بالنسبة إلى خيرسون"، المدينة الأوكرانية الساحلية التي سيطرت عليها روسيا إثر الحرب التي بدأت في 24 فبراير (شباط) الماضي.
وقال الدبلوماسي الأميركي أيضاً، "نعتقد أن هذه المعلومات ذات صدقية كبيرة"، معتبراً أن "استفتاءات مزورة مماثلة وعمليات تصويت مفبركة لن تُعتبر شرعية، ومثلها أي محاولة لضم أراضٍ أوكرانية أخرى... علينا التحرك في شكل عاجل".
وخيرسون القريبة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014، هي المدينة الأوكرانية المهمة الوحيدة التي سيطر عليها الروس تماماً منذ بدء الحرب في أوكرانيا. وسبق أن اتهمت كييف السلطات الروسية بأنها تريد أن تنظم "استفتاءً" على استقلال هذه المنطقة.
حركة الإنترنت
وفي سياق متصل، ذكرت خدمة "نتبلوكس" لمراقبة تعطل الإنترنت، الاثنين، أن روسيا حولت مسار حركة الإنترنت في منطقة خيرسون التي تحتلها من أوكرانيا ليمر عبر بنيتها التحتية للاتصالات، وتستهدف الخطوة على ما يبدو تشديد قبضة موسكو على منطقة تزعم أنها تسيطر عليها سيطرة كاملة. وقالت السلطات التي عينتها روسيا في أجزاء من خيرسون، إن المنطقة ستبدأ استخدام الروبل الروسي من أول مايو الحالي.
وقالت "نتبلوكس"، ومقرها لندن، إنها رصدت توقفاً شبه تام لخدمة الإنترنت في أنحاء منطقة خيرسون يوم السبت، مما أثر على العديد من المشغلين الأوكرانيين. وعادت الخدمة بعد ساعات، لكن مقاييس مختلفة أظهرت أن خدمة الإنترنت تمر عبر روسيا. وأضافت "نتبلوكس" على موقعها الإلكتروني، "حُوّل الاتصال بالشبكة ليكون عبر الإنترنت الروسي بدلاً من البنية التحتية للاتصالات في أوكرانيا، ومن ثم فإنها تخضع الآن على الأرجح لقواعد الإنترنت في روسيا ومراقبتها والرقابة عليها".
اجتماع طارئ لمنظمة الصحة العالمية
أكد المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياساريفيتش، الثلاثاء، أن المنطقة الأوروبية ستعقد اجتماعاً خاصاً الأسبوع المقبل بشأن تأثير الهجوم الروسي على أوكرانيا على الصحة والرعاية الصحية.
وقال ياساريفيتش في مؤتمر صحافي في جنيف، "سيعقد اجتماع في العاشر من مايو حول تأثير الحرب على النظام الصحي في أوكرانيا".
وذكرت "رويترز" الأسبوع الماضي أن كييف طلبت الاجتماع، وذلك استناداً إلى رسالة كتبتها البعثة الدبلوماسية الأوكرانية في جنيف وموقعة من حوالى 38 دولة أخرى.
ولم ترد روسيا، وهي واحدة من 53 دولة أعضاء في منطقة أوروبا التابعة لمنظمة الصحة العالمية، على طلب للتعليق.