توفي نائب من الحزب الحاكم في سريلانكا بعيد اشتباك مع محتجين مناهضين للحكومة خارج العاصمة، الاثنين 9 مايو (أيار)، حسبما قالت الشرطة، بينما أُصيب العشرات في أعمال عنف في كولومبو، استقال على إثرها رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا.
وأشارت الشرطة إلى أن النائب أماراكيرثي أتوكورالا أطلق النار وأصاب شخصين بجروح بالغة كانا يعترضان سيارته في نيتامبوا، ووُجد ميتاً لاحقاً بعدما حاول الاختباء في مبنى قريب.
واستقال رئيس وزراء سريلانكا، ماهيندا راجاباكسا، الاثنين، وفق المتحدث باسمه، روهان ويليويتا، الذي قال إن ماهيندا، البالغ من العمر (76 سنة) أرسل خطاب استقالته إلى شقيقه الأصغر الرئيس غوتابايا راجاباكسا، مما يمهد الطريق أمام تشكيل "حكومة وحدة جديدة".
"أنا أستقيل على الفور"
وفي رسالة، قال ماهيندا لغوتابايا، "أنا أستقيل على الفور حتى تتمكن من تعيين حكومة من جميع الأحزاب لإخراج البلاد من الأزمة الاقتصادية الحالية".
وكان أكبر حزب معارض في البلاد قال قبل الاشتباكات، إنه لن ينضم إلى أي حكومة يقودها أحد أفراد عشيرة راجاباكسا. وتعني استقالة رئيس الوزراء، أن الحكومة استقالت على الفور أيضاً.
ويتظاهر السريلانكيون منذ أسابيع عدة، متهمين الرئيس راجاباكسا وشقيقه رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا، بإدخال البلاد في أزمة اقتصادية متفاقمة، ويطالبون باستقالتهما. أدى انقطاع التيار الكهربائي والنقص الحاد في الغذاء والوقود والأدوية لأشهر عدة إلى معاناة واسعة النطاق في جميع أنحاء الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا، التي تشهد أسوأ تباطؤ اقتصادي على الإطلاق.
لكن الاثنين، اندلعت أوسع صدامات منذ بداية الأزمة في كولومبو. وأفاد مراسلون صحافيون بأن العشرات من الموالين لراجاباكسا هاجموا بالعصي والهراوات متظاهرين غير مسلحين كانوا يخيمون خارج مكتب الرئيس في متنزه غالي فيس المواجه للبحر في وسط كولومبو منذ 9 أبريل (نيسان).
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه على أنصار الحكومة، الذين اخترقوا خطوط الشرطة لتحطيم الخيام، التي أقامها المتظاهرون المناهضون للحكومة.
بدأت أعمال العنف بعد وصول آلاف عدة من أنصار رئيس الوزراء ماهيندا راجاباكسا، الذين نقلوا في حافلات من مناطق ريفية، وقد خرجوا من مقر إقامته الرسمي القريب.
وصرح المتحدث باسم مستشفى كولومبو الوطني، بوشبا سويسا، بأن 78 جريحاً على الأقل نقلوا إلى المستشفى.
وفرضت سلطات سريلانكا، الاثنين، حظر تجول لأجل غير مسمى في كولومبو ونشرت الجيش.
إدانة أميركية
دان السفير الأميركي لدى سريلانكا "العنف ضد المتظاهرين السلميين اليوم"، داعياً الحكومة إلى "إجراء تحقيق كامل، بما في ذلك توقيف ومحاكمة كل من يحرض على العنف".
وقال مسؤولون إنه تم استدعاء فرقة مكافحة الشغب التابعة للجيش لمساندة الشرطة. وتم نشر الجنود خلال الأزمة لحماية شحنات الوقود والضروريات الأخرى، ولكن ليس لحفظ النظام.
وتعاني الجزيرة، البالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، منذ أشهر من نقص حاد في الغذاء والوقود والأدوية. وتفاقمت هذه الأزمة غير المسبوقة التي نُسبت لجائحة "كوفيد-19" التي حرمت البلاد من العملة الأجنبية لقطاع السياحة، بسبب سلسلة من القرارات السياسية السيئة، وفقاً لخبراء اقتصاديين.
وقبل إعلان استقالته، حث رئيس الوزراء، عبر موقع "تويتر"، "السكان على ضبط النفس، وتذكر أن العنف لا يؤدي إلا إلى العنف. الأزمة الاقتصادية التي نشهدها تتطلب حلاً اقتصادياً التزمت هذه الحكومة إيجاده".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فرض الطوارئ
وأعلن الرئيس راجاباكسا، الجمعة، حال الطوارئ للمرة الثانية خلال خمسة أسابيع، ومنح سلطات واسعة لقوات الأمن، بما في ذلك السماح لها باعتقال المشتبه فيهم واحتجازهم لفترات طويلة من دون إشراف قضائي. كما أذن بنشر الجنود لحفظ النظام ومساندة الشرطة.
وعززت الشرطة، وقوامها 85 ألف رجل، تدابير الأمن حول جميع نواب الحزب الحاكم. وقالت وزارة الدفاع، في بيان الأحد، إن المتظاهرين المناهضين للحكومة يتصرفون بطريقة "استفزازية وتنطوي على تهديد" ويعطلون الخدمات الأساسية.
أعلنت النقابات، في نهاية الأسبوع، أنها ستنظم احتجاجات يومية اعتباراً من يوم الاثنين لإجبار الحكومة على التراجع عن حال الطوارئ.
وحذر الزعيم النقابي، رافي كوموديش، في بيان، من أنه سيحشد عمال القطاعين العام والخاص لاقتحام البرلمان الوطني عندما يفتتح جلسته المقبلة في 17 مايو. وأضاف "ما نريده هو أن يرحل الرئيس وعائلته".
أعلنت سريلانكا في 12 أبريل تخلفها عن سداد ديونها الخارجية البالغة 51 مليار دولار، وباشرت محادثات مع صندوق النقد الدولي لمساعدتها.