أفاد مراهق بريطاني متهم بالتخطيط لهجمات إرهابية لليمين المتطرف، بأنه لم "يشأ إيذاء أي شخص ولا يتذكر فعلاً سبب بحثه عن أسلحة ومتفجرات على شبكة الإنترنت".
وكان قد وجه الاتهام إلى لوك سكيلتون البالغ من العمر الآن 18 عاماً، بإجراء "استطلاع معاد" لمراكز الشرطة في نيوكاسل وكتابة بيان و"ملاحظة أخيرة" تدعو إلى نشر رسالته بعد قيامه بالهجوم.
ونفى الشاب أن يكون قد حضّر لتنفيذ أعمال إرهابية في الفترة الممتدة من بداية العام إلى شهر أكتوبر (تشرين الأول) الفائت، وقال لـ "محكمة تيسايد كراون" Teesside Crown Court إن ملاحظاته التي دون فيها أنه يريد "القتال" لمنح الذين يدافع عنهم "وطناً" كانت مجرد "تنفيس" [تعبير على سجيته] عن مشاعره.
وأشار المراهق الذي كان يبلغ من العمر 17 عاماً عندما شرع في وضع خططه، إلى أنه "ربما" كانت لديه آراء عنصرية ومعادية للسامية ومتحيزة جنسياً، لكنه لم يعد كذلك.
وتحدث سكيلتون لهيئة المحلفين عن أن الأشهر الستة التي أمضاها في الحجز الاحتياطي في سجن "صاحبة الجلالة دورهام" HMP Durham منحته "وقتاً للتفكير". مضيفاً، "بت أعارض ما اعتدت الإيمان به".
ولدى سؤاله عما إذا كان ينوي ارتكاب عمل إرهابي أو التسبب في عنف أو في إيذاء أفراد أو الإضرار بممتلكات أجاب، "كلا".
ورداً على سؤال عن سبب بحثه عن معلومات عبر الإنترنت عن مادة الديناميت وعبوات أنبوبية [مواد متفجرة محشوة داخل أنبوب منزلية الصنع] وبنادق مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد والأقواس والنشاب وغيرها من الأسلحة أجاب، "لا يمكنني أن أتذكر".
وأشار المدعى عليه إلى أنه طلب من والدته أن تشتري له سيفاً احتفالياً رمزياً هدية لعيد ميلاده لكنها رفضت، ولم يعمد هو إلى شرائه.
وكان سكيلتون كتب إلى أحد معارفه بأنه "كان عليه أن يمضي قدماً في شي ما"، وينبغي ألا يستمع إلى امرأة كانت تثبط عزيمته، لكنه قال إنه لا يستطيع تذكر ما كان سيقوم به.
واعترف بكتابة بيانين و"رسالة أخيرة" يقول المدعون إنه كان يعتزم أن يُكشف عنها بعد وفاته في هجوم إرهابي، لكنه قال إنه "لا يتذكر" ما كان يقصده بهذه الوثائق.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستمع المحلفون إلى تسجيل صوتي لسكيلتون و"خطاب من شأنه أن يلهم أوروبا"، لكنه قال إنه "لا يستطيع تذكر أي شيء منه".
ووصف المدعى عليه منشورات عدة له على وسائل التواصل الاجتماعي وملاحظات قام بتدوينها بأنها مجرد "نزوة تخيل [فانتازيا]"، بما في ذلك الإعلان عن رغبته في القتال في فرنسا وإطلاق ميليشيات في المملكة المتحدة.
وفي المقابل أفاد سكيلتون بأنه لا يستطيع أن يتذكر "السياق وراء" منشور له على الإنترنت يتحدث فيه عن نيته "القيام بشيء ما" لردع "عصابات الاغتصاب" التي تؤذي الفتيات البيض. وأضاف، "لقد محي من ذاكرتي كثير من الأحداث التي سبقت الاعتقال، ولا يمكنني حقاً تذكر أي شيء".
وأقر المتهم بتحميل مقاطع فيديو تتعلق بأدولف هتلر والجماعة النازية الجديدة في الولايات المتحدة "آتوم وافن" Atomwaffen [أسلحة نووية]، لكنه نفى أن يكون شخصياً فاشياً.
واستمعت المحكمة إلى أنه تم تشخيصه بالتوحد عندما كان طفلاً وأنه كان يتلقى مساعدة إضافية في المدرسة بحيث غادرها وفي حوزته أربع "شهادات عامة للتعليم الثانوي" GCSE، وشهادة "الأعمال والتكنولوجيا" BTec، وشهادتان أخريان.
وتم الإبلاغ عنه لبرنامج "بريفانت" [امنع]Prevent الحكومي الذي يستهدف مكافحة التطرف والإرهاب خلال سنته الأولى الجامعية في "كلية غيتسهيد".
وحضر لوك سكيلتون ثماني جلسات مع أحد مقدمي خدمة التدخل المبكر [اختصاصي في تقديم الاستشارة والدعم] قبل أن ينسحب من البرنامج في مايو (أيار) من العام الماضي، وقال لهيئة المحلفين إنه لم يتفق مع الاختصاصي "بشكل جيد" ولم يثق به، لكنه لا يتذكر السبب.
وجرى القبض على سكيلتون في الـ 12 من يونيو (حزيران) العام 2021 للاشتباه في حيازته وثائق يملكها عادة شخص يستعد لعمل إرهابي، لكن تم الإفراج عنه بكفالة.
واستمعت المحكمة إلى أنه في الشهر التالي أعادت الشرطة أجهزته الإلكترونية إليه وأبلغته بأنه لن يتم اتخاذ أي إجراء آخر.
وتم إخبار المحلفين بأنه واصل البحث عن متفجرات وذكر على الإنترنت أنه يمكن أن يستهدف أحد المخنثين الذين يرتدون أزياء نسائية أو أعضاء عصابات الاعتداءات الجنسية على النساء.
ويزعم أنه كتب في الثاني من أغسطس (آب) ما يأتي، "تباً لهذا الهراء، يا ليتني مضيت قدماً في تنفيذ الهجوم بدلاً من أن أكون في صدد مناقشة مثل هذا الهراء الذي قمت به، تباً لكل ما كان لدي ولم أفعله، كان يجب أن أكون ميتاً الآن".
وأكد في "البيان البريطاني الرجعي" الذي كتبه أنه يريد "عودة بريطانيا من جديد [انبعاثها إلى سابق عهدها]" وتحدث عن سياسات تشمل استعادة الإمبراطورية البريطانية وضمان أن يشكل "البريطانيون الأصليون" ما لا يقل عن 93 في المئة من عدد سكان البلاد، وحظر الإسلام فيها وإلغاء حق المرأة في التصويت ومنع زواج المثليين.
وفي العاشر من أغسطس (آب) حفظت مذكرة على هاتفه المحمول وصفت بأنها "لمحة موجزة عن الخطة"، بما فيها الانتهاء من وضع رسالته الختامية وبيانه وتقديم استقالته من وظيفته و"صنع قنبلة لمهاجمة مراكز الشرطة".
وفي الشهر التالي أجرى أبحاثاً عن مراكز الشرطة في نيوكاسل، وأخذ لقطات من نقاط مرتفعة لثلاثة مبان هي "بايكر" Byker و"إيتال لاين" Etal Lane و"فورث بانكس" Forth Banks.
وفي الـ 29 من سبتمبر (أيلول) قام بتنفيذ ما وصفه المدعون بـ "الاستطلاع العدائي" من خلال التقاط صور لمركز شرطة "فورث بانكس" وكاميرات مراقبة تلفزيونية مغلقة CCTV مجاورة.
إشارة أخيراً إلى أن لوك سكيلتون الذي يتحدر من قرية "أوكسكلوز" القريبة من بلدة واشنطن في إنجلترا، نفى أن يكون قد أعد لأعمال إرهابية، أما محاكمته فهي مستمرة.
© The Independent