في خطوة جديدة لتصدير الطاقة الكهربائية، اتفقت إثيوبيا ودولة جنوب السودان على مد الأخيرة بـ(100) ميغاواط، على أن تتضاعف الكمية تدريجياً على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
الكشف عن الاتفاق تم خلال زيارة أجراها، الجمعة، وفد من دولة جنوب السودان بقيادة وزير الطاقة والسدود، بيتر ميرسيللو، إلى مركز التحكم في الشبكة الوطنية للطاقة الكهربائية في أديس أبابا.
50 مليون دولار مكاسب سنوية
قال أندوالم سيساي، المسؤول التنفيذي لتخطيط الطاقة الإثيوبية، إن بلاده تعمل على توفير الطاقة الكهربائية لجيرانها بهدف كسب العملات الأجنبية، وتعتزم تصدير 100 ميغاوات من الطاقة الكهربائية إلى دولة جنوب السودان في المرحلة الأولى، على أن تتضاعف الكمية إلى 400 ميغاواط بشكل تدريجي.
ولفت المسؤول الإثيوبي، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإثيوبية "فانا"، إلى أن إثيوبيا تكسب سنوياً 50 مليون دولار أميركي من تصدير الطاقة الكهربائية إلى دول مجاورة كالسودان وجيبوتي، ويجري تكثيف الجهود لكسب 400 مليون دولار خلال السنوات العشر المقبلة.
وأوضح أنه في الأشهر التسعة الماضية تم تأمين 37 مليون دولار من إمدادات الطاقة، بما يزيد على 7 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي.
من جانبه، قال وزير الطاقة والسدود في دولة جنوب السودان، إن مذكرة التفاهم التي وقعها الطرفان ستمكن من تسريع عملية إنشاء البنية التحتية الضرورية الناقلة للطاقة الكهربائية إلى جنوب السودان.
العمود الفقري
الوزير أشار إلى أن الطاقة الكهربائية هي العمود الفقري لاقتصاد بلاده، موضحاً أن ما سيتم استيراده من إثيوبيا سيساعد جنوب السودان على تطوير مشاريعها الإنمائية مستقبلاً.
وقع مذكرة التفاهم هبتامو إيتفا، وزير المياه والطاقة الإثيوبي، فيما مثل دولة جنوب السودان وزير الطاقة والسدود بيتر ميرسيللو، خلال حفل أقيم بالمناسبة في العاصمة أديس أبابا. وبحسب وكالة الأنباء الإثيوبية، قال المسؤول الجنوبي، إن "البلدين يمكنهما التعاون، ليس فقط في إمدادات الطاقة، بل أيضاً في عديد من المجالات الأخرى".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تجدر الإشارة إلى أن إثيوبيا وقعت خلال الأعوام الماضية عدداً من الاتفاقات المشابهة مع كل من السودان، وجيبوتي، وكينيا، عبر توصيل شبكة موحدة تحصل منها جيبوتي على 50 ميغاواط، بينما يحصل السودان على 200 ميغاواط، تضاعفت أخيراً إلى 300 ميغاواط. ومن المخطط أن تدخل كل من اليمن ومصر في مراحل لاحقة.
وزير المياه والري الإثيوبي هبتامو إتافا أوضح في مارس (آذار) الماضي خطة بلاده لتصدير نحو ألفي ميغاوات من الطاقة الكهربائية لدول الجوار، للاستفادة من إمكانات الموارد المائية التي تتمتع بها إثيوبيا. وقال إن حكومته وضعت خطة لإشراك القطاع الخاص في مجال توليد الطاقة وتوزيعها، فضلاً عن الاستثمار في مجال الطاقة المتجددة.
توسيع القدرات
وتهدف إثيوبيا إلي توسيع قدراتها في إنتاج الطاقة الكهربائية عبر مصادر عدة كالسدود المائية التي بنتها في عدد من الأنهر والمصبات المائية، كسد "تيكيزي" في منطقة تيغراي، وسد "بيليس" (Beles) في إقليم أمهرة. وسدود "جيلجل جيب" (1- 3) في أمهرة، وغيرها، إلى جانب محاولات لإنتاج الطاقة الكهربائية من مصادر أخرى متنوعة، وتعمل في خططها المستقبلية على توليد طاقة تصل قدرتها إلى 37 ألف ميغاواط خلال الـ25 عاماً المقبلة.
وكانت إثيوبيا بدأت في 20 فبراير (شباط) الماضي، أول عملية توليد كهرباء من سد النهضة بلغت 375 ميغاوات، وفق وزير المياه الإثيوبي. ويمثل المشروع، الذي بدأته إثيوبيا منذ أبريل (نيسان) 2011 على النيل الأزرق بتكلفة 4.8 مليار دولار، هدفاً استراتيجياً في إنتاج الطاقة الكهربائية بقدرة تبلغ 6000 ميغاواط، لتكون إثيوبيا الدولة الأولي الرائدة في إنتاج الكهرباء في القارة السمراء.