Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الملابس الجديدة فرحة العيد في المجتمعات العربية

دائماً ما كانت مظهراً رئيساً للبهجة منذ أقدم العصور

تبقى ثياب العيد الجديدة فرحة الأطفال (أ ف ب)

دائماً ما كانت الملابس الجديدة مرتبطة بالأعياد، واعتبرها الناس من أهم مظاهر البهجة منذ طفولتهم، عندما كانوا ينتظرون صباح العيد بلهفة لارتداء الملابس الجديدة، والخروج مع أسرهم للنزهات والتجمعات العائلية التي تُعد هي الأخرى ملمحاً رئيساً للعيد في مجتمعاتنا العربية.

ويرتبط عيد الفطر تحديداً بحركة رواج تجاري كبيرة في أسواق الملابس على مستوياتها كافة، بداية من الأسواق الشعبية إلى أرقى المحال التجارية التي تبيع أغلى الماركات العالمية، ويُعد الموسم الأكثر إقبالاً على شراء الملابس في العام كله بصورة تفوق أي عيد آخر، بما في ذلك عيد الأضحى، الذي يكون الاهتمام الرئيس فيه باللحوم والأضحية أكثر من شراء الملابس.

وارتباط الملابس الجديدة بالأعياد ليس بالشيء الجديد، لكنه يعود إلى أقدم العصور، فدائماً ما ارتبطت الأعياد بالتزين وارتداء الجديد من الملابس، ويعود الأمر إلى أقدم الحضارات، فقد ورد عن المصريين القدماء تخصيصهم أزياءً مميزة يرتدونها في الأعياد والاحتفالات الكبرى والمهرجانات باعتبار ذلك طقساً احتفالياً، والشيء نفسه في حضارات أخرى نشأت في المنطقة العربية، فدائماً ما حرص الناس على التزين وارتداء أفضل الثياب في الأعياد والاحتفالات المختلفة، واستمر الأمر حتى يومنا هذا.

ومع بزوغ الحضارة الإسلامية، حرص المسلمون على ارتداء أفضل الثياب في الأعياد استناداً إلى كونه سنة عن الرسول، وأحد أشكال تعظيم شعائر الله بالعمل على الاحتفال بالأعياد الدينية، ولا يرتبط الأمر فقط بالأعياد الإسلامية، وإنما الشيء ذاته في احتفالات المسيحيين التي تُعد موسماً آخر للرواج التجاري.

حالة عامة من البهجة

وعن ارتباط الملابس الجديدة بالأعياد وتأثيرها على الناس، يقول وليد هندي استشاري الصحة النفسية، "الأعياد بشكل عام ترتبط دائماً بالبهجة والسعادة، وتُعد الملابس الجديدة من أهم مصادرها في مجتمعاتنا، فارتداء الناس الملابس الجديدة يخلق حالة عامة من البهجة يتفق عليها الجميع، وتتحول لطاقة إيجابية كبيرة تنتشر بين عموم الناس في المجتمع، ولا يرتبط هذا بسن معينة أو بطبقة اجتماعية معينة، فالمجتمع كله على مدار الزمن، أصبحت هذه العادة تلازمه وتعتبر من مسببات الفرح في أعياده".

يضيف هندي، "في حال الكبار، فإن ارتداءهم الملابس الجديدة في الأعياد ينعكس بشكل إيجابي على وضعهم النفسي لأنه يعيدهم إلى ذكريات الطفولة حينما كانوا ينتظرون العيد لارتداء الملابس الجديدة والحذاء الجديد، وحتى من ليلة العيد، ارتداء ملابس النوم الجديدة، فالرجوع إلى هذه الحال يمثل إحدى أهم لحظات السعادة في حياتهم".

رواج تجاري

ويشهد النصف الثاني من شهر رمضان زحاماً كبيراً في المتاجر والمراكز التجارية لشراء مستلزمات العيد المختلفة، وعلى رأسها الملابس، وبخاصة بالنسبة للأطفال. ويقول جمال، وهو صاحب أحد محلات الملابس بالقاهرة، "تُعد مواسم الأعياد الأكثر رواجاً لدينا في البيع لأن شراء الملابس الجديدة عادة يحرص عليها الناس منذ القديم، وتعتبر من أهم مظاهر البهجة في الأعياد عموماً، فتشهد المحال في الأيام التي تسبق الأعياد زحاماً كبيراً للإقبال الكبير على شراء الملابس الجديدة، وبخاصة بالنسبة للأطفال، ونستعد لها استعداداً خاصاً، وننتظر هذا الموسم من العام للعام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يضيف، "لا يقتصر الأمر بالطبع فقط على شراء الملابس للأطفال، ولكن تكون لهم الأولوية والنصيب الأكبر، بخاصة في حال كانت الظروف الاقتصادية غير متيسرة، فالأب أو الأم، يضعان سعادة الأطفال بتأمين ملابس العيد أولوية حتى في أصعب الظروف".

تقاليد عائلية

شراء ملابس العيد في الأيام الأخيرة من شهر رمضان دائماً ما كان طقساً عائلياً سنوياً تحرص عليه الأسر في المجتمعات العربية، وتقول داليا، سيدة مصرية في العقد الثالث، "كان شراء ملابس العيد في طفولتي حدثاً ننتظره وأحد أهم مظاهر العيد، لنرتدي ملابسنا الجديدة وننطلق صباحاً لصلاة العيد، ومن بعدها التجمعات العائلية التي يرتدي فيها الجميع، وبخاصة الأطفال الملابس الجديدة، فهي دائماً ما كانت ذكرى جميلة ارتبطت بمجتمعاتنا، ونحاول الحفاظ عليها لتبقى مستمرة".

وتقول رنا، وهي سورية مقيمة بالقاهرة، "دائماً ما ارتبطت الملابس الجديدة بالأعياد في سوريا، حيث أمضيت طفولتي، وكانت أسرتي تحرص على شراء الملابس الجديدة لي ولإخوتي مثل عادة كل الأسر السورية، والآن، أفعل الشيء ذاته مع أطفالي في مصر، فوجدت الاهتمام بشراء الملابس الجديدة يماثل ما كان في سوريا، فهي عادة جميلة أجمعت عليها كل الأسر في المجتمع العربي".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات