توالت الدعوات، الأربعاء 11 مايو (أيار)، إلى إجراء تحقيق شفاف ومعمق في مقتل الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، خلال تغطيتها عملية أمنية إسرائيلية في مخيم جنين في الضفة الغربية.
"وقف الإفلات من العقاب"
وطالبت الأمم المتحدة بالتحقيق في مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة في الضفة الغربية، وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة في تغريدة على "تويتر"، "أجهزتنا موجودة على الأرض للتحقق من الوقائع"، مطالبة بـ"وقف الإفلات من العقاب" وبتحقيق "مستقل وشفاف".
وطالبت فرنسا بدورها بفتح "تحقيق شفاف" في مقتل الصحافية الأميركية- الفلسطينية "في أسرع وقت ممكن لإلقاء الضوء الكامل على ملابسات هذه المأساة"، وطالب الاتحاد الأوروبي بتحقيق "مستقل".
إسرائيلياً، قال مركز "بتسيلم" الحقوقي الإسرائيلي، "إن التحقيق الذي أجراه في مقتل الصحافية شيرين أبو عاقلة أظهر تناقضاً بين رواية الجيش الإسرائيلي وما حدث بالفعل"، وبعد تصاعد الضغوط الدولية على تل أبيب، أعلن وزير الدفاع بيني غانتس "فتح تحقيق في مقتل أبو عاقلة"، مضيفاً أنه "سيتم نقل النتائج بشفافية ووضوح إلى واشنطن ورام الله"، وقال إن "جنود جيش الدفاع الإسرائيلي لا يؤذون عمداً الأبرياء، ولن يؤذوا الصحافيين عن قصد".
تحقيق فوري وشامل
من جانبها، طالبت الخارجية الأميركية بتحقيق فوري وشامل في قتل أبو عاقلة وضرورة محاسبة المسؤولين، مضيفة أن قتلها "إهانة لحرية الإعلام في كل مكان".
كما طالبت منظمة "مراسلون بلا حدود" بفتح تحقيق "دولي شفاف في قتل أبو عاقلة"، مشيرة إلى أن "التحقيق الإسرائيلي غير مقبول، ولن يكون محايداً".
المحكمة الجنائية الدولية
وذهبت منظمة العفو الدولية إلى أن وعود تل أبيب بالتحقيق "فارغة"، مضيفة أن "المؤسسات الحقوقية وثقت لمدة طويلة كيف أن تحقيقاتها أقرب إلى بروتوكولات تلميع الصورة"، وأشارت المنظمة، التي تتهم إسرائيل بإنشاء نظام فصل عنصري ضد الفلسطينيين، إلى أن "قتل أبو عاقلة يعتبر تذكيراً دموياً بالنظام المميت الذي تحبس فيه إسرائيل الفلسطينيين" وطالبت بمحاسبة مرتكبي الجريمة.
وفي سياق ذي صلة، تعهد نقيب الصحافيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر "بإحالة ملف قتل أبو عاقلة إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاسبة مرتكبي الجريمة". وكانت النقابة والاتحاد الدوليين للصحافيين قدما شكوى إلى المحكمة الجنائية متهمين إسرائيل بقتل 55 صحافياً فلسطينياً منذ عام 2000.
موجة غضب
وفجر قتل الجيش الإسرائيلي الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة موجة غضب رسمي وشعبي فلسطيني وسط اتهام تل أبيب بتنفيذ جريمة إعدام بحقها "كجزء من سياسة إسرائيل باستهداف الصحافيين لطمس الحقيقة وارتكاب الجرائم في صمت".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومنذ قتلها في مدينة جنين، صباح الأربعاء، خلال تغطيتها اقتحام الجيش الإسرائيلي لمخيم جنين، لم تتوقف الاحتجاجات الشعبية والرسمية في مختلف المدن الفلسطينية، مطالبة بتقديم المسؤولين عن الجريمة إلى محاكمة دولية.
وتخشى إسرائيل من أن يتسبب قتل أبو عاقلة في أزمة دبلوماسية مع دول العالم، بخاصة الولايات المتحدة في ظل امتلاك الصحافية الفلسطينية الجنسية الأميركية.
الرئيس الفلسطيني يقدم واجب العزاء
وبعد تحميل إسرائيل المسؤولية، أعلنت الرئاسة الفلسطينية مشاركة الرئيس محمود عباس في مراسم تشييع جثمان أبو عاقلة، اليوم الخميس، في رام الله، ومن المقرر استكمال مراسم التشييع الجمعة، في كنيسة اللقاء بمدينة القدس حيث توارى الثرى بالمدينة التي ترعرت فيها.
وقال عباس في رسالة تعزية، "بمقتل الصحافية أبو عاقلة، فقدت فلسطين أحد فرسان الحقيقة الذين عملوا بكل صدق وأمانة على نقل الرواية الفلسطينية للعالم"، مشيراً إلى أنها "أسهمت في توثيق جرائم إسرائيل بحق أبناء شعبنا وأرضه ومقدساته".
وأظهرت النتائج الأولية لتشريح جثمان أبو عاقلة أن الرصاصة التي أصابتها "كانت قاتلة مباشرة وتسببت في تهتك واسع للدماغ والجمجمة"، مشيرة إلى أن "السلاح المستخدم من نوع سريع جداً".
وبينما أكد شهود عيان وصحافيون فلسطينيون مرافقون لأبو عاقلة إطلاق جنود إسرائيليين النار عليها وزميلها علي السمودي، فإن تل أبيب شككت في مسؤولية مقتلها على لسان جيشها وكبار المسؤولين، في مقدمتهم رئيس الوزراء نفتالي بينيت، متهمين مسلحين فلسطينيين بالجريمة خلال اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي بمخيم جنين.
ونشرت إسرائيل بأذرعها الدبلوماسية والعسكرية كافة شريط فيديو قالت، إنه "للحظة احتفال مسلحين فلسطينيين بإصابة أبو عاقلة ظناً منهم بأنها جندي إسرائيلي"، لكن ذلك الفيديو يتناقض مع آخر بثته قناة "الجزيرة"، ويظهر التفاصيل الكاملة للحظة إطلاق الرصاص باتجاه أبو عاقلة، وتُسمع فيه أصوات رصاص بكثافة، في حين تُسمع في فيديو الجيش الإسرائيلي طلقات نار متفرقة.