أعلنت كييف السبت أنه تم إجلاء جميع النساء والأطفال والمسنين من مصنع آزوفستال، جيب المقاومة الأخير للقوات الأوكرانية في مواجهة الجيش الروسي في مدينة ماريوبول المدمرة.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك عبر منصات التواصل الاجتماعي "تم تنفيذ أمر الرئيس: جميع النساء، جميع الأطفال وجميع المسنين تم إجلاؤهم من آزوفستال. تم إنجاز هذا الجزء من المهمة الإنسانية في ماريوبول".
استهداف أوديسا
قال المتحدث باسم الإدارة الإقليمية سيرهي براتشوك في تصريحات تلفزيونية إن عدة صواريخ سقطت على مدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا اليوم السبت.
وأضاف براتشوك أن الضربات أصابت المدينة بعد تعرض أهداف في المنطقة المحيطة بأوديسا للقصف بأربعة صواريخ في وقت سابق من اليوم.
ولم يدل براتشوك بمزيد من التفاصيل بشأن الضربات الجديدة، قائلا إن الحقائق ما زال يجري تأكيدها. ولم يتسن لرويترز حتى الآن التحقق من تفاصيل التقرير.
أميركا تشارك في القتال
من جانبه، اتهم رئيس مجلس النواب الروسي (الدوما) واشنطن اليوم السبت بتنسيق العمليات العسكرية في أوكرانيا فيما وصفه بأنه يرقى إلى مستوى التدخل الأميركي المباشر في العمليات العسكرية ضد روسيا.
وقال فياتشيسلاف فولودين على قناته على تيليغرام "تقوم واشنطن بشكل أساسي بتنسيق وتطوير العمليات العسكرية وبالتالي تشارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية ضد بلدنا".
تدمير أسلحة غربية
قالت وزارة الدفاع الروسية اليوم السبت إنها دمرت كمية كبيرة من المعدات العسكرية القادمة من الولايات المتحدة وبلدان أوروبية قرب محطة بوهودوخيف للسكك الحديدية في منطقة خاركيف في أوكرانيا.
وأضافت أنها قصفت 18 منشأة عسكرية أوكرانية خلال الليل تشمل مخازن أسلحة في داتشن قرب مدينة أوديسا الساحلية.
بوتين سيوجه تحذير "يوم القيامة" إلى الغرب
من جانبه، سيوجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذير "يوم القيامة" إلى الغرب عندما يقود الاثنين المقبل احتفالات الذكرى الـ77 لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، مستعرضاً قوة النيران الروسية الهائلة، بينما تخوض قواته حرباً في أوكرانيا.
وسيتحدث بوتين، الذي يتحدى عزلة شديدة يفرضها الغرب، في الميدان الأحمر قبل استعراض للجنود والدبابات والصواريخ والصواريخ الباليستية العابرة للقارات.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طيراناً استعراضياً فوق كاتدرائية القديس باسيل ستشارك فيه مقاتلات أسرع من الصوت وقاذفات تو-160 الاستراتيجية، كما سيضم لأول مرة منذ عام 2010 طائرة القيادة "أل-80" (يوم القيامة) التي ستحمل كبار الضباط في حالة نشوب حرب نووية.
وصُممت الطائرة "أل-80" لتصبح مركز القيادة الطائر للرئيس الروسي في حالة حدوث مثل ذلك السيناريو. وهي زاخرة بالتكنولوجيا لكن تفاصيل ذلك على وجه التحديد من أسرار الدولة الروسية. وكثيراً ما شبه زعيم الكرملين (69 سنة) الحرب في أوكرانيا بالتحدي الذي واجهه الاتحاد السوفياتي عندما غزت ألمانيا النازية بزعامة أدولف هتلر بلاده سنة 1941.
وقال بوتين يوم 24 فبراير (شباط)، عندما أعلن عما وصفه بعملية عسكرية خاصة في أوكرانيا، "اتضح أن محاولة مهادنة المعتدي عشية الحرب الوطنية العظمى خطأ دفع شعبنا ثمنه غالياً". وأضاف "لن نرتكب مثل هذا الخطأ مرة ثانية. لا مبرر لذلك".
ويصف بوتين الحرب في أوكرانيا بأنها معركة لحماية المتحدثين باللغة الروسية في أوكرانيا من اضطهاد النازيين، وحماية روسيا مما يصفه بالتهديد الأميركي المتمثل في توسيع حلف شمال الأطلسي. وتنفي أوكرانيا والدول الغربية مزاعم الرئيس الروسي حول الاضطهاد النازي في أوكرانيا وتصفها بأنها هراء وتقول إن بوتين يشن حرباً عدوانية.
وفقد الاتحاد السوفياتي 27 مليون شخص في الحرب العالمية الثانية، وكانت خسارته أكبر من خسارة أي دولة أخرى، وشجب بوتين في السنوات الماضية ما تعتبره موسكو محاولات في الغرب لتغيير تاريخ الحرب للحط من قيمة الانتصار السوفياتي.
زيلينسكي: ماريوبول دمرت بالكامل
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة إن مدينة ماريوبول "دمرت بالكامل" وأنه لم يبقَ أمام روسيا سوى مجمع صناعة الصلب لإحكام سيطرتها عليها.
وسئل زيلينسكي خلال مداخلة عبر الفيديو نظمتها مؤسسة "شاتام هاوس" للأبحاث في لندن حول ما يعنيه سقوط المدينة الاستراتيجية في الطرف الجنوبي من منطقة دونباس، حيث لم يبقَ تحت سيطرة كييف سوى مجمع الصلب.
أجاب "عليكم أن تفهموا أن ماريوبول لن تسقط أبداً... لقد دمرت بالفعل، ولم يعد هناك أي بناء، فقد دُمّر كل شيء بالكامل". وأضاف الرئيس الأوكراني أنه لا يزال هناك "هذا المبنى الصغير، مجمع مصنع الصلب في آزوفستال، أو ما تبقى منه".
وقال الرئيس الأوكراني إن أوكرانيا تبذل جهوداً دبلوماسية من أجل إنقاذ المقاتلين المحاصرين في مجمع آزوفستال للصلب، مشيراً إلى أن هذه الجهود تشمل وسطاء ودولاً ذات تأثير. وأدلى زيلينسكي بهذه التصريحات في مقطع مصور نشره في وقت متأخر، لكنه لم يقدم تفاصيل.
وستتيح السيطرة على هذا المجمع لموسكو إعلان اكتمال سيطرتها على ماريوبول التي كان عدد سكانها يناهز 500 ألف نسمة قبل الحرب، ودمرها شهران من الحصار والقصف.
واتهمت كتيبة آزوف المتحصنة في آزوفستال القوات الروسية الجمعة باستهداف إحدى سياراتها المشاركة في عملية إجلاء المدنيين، ما أسفر عن مصرع مقاتل.
وتابع زيلينسكي "يتم إجلاء الناس قدر ما نستطيع... إذا قتلوا (الروس) أشخاصاً يمكن مبادلتهم كأسرى حرب أو إطلاق سراحهم كمدنيين، أو مساعدتهم كجرحى مدنيين أو عسكريين، فلا أعتقد أنه يمكننا إجراء محادثات دبلوماسية بعد ذلك".
كما دعا الرئيس الأوكراني المستشار الألماني أولاف شولتز إلى كييف لحضور احتفالات إحياء ذكرى هزيمة ألمانيا النازية في 9 مايو (أيار)، معتبراً أن هذه الزيارة ستكون "قوية جداً من الناحية السياسية" على الرغم من التوترات المستمرة بين البلدين.
"خسائر فادحة"
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية على "تويتر" السبت 7 مايو (أيار) أن الصراع في أوكرانيا يتسبب في خسائر فادحة في بعض من أكثر الوحدات الروسية تقدماً وقدرة.
وأضافت أن دبابة واحدة على الأقل من طراز تي-90 إم، الأكثر تطوراً في روسيا، تعرضت للتدمير خلال القتال.
وقالت إن نحو 100 دبابة من الطراز تي-90 إم موجودة في الخدمة ضمن أفضل الوحدات الروسية تجهيزاً، بما في ذلك التي تقاتل في أوكرانيا.
وقد فشلت مساعي الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير منتصف أبريل (نيسان) في زيارة كييف مع نظرائه في بولندا ودول البلطيق الثلاث.
ولم تهضم برلين الرفض الأوكراني الذي أضر بالعلاقات الدبلوماسية الثنائية، واعتبر المستشار الألماني أن ما حصل "عقبة" أمام زيارته لكييف بعد أن حضّته أطراف ألمانية على التوجه إليها لإظهار الدعم.
إجلاء 50 مدنياً من مصنع آزوفستال في ماريوبول
أعلنت نائبة رئيس الحكومة الأوكرانية إيرينا فيريشتشوك إجلاء 50 مدنياً ضمن قافلة جديدة الجمعة من مصنع آزوفستال. وقالت فيريشتشوك عبر "تلغرام" "نجحنا اليوم في إخراج 50 امرأة وطفلاً ومسنّاً من آزوفستال. صباح غد، سنواصل عملية الإجلاء".
واتهمت القوات الروسية بأنها "تنتهك بشكل مستمر" وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو أثناء عمليات الإجلاء. وأضافت "بالتالي، عملية الإجلاء بطيئة للغاية".
وتُجرى عمليات الإجلاء بإشراف الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وقد بدأت في نهاية الأسبوع الماضي، وسمحت بإجلاء نحو 500 مدني، بحسب كييف.
وسبق أن أعلنت الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بعد ظهر الخميس أنهما أرسلتا قافلة جديدة إلى آزوفستال، حيث لا يزال هناك مئات الجنود بينهم جرحى كثر وعشرات المدنيين، بحسب البلدية.
بايدن يعلن عن مساعدات جديدة لأوكرانيا
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن الجمعة عن مساعدات أميركية جديدة لأوكرانيا تشمل خصوصاً ذخائر مدفعية وأجهزة رادار، لكنه حذر من أن المبالغ المالية المرصودة لتزويد كييف بالأسلحة أشرفت على النفاد داعياً الكونغرس إلى رصد مبالغ إضافية.
وقال بايدن "أعلن عن حزمة إضافية من المساعدات الأمنية التي ستوفر لأوكرانيا مزيداً من الذخائر المدفعية وأجهزة الرادار وغيرها من المعدات"، فيما أشار مسؤول أميركي رفيع إلى أن الحزمة بقيمة 150 مليون دولار.
وقال البيت الأبيض في بيان إن جو بايدن ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أكدا في اتصال هاتفي الجمعة التزامهما بمحاسبة روسيا، كما بحثا الجهود المبذولة لتقديم مساعدات أمنية لأوكرانيا.
وأضاف البيان أن بايدن وترودو ناقشا أيضاً مشاركتهما في قمة الأميركتين المقررة في يونيو (حزيران) في لوس أنجليس بالولايات المتحدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
جونسون يدعو لتوخي الحذر إزاء أي تفاوض مع روسيا
أجرى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة واتفقا على زيادة التنسيق في مجال الأمن، في حين دعا جونسون لعدم إجراء أي مفاوضات مع روسيا قد تصب في صالح "الرواية الزائفة" عن الصراع في أوكرانيا.
واتفق جونسون وماكرون على ضرورة التنسيق بشكل أكبر في ما يتعلق بتوفير الأمن والدعم الاقتصادي لأوكرانيا على المدى الطويل، فضلاً عن الجهود لعزل روسيا.
وقال البيان البريطاني إن جونسون "حث على عدم إجراء أي مفاوضات مع روسيا بشروط تعطي مصداقية لرواية الكرملين الزائفة عن الهجوم، لكنه شدد على أن هذا قرار يعود للحكومة الأوكرانية".
وكان ماكرون يتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بصورة دورية في الأسابيع الأولى للهجوم. وتحدث الاثنان مجدداً هذا الأسبوع.
مجلس الأمن يعبر عن القلق حيال أوكرانيا
أعرب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بما في ذلك روسيا، الجمعة عن "القلق العميق في ما يتعلق بحفظ السلام والأمن في أوكرانيا"، وأيد جهود الأمين العام للأمم المتحدة الرامية لإيجاد حل سلمي، وذلك في أول بيان للمجلس منذ هجوم روسيا على جارتها قبل عشرة أسابيع.
وتصدر بيانات مجلس الأمن بالإجماع. ووضعت النرويج والمكسيك صياغة النص الموجز الذي تم إقراره الجمعة. وقال البيان إن "مجلس الأمن يعرب عن القلق العميق في ما يتعلق بحفظ السلام والأمن في أوكرانيا... يوضح المجلس أن جميع الدول الأعضاء متعهدة، بموجب ميثاق الأمم المتحدة، بتسوية منازعاتها الدولية بالوسائل السلمية".
وجاء في البيان أن "مجلس الأمن يعرب عن دعمه القوي لجهود الأمين العام في البحث عن حل سلمي". وطالب البيان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أيضاً بتقديم إفادة للمجلس مرة أخرى "في الوقت الملائم".
ورحب غوتيريش بدعم المجلس، قائلاً إنه "لن يدخر جهداً لإنقاذ الأرواح وتقليل المعاناة وإيجاد طريق السلام". والتقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف الأسبوع الماضي.
وتم الاتفاق على بيان مجلس الأمن على الرغم من تحركات دبلوماسية انتقامية متبادلة منذ أن بدأت روسيا في 24 فبراير ما تسميها "عملية عسكرية خاصة"، وما يصفه غوتيريش بأنه "حرب روسيا العبثية".
واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) لإجهاض مشروع قرار في مجلس الأمن في 25 فبراير كان من شأنه أن يعرب عن الأسف للهجوم على أوكرانيا. وامتنعت الصين والإمارات والهند عن التصويت. ويحتاج قرار مجلس الأمن إلى تأييد تسعة أعضاء من دون استخدام أي دولة دائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، حق الاعتراض.
ومنذ ذلك الحين، تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضواً، غير المعمول فيها بحق الاعتراض، قرارين بأغلبية ساحقة، مما يسلط الأضواء على عزلة روسيا الدولية في ما يتعلق بأوكرانيا. وليس لهذه القرارات صفة الإلزام لكنها تتمتع بوزن سياسي.
وأعربت الجمعية العامة عن أسفها إزاء "العدوان الروسي على أوكرانيا"، وطالبت القوات الروسية بوقف القتال والانسحاب والسماح بتوصيل المساعدات وحماية المدنيين. كما انتقدت روسيا لتسببها في وضع إنساني "مروع".
إيطاليا تأمر بمصادرة يخت فاخر ينسبه الإعلام إلى بوتين
أمرت الحكومة الإيطالية الجمعة بمصادرة يخت قيمته نحو 700 مليون دولار تنسبه وسائل إعلام إلى الرئيس الروسي.
يخضع اليخت "شهرزاد" الفاره المكون من ستة طوابق لإصلاحات في ميناء مارينا دي كارارا الإيطالي منذ سبتمبر (أيلول)، لكن نشاطاً في الآونة الأخيرة على رصيف الميناء يشير إلى أن الطاقم ربما يستعد للإبحار.
وقالت وزارة المالية الإيطالية في بيان إن التحقيقات أظهرت أن مالك القارب له صلات "بعناصر بارزة في الحكومة الروسية" وبأشخاص مستهدفين بعقوبات الاتحاد الأوروبي.