استقبل الفنان أحمد عز إشادات وردود فعل قوية عقب ظهوره في مسلسل "الاختيار" الجزء الثالث، بشخصية ضابط الاستخبارات مروان العدوي، وللعام الثاني على التوالي يحقق نجاحاً ملحوظاً في شخصية بوليسية.
في حواره مع "اندبندنت عربية"، تحدث عز عن فرحته بالمشاركة في "الاختيار 3"، على الرغم من حرصه على عدم المشاركة في أعمال درامية إلا كل أربع سنوات، وتحدث عن أعماله السينمائية الجديدة وتجربته مع المخرج شريف عرفة في عملين هما "الممر" و"الجريمة"، التي يعتبرها من أهم التجارب في حياته، كما تحدث عن فيلم "أخويا" مع المخرجة ساندرا نشأت، ويتناول قضية ذوي الهمم.
حالة استثنائية
عن قبوله المشاركة في مسلسل "الاختيار 3" على الرغم من عدم تقديمه مسلسلات إلا كل فترة، قال عز، "هو من الأعمال التي لا يفكر الفنان في قبولها أو رفضها، بل يسعد بالترشح لها، لأنه ليس مجرد عمل فني بل استثنائي له صدى كبير في البلد، وحقق نجاحاً على المستويين العربي والمصري في الجزءين الماضيين اللذين قدما حقائق مهمة وضرورية، وشرف لأي فنان أن يشارك في (الاختيار) لأن العمل يوثق مرحلة مهمة، ولا بد أن تعرف الأجيال القادمة ماذا حدث في مصر، ونحن نقدم الحدث بالأدلة من دون إطلاق الأحكام".
عز أضاف، "تحمست للعمل لأنه حالة استثنائية، وقدمت شخصية الضابط مروان العدوي واسمه الحركي سيف، وينتمي لجهاز الاستخبارات، كما قدمت شخصية سيف خلال العام الماضي في مسلسل (هجمة مرتدة)، لكن طبيعة عمل هذا العام مختلفة. وكلنا عاش هذه المرحلة الحساسة في تاريخ مصر، والمعلومات كانت تؤكد أن البلد يسير نحو مصير مخيف، بخاصة أن أي بلد يتعرض لتلك الكوارث يذهب بلا رجعة، والاختلاف في الرأي ليس المشكلة، شرط الحرص على الوطن من دون أذى أو إضرار بأحد. فـ(الاختيار) وثيقة ستعيش، وعمل وطني عظيم، وتجربة لا تأتي في العمر إلا مرات قليلة، والمهم بالنسبة إليَّ أن أكون قد قدمت شيئاً ولو صغيراً يفيد بلدي".
4 نجوم في عمل واحد
مشاركة أربعة نجوم في بطولة عمل واحد قد لا يكون أمراً محبباً، بخاصة مع نجم تعود على البطولة المنفردة، وهنا يرد عز، "بالعكس، فمشاركتي مع الزملاء الكبار كريم عبد العزيز وأحمد السقا وياسر جلال في تجربة واحدة أسعدتني، إذ تربطنا علاقة صداقة وأستمتع بأعمالهم وأعتبر نفسي واحداً من جمهورهم، وبيننا روح جميلة تحمل الخير، وهذا يميز علاقتنا جميعاً، فكلنا يحب بعضنا بعضاً ونتنافس بكل شرف. وتشرفت أيضاً بالعمل في (الاختيار) مع المخرج بيتر ميمي والكاتب هاني سرحان، والأخير كتب عملاً كبيراً وموثقاً بالصوت والصورة، أما بيتر ميمي فهو مخرج مميز ومجتهد وذكي، والعمل هذا العام كان شديد الصعوبة، لأنه عرض وثائق كثيرة، ففي كل حلقة كانت هناك دراما ووثائق وأدلة وتسريبات، وضبط عمل بكل هذه التفاصيل مسؤولية شاقة".
وتحدث عز عن ردود الأفعال حول "الاختيار" قائلاً، "بشكل شخصي، كنت أحب المسلسل من جزئه الأول، وأراه كما قلت عملاً درامياً وطنياً التف حوله الشارع، وشرف لأي ممثل أن يعمل فيه، وكنا ننتظر ردود الفعل، وتوقعنا أن تكون قوية عند عرض الجزء الثالث، لأنه يختلف في وجود توثيق بالفيديوهات وتسريبات لأخطر أيام وساعات في تاريخ مصر، وكنت مطمئناً لأن الكتابة والإنتاج والإخراج هم الأبطال فعلاً، وكان رد فعل الشارع قوياً، فالناس استقبلت التسريبات بصدمة أحياناً، وتوقع في أحيان أخرى، إذ احتوت مستندات وتصريحات ليست بالقليلة، وشعرت وأنا أتابع ردود الفعل أن الناس تتابع (الاختيار) على المقاهي وكأنه مباراة كرة قدم".
وعن كسر الصورة النمطية للضابط وظهور عز في مشاهد رومانسية استخدمها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي كمواقف عاطفية، حتى قيل إن شخصية الضابط جرى تقديمها بروح عز، قال، "الحقيقة أن شخصية مروان العدوي كتبها المؤلف هاني سرحان بشكل رائع، وبعد الكتابة عملنا عليها مرة أخرى لتضمينها شكلاً إنسانياً رومانسياً، وتعاون معنا بيتر ميمي، ومن الطبيعي أن تظهر شخصية الضابط بطريقة غير تقليدية، لأنه في الحقيقة إنسان من لحم ودم، يحب ويتزوج ويتعذب عاطفياً، ويعاني مشكلات عائلية، وهذا التناول في الدراما يفيد الشخصية أيضاً ويقربها من الناس".
قائمة الأعمال الوطنية
هناك عدد من الأعمال الوطنية قدمها عز في الفترة الأخيرة مثل "الاختيار" و"الخلية" و"الممر" و"العارف" و"هجمة مرتدة"، وحول أهمية هذه النوعية من الأعمال قال إنها "تنمي وعي الشخص بقضايا وطنه، وهذا مهم. ففي فترة عرض فيلم الممر كانت الشوارع تقريباً تخلو من المارة، وهذا شيء عظيم، فالناس تحب وطنها وتريد مشاهدة الأبطال الحقيقيين وبطولاتهم، ولدينا أبطال كثيرون يجب إلقاء الضوء عليهم، وأتمنى وجود عمل وطني سنوي لتنمية هذا الوعي، فهذه الأعمال بوجه عام من أحب أنواع العمل إلى قلبي".
قدم عز بطولة فيلم "أخويا" من إخراج ساندرا نشأت، وشاركه بطل من ذوي الهمم، وعرض الفيلم على منصة "نتفليكس"، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها فيلماً قصيراً على منصة رقمية، إذ أدى عز دور الشقيق الأكبر لطفل اسمه أدهم، يقول عن هذه التجربة، "شعرت كأنني أقدم فيلماً طويلاً، والعمل رجوع جميل لساندرا نشأت، والفكرة بدأت منذ فترة، فقد كنت أتمنى تقديم عمل إنساني، وعندما تحدثت مع ساندرا وجدت أن لديها هذه الفكرة نفسها، وبالطبع في التنفيذ لم يكن الأمر سهلاً، لكن في ظل وجود مخرجة متمكنة مثل ساندرا لا يوجد شيء صعب، وشاركني البطولة الطفل أدهم، وهو ذكي، وكانت أجواء التصوير مريحة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أن يكون عمل فني عن ذوي الهمم هو الأول لصاحبه على منصة مثل "نتفليكس"، ربما كان أمراً متعمداً حتى يحقق العمل ذلك النجاح الواسع، لكن عز يرد، "لم أتعمد ذلك، وعموماً النجاح شيء جميل، وهو قدر وتوفيق من الله أياً كان مكانه وسببه، فالسينما يمكن معرفة حجم النجاح فيها من خلال كم الإيرادات وعدد المشاهدين. ونجاح التلفزيون نعرفه من الشارع عندما نقابل الناس ونعرف رأيهم، وبالنسبة إلى المنصات الإلكترونية فهي منتشرة بشكل كبير جداً، وأصبح لها جمهور عريض في أنحاء العالم، لكن المهم ليس أين تعرض العمل، بل أن تقدم عملاً مميزاً يعيش على مدى سنين ويظل ناجحاً، والسينما فيها أعمال رائعة لم يكن لها مردود مادي عالٍ، ومع ذلك تعيش لسنوات، لأن لها اعتبارات أخرى مثل الحالة المزاجية للجمهور، وهي عملية تحتاج إلى دراسة السوق والمناخ، لهذا فأنا لا أربط العمل الجيد بمكان عرضه، ولا كيف يحقق النجاح، ولا أي حسابات أخرى، فقط أحب تقديم عمل هادف ومؤثر وحقيقي، وأياً كان ما سيحدث فهو بيد الله. وأنا مؤمن بأن الله يتكرم على كل من يجتهد، والكرم يعني مثلاً الاختيار الصحيح والتوفيق والتيسير".
استراتيجية العمل
يقال إن أحمد عز يتبع استراتيجية وأدوات معينة في حياته الفنية، يعلق، "أكيد، فهناك كثير من القواعد في عملي تعلمتها من النجوم الكبار مثل نور الشريف وعادل إمام وأحمد زكي، وأهمها ألا نستخف بالعمل، فلا بد من التعامل مع الفن والتمثيل على أن له قدسيته وأهميته. وأهتم بقيمة الوقت، مثل الأستاذ المخرج شريف عرفة، فالدقيقة بالنسبة إليَّ لها قيمة وثمن، ويضايقني أن يكون موعد التصوير 8 مثلاً ونبدأ بعدها بساعات، كان يمكننا الاستفادة منها في الراحة أو الرياضة أو القراءة، لكن إضاعة الوقت أمر مزعج بالنسبة إليَّ، والقواعد تقول إن أي شخص لديه تقدير للوقت فهو إذن على طريق النجاح".
بالنسبة إلى اختيار الموضوعات، يقول عز، "التنوع مهم بالنسبة إليَّ، فلا أحب تقديم الأكشن في أعمال متتابعة، ولا أحبذ تقديم موضوعات قاتمة متتالية، ولا كوميديا، ولا أعمال رومانسية، ويجب احترام عقلية المتفرج، لأنه لا يمكن الضحك عليه، وأختار أعمالي بناء على ذلك، وما يفرق كثيراً في العمل هو طريقة التناول، ومن هنا يأتي اختياري للسيناريو، وأحياناً أفكر بشكل مختلف، فأفضل فيلماً يعتمد على التمثيل أكثر مثل (الجريمة)، أو فيلماً وطنياً مثل (الممر)، أو شخصية تعود لحقبة زمنية قديمة مثل عام 1919 في فيلم (كيرة والجن)، وأهم شيء ألا أقدم عملين متشابهين متتاليين أبداً مهما كانت الظروف".
حول الإيرادات والثنائيات
تصدر أحمد عز الإيرادات طوال مواسم متوالية بأفلام عدة مثل "الممر" و"العارف" و"الجريمة"، وحول معادلة الإيرادات وكيف يضمن تصدر شباك التذاكر ونوعية الأفلام التي تضمن ذلك قال، "الإيرادات والنجاح والتفوق كلها أمور تخضع لتوفيق الله في المقام الأول، لذلك لا توجد معادلة واحدة يمكن الإجماع عليها لضمان الإيرادات، لكن لي طريقة واحدة أعتمد عليها في حياتي كلها، هي أن أجتهد لأقصى درجة، وهذا ما بيدي فعله، أما غير ذلك فخارج عن إرادتنا، وأقول فقط إن علينا السعي، وأنا أجتهد في العمل والباقي على الله".
هناك أفلام سينمائية جديدة تجمع أحمد عز بنجوم آخرين في بطولة ثنائية مثل فيلم "كيرة والجن" مع كريم عبد العزيز، وقبله فيلم "المصلحة" مع أحمد السقا، وفيلم "العارف" مع أحمد فهمي، فهل هناك اتجاه سينمائي للثنائيات؟ ويجيب عز، "طيلة عمري أفعل هذا الشيء، ففي بداياتي قمت بذلك في أفلام مثل (ملاكي إسكندرية) مع خالد صالح وغادة عادل، و(سنة أولى نصب) مع نور وداليا البحيري وخالد سليم، وكذلك (المصلحة) و(الممر). فالعمل الفني ليس عملاً فردياً بل جماعي، فالفردية في الفن لا تحقق نجاحاً، والجمهور يستمتع بوجود النجوم، وحتى على مستوى التعاون أستمتع بالعمل مع الزملاء الكبار، مثل كريم والسقا، وكواليس العمل تكون أجمل ما يمكن، لأننا نشبه بعضنا بعضاً ونحب النجاح والمنافسة".
إعلانات وتجربة وحيدة على المسرح
وعن تجربته المسرحية الوحيدة في مسرحية "علاء الدين" يتحدث عز قائلاً، "المسرح أعجبني، وكان من أمتع التجارب، لأن هناك رد فعل لحظياً من الجمهور، والناس تفاعلت بشكل كبير مع العرض، وكانت المسرحية مبهرة من حيث الصورة والملابس والاستعراضات والنجوم الكبار الذين شاركوا، كان عملاً جيداً على المستوى الفني، وللأسف توقف لأن كل الأبطال والمخرج كانت لديهم ارتباطات فنية أخرى، وعموماً أنا أحب المسرح، وأرحب بتقديم مسرحية كوميدية عادية، وسيكون الاختيار معتمداً على النص المكتوب والإخراج، لأنهما يوفران 70 في المئة من النجاح".
وعن تجربة الإعلانات التي شارك فيها أخيراً، قال عز، "يهمني في الإعلانات أن تماثل الجودة التي تظهر في النهاية عملاً فنياً متكاملاً، وأتعامل معها كأنها فيلم أو مسلسل، ولا بد أن يفهم الجمهور أن هناك مجهوداً وفكرة وراء الإعلان. وصورت بعض الإعلانات خارج مصر، في إيطاليا تحديداً".
وحول أعماله السينمائية المقبلة يقول عز، "لديَّ أكثر من مشروع سينمائي مطروح، منهم فيلم (صقر المحروسة)، وهو في مرحلة التحضير، وسنبدأ تصويره في يوليو (تموز) المقبل، وهو من إخراج أحمد علاء، وهناك فيلم آخر كوميدي اسمه (صقر كناريا) مع المخرج أحمد علاء أيضاً والمنتج وائل عبد الله. أما فيلم (كيرة والجن) الذي يجمع عدداً كبيراً من النجوم، منهم كريم عبد العزيز وهند صبري، فقد بذلنا فيه مجهوداً كبيراً على مدى سنتين، وصورنا في بلاد كثيرة وتنفيذه كان صعباً، وسعيد بالتعاون مع المخرج مروان حامد والكاتب أحمد مراد والنجم كريم عبد العزيز وجميع الزملاء، ومن المقرر عرض الفيلم في يونيو (حزيران) المقبل. وكان هناك فيلم بعنوان (شلة ليبون) مع ساندرا نشأت، وهو متوقف لبعض الوقت، وساندرا لديها مشروع آخر أتمنى أن أكون أحد أبطاله".