شكلت عبوات كوكا كولا وبيبسيكو وهاينكن زهاء ربع جميع النفايات ذات العلامات التجارية التي عثر عليها المتطوعون خلال مشروع تنظيف بيئي في المملكة المتحدة
وتعود أكثر من نصف (51 في المئة) النفايات الواضحة المصدر إلى عشر علامات تجارية فقط تتمثل في كوكا كولا، وماكدونالدز، وكادبوري، وريد بول، ووكرز، ولوكوزيد، وستيلا أرتوا، وتيسكو، وبدويايزر، وسترونغ باو، وفقاً للتقرير السنوي الثالث الصادر عن بلانيت باترول [حركة بيئية تنشط في الحد من التلوث].
ويعد قطاع المشروبات أكبر ملوث للسنة الثانية على التوالي، إذ إنه مسؤول عن أكثر من ثلث النفايات التي تم العثور عليها في عامي 2020 و2021، بما في ذلك العلب والزجاجات البلاستيكية والزجاجية والأكواب والأغطية ذات الاستخدام لمرة واحدة.
كما شكلت عبوات كوكا كولا وبيبسي كولا وهاينكن زهاء ربع جميع أنواع النفايات ذات العلامات التجارية (23 في المئة) المسجلة في الإحصاء السنوي، إذ سجل مستخدمو تطبيق بلانيت باترول ما مجموعه 85326 قطعة من النفايات في عام 2021.
وللسنة الثالثة على التوالي، شكلت العلامة التجارية لشركة كوكا كولا أكبر نسبة من النفايات، لتصل إلى واحدة من كل عشر قطع سجلها مستخدمو التطبيق.
وحثت بلانيت باترول الحكومة على دعم بشكل شامل برنامج إعادة مبلغ التأمين في كل أنحاء المملكة المتحدة "من دون تأخير". وبحسب البرنامج يقوم المستهلك بدفع مبلغ تأمين رمزي عند شراء زجاجات المشروبات والعلب واسترجاع مبلغ التأمين عند إرجاع العلب الفارغة إلى أي نقطة تجميع.
وفي نتيجة إيجابية، كشف الاستطلاع عن أن استخدام البلاستيك قد انخفض إلى النصف في 2021 (51 في المئة) إذ كان يشكل قرابة ثلثي النفايات (67 في المئة) التي سجلتها بلانيت باترول في عام 2019، مما يشير إلى تحول في سلوك المستهلك الذي أصبح يتجنب استخدام البلاستيك المخصص للاستخدام لمرة واحدة.
ومع ذلك، تضاعفت النفايات المعدنية تقريباً، من ثمانية في المئة في عام 2019 إلى 15.5 في المئة في عام 2021، بينما كانت هناك زيادة بمقدار 21 ضعفاً في نفايات الورق والكرتون، التي ارتفعت من 0.33 في المئة في عام 2019 إلى سبعة في المئة في عام 2021.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت ليزي كار، التي أسست بلانيت باترول، "هناك فقط عشر شركات أُم مسؤولة عن أكثر من 50 في المئة من النفايات ذات العلامات التجارية في المملكة المتحدة العام الماضي، وما زلنا نرى اسم شركة كوكا كولا في بياناتنا ضمن أسماء المخالفين المتكررين".
ولفتت "نحن نشكل جزءاً من منظومة تعاني أوجه قصور جوهرية وتواصل السماح للعلامات التجارية بإحداث تلوث للبيئة من دون عواقب أو مساءلة، بينما تدفع بيئتنا ثمن ذلك. النفايات هي عارض لمشكلة متجذرة في النظام - وليست السبب. أعتقد أن التحول إلى مستقبل دائري بالكامل أمر ضروري وممكن". [المستقبل الدائري يقصد به أن أي استخدام للأشياء ينتهي بإعادة تصنيعها وتدويرها وإعادة استخدامها بدلاً من رميها كنفايات].
وأضافت "إذا كانت حكومة المملكة المتحدة مخلصة في طموحها بأن تكون رائدة على مستوى العالم في معالجة التلوث، فيجب تنفيذ حلول التدوير الكامل مثل استحداث برنامج استرجاع مبلغ التأمين وإصلاحات في شأن مسؤولية المنتجين الموسعة وتنفيذها كأولوية".
وأوضحت متحدثة باسم شركة هاينكن المملكة المتحدة، "نواصل اتخاذ خطوات جبارة للحد من البلاستيك وجعل إعادة تدوير منتجاتنا سهلة على الناس. لقد أزلنا جميع الملصقات الاستهلاكية على المنتجات المعبأة، كما استبدلنا بالحلقات البلاستيكية للعلب (المقبض الأخضر) المصنوع من الورق المقوى، وبذلك وفرنا ورقاً مقوى قابلاً لإعادة التدوير والاستخدام كسماد عضوي، وأسهم هذا الحل في التخلص من 235 طناً من البلاستيك حتى اليوم".
وأشارت، "كما أننا عضو مؤسس في البرنامج الاسكتلندي لاسترجاع التأمين الذي تديره شركة Circularity Scotland، ونشارك في تطوير برامج لإنجلترا وويلز بهدف إنشاء البنية التحتية اللازمة لهذا المشروع المهم للغاية والمعقد. وندرك تأثير الأعمال التجارية في كوكب الأرض، والتزمنا بتحقيق صافٍ صفري لانبعاثات الكربون على صعيد كل قطاعات إنتاجنا بحلول عام 2030، وعبر سلسلة القيمة العالمية بأكملها بحلول عام 2040".
في حين ذكرت المتحدثة الرسمية باسم شركة كوكا كولا في بريطانيا، "نلتزم بالحد من النفايات البلاستيكية ولا نريد أن نرى أياً من عبواتنا ينتهي بها الأمر في المكان الخطأ. جميع زجاجاتنا، ومنذ سنوات عديدة، قابلة لإعادة التدوير بنسبة 100 في المئة، ونهدف إلى جمع زجاجة أو علبة لكل واحدة نبيعها بحلول عام 2025، ضمن التزامنا بالمساعدة في خلق عالم خالٍ من النفايات. كما أننا نؤيد بقوة استحداث برنامج استرجاع التأمين المصمم والمنفذ بشكل مدروس".
وأكدت "لقد دافعنا منذ فترة طويلة عن التأثير البيئي الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه هذه البرامج، وسنواصل العمل مع البرلمان والحكومات المفوضة لدعم مبادرات برنامج استرجاع التأمين".
ورفضت شركة "بيبسيكو" التعليق.