قال فاديم بويتشنكو، رئيس بلدية ماريوبول في جنوب شرقي أوكرانيا، الأربعاء الرابع من مايو (أيار)، إن مجمع آزوفستال في المدينة يشهد "معارك عنيفة"، بعد قليل من تأكيد موسكو أنها لا تشن هجوماً على المصنع الضخم الذي يتحصن فيه مقاتلون أوكرانيون.
وقال بويتشنكو للتلفزيون الأوكراني، "للأسف تدور معارك عنيفة في آزوفستال اليوم... فقدنا الاتصال بالرجال. لا يمكننا معرفة ما يجري هناك، سواء كانوا بأمان أم لا".
ووفقاً له، فإن "المدفعية الثقيلة والدبابات والطيران" تشارك في هذا الهجوم الروسي، وكذلك "سفن اقتربت" من السواحل، علماً أن منطقة آزوفستال واقعة على امتداد بحر آزوف.
وأضاف للتلفزيون الأوكراني، "رجالنا شجعان ويدافعون عن الحصن لكن الأمر صعب"، مشيراً إلى أنه "من خلال صد العدو" لأسابيع، تمكّن آخر المقاتلين المتحصنين تحت الأرض في مجمع آزوفستال الضخم "من كسب بعض الوقت".
وأكد بويتشنكو مجدداً أن هناك "مئات المدنيين" في المكان من بينهم "أطفال ينتظرون أن يتم إنقاذهم". وتابع "هناك أكثر من 30" طفلاً.
ونفى الكرملين الأربعاء أن تكون القوات الروسية تشن هجوماً على مجمع آزوفستال، مؤكداً أن قواته لا تنوي اقتحامه. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين، "أعطي الأمر علناً (في 21 أبريل) من القائد الأعلى (فلاديمير بوتين) بإلغاء أي عملية اقتحام".
وأكّد أن قوات موسكو تحاصر الموقع لكنها لا تتدخل إلا "لتمنع بسرعة محاولات" مقاتلين أوكرانيين العودة إلى "مواقع إطلاق النار".
وكانت القوات الروسية شنت الثلاثاء للمرة الأولى هجوماً بالدبابات والمشاة على مصانع الصلب في آزوفستال، آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول، بينما قالت بريطانيا الأربعاء، إن روسيا نشرت 22 مجموعة قتال تكتيكية قرب مدينة إيزيوم في شرق أوكرانيا في محاولة للتوغل على طول المحور الشمالي في منطقة دونباس.
وفي تقرير متابعة على "تويتر"، ذكرت الاستخبارات العسكرية البريطانية أنه من المرجح أن تكون روسيا تعتزم التحرك إلى ما بعد إيزيوم للسيطرة على مدينتي كراماتورسك وسفرودونتسك.
احتفال يوم النصر
وتستعد روسيا للقيام باستعراض عسكري في ميناء ماريوبول المحاصر في التاسع من مايو، يوم احتفال موسكو بانتصارها على ألمانيا النازية، وفق ما ذكر جهاز الاستخبارات الأوكرانية الأربعاء.
وتحتفل روسيا سنوياً بيوم النصر بإقامة عرض عسكري كبير في وسط موسكو.
وقال جهاز الاستخبارات إن نائب مدير الإدارة الرئاسية الروسية سيرغي كيرينكو وصل إلى ماريوبول للإعداد لهذا العرض. وذكر بيان نشره الجهاز على "تلغرام"، أن "المهمة الرئيسة لمسؤول بوتين هي التحضير لمراسم 9 مايو" التي ستصبح خلالها مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب شرقي أوكرانيا "مركزاً للاحتفالات"، مبيناً أن "الطرق الرئيسة في المدينة تم تنظيفها على وجه السرعة، كما تمت إزالة الركام والجثث، إضافة إلى الذخيرة التي لم تنفجر".
وأضاف البيان أن المشاهدين الروس سيشاهدون تقارير عن "فرح" سكان ماريوبول برؤية الروس يصلون إلى مدينتهم. وتجري "حملة دعائية واسعة النطاق" بين سكان المدينة الذين تقدر السلطات الأوكرانية الآن عددهم بما بين 100 و120 ألف نسمة، مقابل حوالى نصف مليون قبل الحرب.
ورداً على سؤال حول الاستعدادات ليوم 9 مايو، لم يتطرق وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو صراحة إلى إمكانية قيام مثل هذا العرض في ماريوبول. واكتفى بالاشارة إلى أن "هذا العام ستقام عروض عسكرية في 28 مدينة روسية... سيشارك نحو 65 ألف شخص وحوالى 2400 نوع من الأسلحة والمعدات العسكرية وأكثر من 460 طائرة هذا العام".
موسكو: إسرائيليون يقاتلون في صفوف "كتيبة آزوف"
من جهة أخرى، أعلنت الخارجية الروسية الأربعاء، أن "مرتزقة إسرائيليين يقاتلون في أوكرانيا إلى جانب كتيبة آزوف" التي تصفها موسكو بأنها" نازية"، وكانت تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بشأن "يهودية" هتلر أثارت جدلاً عنيفاً بين موسكو وتل أبيب.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا لإذاعة "سبوتنيك"، "سأقول شيئاً لا يرغب السياسيون الإسرائيليون في سماعه على الأرجح لكن قد يفيدهم. في أوكرانيا يقف المرتزقة الإسرائيليون جنباً إلى جنب مع مقاتلي آزوف".
وكتيبة آزوف الأوكرانية التي شكلها عام 2014 نشطاء من اليمين المتطرف قبل دمجها في القوات النظامية، أثبتت نفسها كأشرس خصم للقوات الروسية.
وبتأكيدها أن الإسرائيليين يقاتلون إلى جانب كتيبة آزوف، تواصل موسكو إثارة الجدل الذي بدأ بعدما تحدث لافروف الأحد عن "دم يهودي" لدى هتلر. وأثارت التصريحات غضب إسرائيل التي وصفتها بـ "الفاضحة ولا تغتفر" وبـ"الخطأ التاريخي المروع". ومساء الثلاثاء، صبت وزارة الخارجية الروسية الزيت على النار باتهامها إسرائيل بـ"دعم نظام النازيين الجدد في كييف".
عقوبات أوروبية
وفي وقت تشن القوات الروسية هجمات على مواقع حتى في أقصى غرب أوكرانيا، اقترحت المفوضية الأوروبية فرض حظر تدريجي على النفط ومشتقات النفط الروسية رداً على الحرب في أوكرانيا.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الأربعاء، أن الاتحاد الأوروبي "سيزيد بشكل كبير" دعمه العسكري لمولدوفا، بعد أيام على هجمات في إقليم ترانسدنيستريا الانفصالي الموالي لروسيا أثارت مخاوف من اتساع رقعة النزاع إلى هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة وتقع بين أوكرانيا ورومانيا.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الأربعاء في ستراسبورغ، "سنتخلى تدريجاً عن شحنات النفط الخام الروسي في غضون ستة أشهر والمنتجات المكررة بنهاية العام"، موضحةً أن الحظر سيتم تنفيذه بطريقة تسمح بإيجاد شبكات إمداد أخرى، بينما يمثل النفط الروسي حوالى ربع واردات الاتحاد الأوروبي من الذهب الأسود.
وبدأ سفراء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، دراسة مشروع المفوضية الأوروبية لفرض حزمة سادسة من العقوبات على موسكو، في حين ستقاطع روسيا في خطوة نادرة، اجتماعاً لمجلس الأمن الدولي سيعقد الأربعاء أيضاً، مع اللجنة السياسية والأمنية التابعة للاتحاد الأوروبي، مما يدل على تدهور أكبر في العلاقات بين موسكو وشركائها في الأمم المتحدة حسب دبلوماسيين.
في المقابل، اقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية إطلاق حزمة للتعافي لمساعدة أوكرانيا على إعادة البناء بعد انتهاء الحرب. وقالت فون دير لاين للبرلمان الأوروبي "ينبغي أن تجلب هذه الحزمة (الخاصة بالتعافي) استثمارات ضخمة لتلبية الاحتياجات والإصلاحات اللازمة". وأضافت "ستمهد (الحزمة) في نهاية المطاف الطريق أمام مستقبل أوكرانيا داخل الاتحاد الأوروبي".
البطريرك والبنك
كما اقترحت المفوضية معاقبة رئيس الكنيسة الأرثوذكسية الروسية، البطريرك كيريل، في إطار الحزمة السادسة من العقوبات، وذلك وفق ما ورد في لائحة اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.
وتشمل اللائحة الجديدة التي تحتاج إلى موافقة الدول الأوروبية الأعضاء، أسماء 58 شخصية خاضعة للعقوبات من بينهم عدد من العسكريين الروس، بالإضافة إلى زوجة وابنة ونجل المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف.
كما اقترحت المفوضية الأوروبية استبعاد "سبيربنك"، أكبر بنك في روسيا، وبنكين آخرين من نظام سويفت الدولي للمعاملات المالية. وقالت أورسولا فون دير لاين، "نعتزم استبعاد سبيربنك وهو أكبر بنك في روسيا وبنكين كبيرين آخرين من نظام سويفت. نوجه بذلك ضربة للبنوك التي تعتبر مهمة بشكل كبير للنظام المالي الروسي ولقدرة بوتين على التدمير". وأضافت "سيزيد ذلك من عزلة القطاع المالي الروسي عن النظام العالمي".
رفض مجري
وذكر مسؤولون ودبلوماسيون أوروبيون لوكالة الصحافة الفرنسية أن المفوضية وزعت نص مشروع فرض الحظر، ليل الثلاثاء - الأربعاء على سفراء الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وينص على وقف تدريجي للمشتريات الأوروبية من النفط والمشتقات النفطية الروسية، خلال ستة إلى ثمانية أشهر حتى نهاية عام 2022، مع استثناء المجر وسلوفاكيا، وهما دولتان لا تطلان على بحار وتعتمدان بالكامل على عمليات التسليم عبر خط أنابيب دروجبا، لذلك يمكنهما مواصلة الاستيراد من روسيا في 2023.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح دبلوماسيون مطلعون على المناقشات التي أجرتها اللجنة أن هذا الاستثناء الممنوح للمجر وسلوفاكيا سبب مشكلة، لأن بلغاريا وجمهورية التشيك تريدان أيضاً الاستفادة منه.
وعلى الرغم من ذلك، رفضت المجر الأربعاء مقترح الاتحاد الأوروبي حول فرض حظر تدريجي للنفط الروسي "بشكله الحالي"، معتبرةً أن من شأن ذلك أن "يدمر كلياً" أمن إمدادات الطاقة لديها. وقال وزير الخارجية بيتر سيارتو في رسالة بالفيديو على صفحته في "فيسبوك"، إن المقترح "لا يمكن دعمه بشكله الحالي، وبكل مسؤولية لا يمكننا التصويت لصالحه".
وتصدر روسيا ثلثي نفطها إلى الاتحاد الأوروبي. وفي عام 2021 أمنت 30 في المئة من النفط الخام و15 في المئة من المنتجات البترولية التي اشتراها الاتحاد الأوروبي وبلغت قيمتها 80 مليار دولار، بحسب رئيس الدبلوماسية الأوروبية جوزيب بوريل. وإلى جانب فرض حظر تدريجي، تدرس الدول الـ27 أيضاً إجراءات فورية مثل فرض ضريبة على النقل بناقلات النفط حسب المسؤول الأوروبي.
وفي الأثناء، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الأربعاء، إن دول الاتحاد الأوروبي التي سترفض مقترح حظر النفط الروسي ستكون "متواطئة" في جرائم حرب.
عقوبات روسية على مسؤولين يابانيين
وفي سياق متصل بالتداعيات السياسية للحرب، أعلنت وزارة الخارجية الروسية الأربعاء، أنها حظرت دخول عشرات المسؤولين اليابانيين ومن بينهم رئيس الوزراء فوميو كيشيدا إلى أراضيها، بعد أن انضمت طوكيو للعقوبات الدولية المفروضة على موسكو بسبب الحرب.
وقالت الخارجية الروسية في بيان إن "إدارة ف. كيشيدا أطلقت حملة غير مسبوقة مناهضة لروسيا، وتسمح بخطاب غير مقبول ضد الاتحاد الروسي بما في ذلك القدح والتهديدات المباشرة".
توسيع الهجمات الروسية
ميدانياً، واصلت القوات الروسية قصف شرق البلاد لكنها أطلقت أيضاً صواريخ على أهداف عديدة في أنحاء مختلفة حتى لفيف قرب الحدود البولندية ومنطقة ترانسدنيستريا الجبلية القريبة من المجر والتي كانت حتى الآن في منأى من الحرب.
وقالت رئاسة الأركان الاوكرانية صباح الأربعاء على "فيسبوك"، إن الجيش الروسي يواصل هجومه في شرق أوكرانيا "للسيطرة بشكل تام على منطقتي دونيتسك ولوغانسك والحفاظ على ممر بري مع شبه جزيرة القرم المحتلة".
وجاء في البيان، "من أجل تدمير البنية التحتية للنقل في أوكرانيا أطلق العدو صواريخ على منشآت في مناطق دنيبروبتروفسك وكيروفوغراد ولفيف وفينيتسا وكييف وترانسدنيستريا وأوديسا ودونيتسك".
وقال حاكم لوغانسك سيرغي غايداي، الأربعاء، إن شخصين قتلا في المنطقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وإن "كل بلدة في المنطقة تعرضت للقصف".
مواصلة عمليات الإجلاء
في غضون ذلك، قال بافلو كيرلينكو، حاكم منطقة دونيتسك، إن قافلة من الحافلات غادرت ماريوبول الأربعاء، في مسعى جديد من أوكرانيا والأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر لإجلاء المدنيين من المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا.
وقال كيرلينكو إن الحافلات تتوجه إلى مدينة زابوريجيا التي تسيطر عليها أوكرانيا. ولم يوضح ما إذا كان تم إجلاء مزيد من المدنيين من مصنع آزوفستال للصلب حيث يتحصن آخر المدافعين عن المدينة.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت الثلاثاء، أنها نجحت في إجلاء أكثر من مئة مدني من مصانع الفولاذ هذه، حيث لجأ عشرات منهم إلى الأقبية الضخمة في هذا المجمع الهائل للصناعات المعدنية وعاشوا جحيماً لأسابيع.
وفي بيان على الإنترنت مساء الثلاثاء، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه تم إجلاء 156 مدنياً ووصلوا إلى زابوريجيا المدينة التي تسيطر عليها أوكرانيا وتبعد 230 كيلومتراً شمال غربي ماريوبول.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريتشوك الثلاثاء، إنه من المقرر إجراء عملية إجلاء جديدة الأربعاء، "إذا سمح الوضع الأمني بذلك". لكن لا شيء يدل على أن الظروف ستتوفر لتحقيق ذلك بعد إعلان القوات الروسية الثلاثاء، عن هجومها الذي شنته بعد أسابيع من القصف المكثف.
قصص "مفجعة"
وبدأ الذين تم إجلاؤهم يتحدثون عن الجحيم الذي عاشوا فيه منذ أسابيع. وقالت آنا زايتسيفا وهي واحدة من هؤلاء وهي تحمل رضيعها سفياتوسلاف البالغ من العمر ستة أشهر "نحن ممتنون جداً لكل من ساعدنا. كان هناك وقت فقدنا فيه الأمل. اعتقدنا أن الجميع نسوا أمرنا".
من جهته، صرح منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا أوسنات لوبراني الذي شارك في عملية الإجلاء الثلاثاء، "أبلغني الذين سافرت معهم قصصاً مفجعة عن الجحيم الذي مروا به. أفكر في الأشخاص الذين ما زالوا محاصرين وسنبذل جهوداً قصوى لمساعدتهم".
وعبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله في إعلان "مزيد من مهل التوقف الإنساني" للقتال، على غرار تلك التي تم تنظيمها مع روسيا وأوكرانيا وسمحت بإجلاء المدنيين من آزوفستال، من دون تحديد مواقع محتملة.
وفي محادثة هاتفية استمرت أكثر من ساعتين، طلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من نظيره الروسي فلاديمير بوتين "السماح باستمرار عمليات الإجلاء" هذه.
من جهته دعا الرئيس الروسي حلفاء أوكرانيا الغربيين إلى وقف تسليم كييف أسلحة، في اليوم نفسه الذي أعلن فيه رئيس الوزراء بوريس جونسون عن مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 355 مليون يورو لأوكرانيا.
جثث 20 مدنيا في كييف
وأعلنت الشرطة الأوكرانية الأربعاء العثور على 20 جثة جديدة تعود لمدنيين خلال الساعات الـ24 الماضية في منطقة كييف، التي احتلتها القوات الروسية جزئياً لأسابيع، ليصبح عدد المدنيين الذين عثر على جثثهم حتى الآن 1235 جثة.
وقال قائد شرطة المنطقة أندريه نيبيتوف، في مقطع فيديو نشرته وزارة الداخلية، إنه تم العثور على الجثث الـ20 "في بوروديانكا وبلدات وقرى مجاورة في منطقة فيشغورود". وأعلن أنه "تم العثور على 1235 جثة تعود لمدنيين" منها 800 "فحصها خبراء".
وأضاف نيبيتوف، "أستطيع أن أقول لكم للأسف أن معظمهم قتلوا بالرصاص". وذكرت الشرطة أنه حتى الآن لم يتم التعرف على 282 جثة.
تدريبات بيلاروسية
في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الدفاع في بيلاروس أن قواتها المسلحة بدأت تدريبات عسكرية مفاجئة كبيرة النطاق الأربعاء، لاختبار استعدادها القتالي. وذكرت الوزارة في بيان أنه "من المرتقب أن يشمل اختبار (الاستعداد القتالي) نقل أعداد كبيرة من المركبات العسكرية، مما قد يبطئ المرور على الطرق العامة".
وقالت الوزارة إن التدريبات لا تشكل أي تهديد لجيرانها، في ضوء الحرب في أوكرانيا، أو المجتمع الأوروبي بشكل عام.
وفي هذا السياق، قال آندري ديمتشينكو، المتحدث باسم جهاز حرس الحدود الأوكراني، إن كييف ستكون مستعدة إذا انضمت القوات المسلحة من بيلاروس لحرب روسيا ضد أوكرانيا.
انتقاد للبابا
في سياق آخر، انتقد وزير بولندي ليل الثلاثاء – الأربعاء، تصريحات حول النزاع في أوكرانيا أدلى بها البابا فرنسيس الذي رأى في مقابلة مع صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية، أن من أسباب النزاع في أوكرانيا هو "غضب" موسكو الذي "سهله استفزاز حلف شمال الأطلسي على باب روسيا".
وقال وزير التعليم البولندي بريميسلاف تشارنيك للتلفزيون العام، "بالتأكيد صعق كثيرون عندما سمعوا ما قاله البابا". وأضاف أنه إذا سمحت إدارة الفاتيكان بنشر هذه الملاحظات "حول استفزازات الحلف الأطلسي وبعبارة أخرى عن الجناح الشرقي وبالتالي بولندا أيضاً، فإن البابا أراد ببساطة أن يقول ذلك". وأضاف "بذلك أساء إلينا نحن البولنديين".
وفي المقابلة ذاتها، قال البابا إنه مستعد للسفر إلى موسكو للقاء الرئيس الروسي ومحاولة وقف القتال في أوكرانيا. وأكد أنه "أجرى اتصالاً هاتفياً" مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "في اليوم الأول من الحرب"، موضحاً أنه "بعد 20 يوماً من اندلاع الحرب، طلبت من الكاردينال (بيترو) بارولين"، المسؤول الثاني في الفاتيكان "أن يوجه إلى بوتين رسالة مفادها أنني على استعداد للذهاب إلى موسكو". وأضاف "لم نتلقَّ بعد ردًزات (...)يةاً، ولا نزال نصر على ذلك، حتى لو أنني أخشى ألا يستطيع وألا يريد بوتين إجراء هذا اللقاء الآن".
واستبعد الحبر الأعظم زيارة كييف حالياً على الرغم من دعوات الأوكرانيين له للقيام بذلك. وقال "لن أذهب إلى كييف في الوقت الراهن... أشعر أن ليس عليَّ الذهاب". وأوضح "عليَّ أن أذهب أولاً إلى موسكو، عليَّ أن ألتقي أولاً بوتين".
وفي وقت لاحق الأربعاء، قال الكرملين إنه لم يتم التوصل لاتفاق بشأن اجتماع محتمل بين الرئيس الروسي والبابا فرنسيس.
كما وبخت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية البابا فرنسيس لاستخدامه لهجة خاطئة بعد أن حث البطريرك كيريل على ألا يصبح "خادم مذبح" الكرملين، محذرة الفاتيكان من أن مثل هذه التصريحات ستضر بالحوار بين الكنائس.