أعلن المدير العام لوكالة أمن شبكات المعلومات في إثيوبيا (إنسا)، الدكتور شوميتي غيزاو، إحباط "هجمات إلكترونية مخططة تستهدف سد النهضة والمؤسسات المالية الكبرى في البلاد". وقال وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية (فانا)، "إن منظمة ترعاها الدول التي تحسد إثيوبيا على مساعي السلام والتنمية، أعلنت الحرب الإلكترونية ضد بلدنا تحت شعار حرب الهرم الأسود".
التعاضد والتعاون
وأتت هذه الأنباء التي كشفت عنها وكالة أمن شبكات المعلومات، في وقت تسعى فيه إثيوبيا إلى وحدة الصف الداخلي وإجماع الساحة السياسية ضمن "مبادرة الحوار الوطني" التي لاقت قبولاً واستحساناً محلياً ودولياً.
وكان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد هنأ، الأحد الماضي، المسلمين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وأشار في رسالته التي نشرها عبر حسابه على "فيسبوك"، إلى أنه "في هذا اليوم تظهر فينا المعاني الفاضلة والأخلاق السامية". وأضاف، "أن عيد الفطر فرصة للتعاون والتعاضد، وأن الهدف من هذه المبادرات هو أن يشعر الفقراء وذوو الدخل المحدود بأن هناك مَن يقف إلى جانبهم".
وتابع رئيس الوزراء الإثيوبي قائلاً، "في الوقت الذي توجد فيه كثير من الأيدي الشيطانية في العالم، فإن هذا يتطلب من الجميع التحلي بالصبر والتعامل مع الأحداث بعناية". وأكد مجدداً "أن التعاون ومساعدة الآخرين هما ثقافة إثيوبية متجذرة في المجتمع". وحث المسلمين من أبناء الشعب الإثيوبي "على التبرع ومساعدة إخوانهم المتضررين من الآثار السلبية للصراع في الجزء الشمالي من البلاد، وكذلك بسبب الجفاف الشديد في بعض أجزاء من إثيوبيا".
من جهتها، ناقشت الأحزاب السياسية في العاصمة أديس أبابا، الأربعاء 4 مايو (أيار) الحالي، حيثيات الحوار الوطني المرتقب والقضايا ذات الصلة.
وقال رئيس المجلس المشترك للأحزاب السياسية في أديس أبابا، مولوغيتا أبيبي، "إن مثل هذا الاجتماع التشاوري أساسي لتبادل الأفكار المثمرة التي من شأنها أن تساعد كمدخل للحوار الوطني القادم".
كما شدد مستشار العلاقات العامة لعمدة مدينة أديس أبابا، ألمايهو إيجغو، "على ضرورة تجنب الكراهية بين الأطراف والعمل معاً لتقديم أفكار بديلة من أجل تحسين البلاد".
وتم خلال الاجتماع تقديم أوراق مختلفة توضح أفضل الممارسات التي تم اعتمادها في بلدان عدة عاشت أوضاعاً مماثلة، حيث ناقش المشاركون النقاط التي أُثيرت لتحقيق هذه الغاية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فعاليات عيد الفطر
كانت فعاليات صلاة عيد الفطر المبارك أُقيمت في الاستاد الوطني بالعاصمة أديس أبابا، الاثنين، بحضور حشود كبيرة من المصلين. وجمعت المناسبة بين العيد ودعوة رئيس الوزراء آبي أحمد المغتربين الإثيوبيين لزيارة بلدهم في مناسبة الأعياد "للمشاركة في هموم الوطن".
كانت قوات الأمن الإثيوبية الفبدرالية أعلنت، الاثنين 2 مايو (أيار) الحالي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية (فانا) عن اعتقال 76 مشتبهاً في تورطهم بأعمال شغب محدودة حدثت من قبل بعض الأفراد المتفلتين قبيل انتهاء صلاة عيد الفطر المبارك خارج استاد العاصمة والشوارع المحيطة به. وذكر بيان لقوات الأمن، الاثنين، أن "هناك قوى تعمل بغطاء ديني لزعزعة استقرار البلاد".
استهداف سد النهضة
من جهة أخرى، ليست الهجمات التي شُنَّت أخيراً، على الأجهزة الإلكترونية الخاصة بـ"سد النهضة"، الأولى من نوعها، إذ سبق وأعلنت الحكومة الإثيوبية، عن هجمات سيبرانية عدة جرت في وقت سابق، وبلغ عددها نحو 3400 محاولة خلال الأشهر السابقة. ونجحت وكالة "إنسا" التي أُنشئت عام 1999 بهدف الحماية من الهجمات السيبرانية، في التصدي للهجمات الإلكترونية، بقدرة صد بلغت 96 في المئة.
وتشمل الهجمات الإلكترونية بحسب قول المدير العام لوكالة "إنسا" شوميتي غيزاو، "محاولات عرقلة أعمال سد النهضة من خلال استهداف 37 ألف جهاز كمبيوتر مترابط تستخدمها المؤسسات المالية". وأضاف شوميتي، "إن مثل هذه الحملة كانت تهدف إلى تخريب البناء الناجح لسد النهضة". وحذر من أن "الهجمات الإلكترونية ضد سد النهضة قد تزداد في المستقبل"، مؤكداً أنه "يتم تنفيذ الأمن السيبراني المنسَّق لحماية كل من إنشاء وإدارة أعمال السد".
وقال شوميتي غيزاو، "إن الهجمات الإلكترونية التي تستهدف المؤسسات المالية كانت ستؤدي إلى نتائج مدمرة إذا نجحت"، داعياً المؤسسات المالية إلى اتخاذ كل الإجراءات الدفاعية اللازمة ضد مثل هذه الهجمات". وأشار إلى "أن وكالة أمن شبكات المعلومات، أحبطت أكثر من 3400 محاولة هجوم إلكتروني خلال النصف الأول من سنة الميزانية الإثيوبية الحالية"، داعياً المؤسسات إلى "تعزيز أنظمة الحماية الخاصة بها".