الجمهوريون في ولاية بنسلفانيا بأمسّ الحاجة للاحتفاظ بمقعد مجلس الشيوخ الذي يشغله حالياً ممثل الحزب الجمهوري بات تومي، ويغادره في نهاية العام. إذا تمكنوا من ذلك، يمكنهم تأمين الأغلبية في المجلس عن طريق قلب مقعد واحد فقط. مناظرة الليلة الماضية التي اجتمع فيها المرشحون في ولاية بنسلفانيا، وعلى الفور وجهوا انتباههم إلى واحد من بينهم هو دكتور محمد أوز.
في وقت سابق من هذا الشهر، أعلن دونالد ترمب تأييده للمقدم التلفزيوني السابق، لكن هذا التأييد لم ينجح كثيراً في تهدئة الانتقادات الجمهورية القائلة إن أوز لا يدعم بشكل كافٍ أجندة (لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى).
ديف ماكورميك، المدير التنفيذي السابق لصندوق التحوط وأقوى منافس للدكتور أوز، قام بانتقاد الأخير لرأيه المتبدل في كل القضايا، من الإجهاض إلى التصديع المائي، وهو تقنية حديثة تسمح باستخراج احتياطات من البترول والغاز كان من المستحيل الوصول إليها سابقاً، "قائلاً إن الطبيب ومقدم البرامج التلفزيونية أيّد حظر الإجهاض، ورفض بشكل قاطع عمليات التصديع المائي المنتشرة بكثافة في ولاية بنسلفانيا".
كما هاجم مقدم البرامج التلفزيونية لبيعه علاجات زائفة أثناء عمله في التلفزيون، قائلاً، "السبب وراء استمرار محمد في الحديث عن تأييد الرئيس ترمب هو أنه لا يستطيع الترشح بالاعتماد على مواقفه وسجله. المشكلة، يا دكتور، أنه لا يوجد علاج سحري للتقلب، وأن سكان بنسلفانيا يستطيعون رؤية زيفك بوضوح".
وبالمثل، قالت كاثي بارنيت إن السبب الوحيد الذي جعل ترمب يؤيد أوز هو شهرته، هذا الاتهام غريب بعض الشيء، بالنظر إلى أن العديد من الأشخاص في الانتخابات التمهيدية والعامة لعامي 2016 و2020 صوتوا لصالح ترمب على وجه التحديد، لأن اسمه كان معروفاً بالنسبة لهم، حيث اشتهر بفضل عمله لعقود في تقديم البرامج التلفزيونية، ولعب دور رجل الأعمال المختص.
وقالت بارنيت، "شهرته على نطاق واسع، وهو السبب الوحيد حقاً لتلقي محمد أوز هذا التأييد، هو سلاح ذو حدين. فهو معروف جداً لدرجة أن الناس يدركون أنه ليس محافظاً".
وفي الاتجاه نفسه، سعت كارلا ساندز، التي كانت سفيرة حكومة ترمب في الدنمارك، إلى الادعاء بأن الطبيب، الذي يحمل جنسية مزدوجة أميركية وتركية، لم يكن موالياً بشكل كافٍ للولايات المتحدة، بسبب خدمته في الجيش التركي، ولفتت إلى أن "ولاءه لتركيا أولاً. لقد خدم في الجيش التركي وليس الأميركي، وقد كان هذا خياره".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بالمقابل - وفي تصرف غير مفاجئ - اعتمد أوز بشدة على تأييد ترمب له.
وتعتبر حظوظ مرشحتين ساندز وبارنيت قليلة حالياً، فقد وجدت استطلاعات أجريت بواسطة تلفزيون دبليو إتش تي أم وكلية إميرسون وموقع ذا هيل WHTM/Emerson College Polling/The Hill أن بارنيت تحتل المركز الثالث، خلف المرشح الأوفر حظ ماكورميك وأوز صاحب المركز الثاني، بينما تحتل ساندز المركز الخامس الأضعف خلف جيف بارتوس.
لكن واحدة من أكثر اللحظات التي تحمل دلالة في المناظرة جاءت عندما هاجمت ساندز بارنيت لخسارتها أمام منافسة "ديمقراطية ضعيفة جداً" هي النائبة مادلين دين. وقارنت هذا السباق بسباق دين مع المرشح الديمقراطي الأوفر حظاً لهذا العام نائب الحاكم (ولاية بنسلفانيا) جون فيترمان، قائلةً "إنه قوي" وبإمكان دين أن تهزمه في الخريف، الأمر الذي جعل فريق فيترمان بالتأكيد ممتناً لهذا الإعلان المجاني بينما ترك خصومه الديمقراطيين الأساسيين يستشيطون غضباً.
لكن بارنيت ردت بالقول إن الانتخابات مزورة، وهو موقف شعبي نظراً أن فكرة (الكذبة الكبيرة)، ويقصد بها هنا حملة التشكيك بنتائج الانتخابات الرئاسية في 2020، التي أطلقها الرئيس الأميركي السابق ترمب، ما زالت حية، وتلقى رواجاً بين الجمهوريين في الولاية. وسألت بطريقة خطابية، "هل تقولين إنه بالتأكيد لم يكن هناك احتيال، ولم تكن هناك مشكلات، وأن انتخابات عام 2020 لم تشُبها شائبة؟".
لكن ساندز قاطعتها لتذكر منافستها بأن تقول إنها خسرت بنحو 20 نقطة، وكانت محقة في تعليل ذلك: المنطقة الرابعة في بنسلفانيا ديمقراطية بأغلبية ساحقة وحتى وفق الخريطة الجديدة، فإن المقاطعة تميل للديمقراطيين بفارق 13 نقطة، لكن فكرة "الكذبة الكبرى" أعطت الآن أي جمهوري، حتى أولئك الذين خسروا بهوامش ساحقة في الدوائر التي لا يمكن الفوز بها، ذريعة بأنهم لم يفشلوا كمرشحين، لكنهم خسروا فقط لأن الانتخابات كانت مزورة.
عندما سُئل المرشحون عما إذا كان الوقت قد حان لتجاوز هذه المسألة، قال أوز إنه ناقش انتخابات 2020 مع ترمب، وقال إن الديمقراطيين أجروا تغييرات على التصويت عبر البريد كانت في صالحهم، مضيفاً، "لا يمكننا تجاوز ذلك".
في حين أن نسبة التأييد الضعيفة التي يحظى بها الرئيس جو بايدن حالياً تمنح الجمهوريين دفعة بشكل عام، إلا أنه يتعين عليهم التعامل مع خطر قد ينفجر في أي لحظة متمثل في قضية الإجهاض. من المتوقع أن تتخذ المحكمة العليا قراراً في الأشهر المقبلة حيال حظر ميسيسيبي الإجهاض بعد 15 أسبوعاً من الحمل.
وتضم المحكمة ستة محافظين، ثلاثة منهم عينهم ترمب، مما قد يعني إغلاق الستار على حكم رو ضد وايد، الذي سمح للمرأة التقرير بمصير حملها والإجهاض حتى 3 أشهر من الحمل، وهذا بدوره قد يعرض الجمهوريين للخطر.
لكن جميع المرشحين الجمهوريين تقريباً حاولوا إثبات حسن نواياهم المعارضة للإجهاض. حاول أوز إثبات أنه مناهض للإجهاض بشكل كافٍ، بخاصة أن العديد من الجمهوريين اتهموه بانتقاد الحركة المعارضة للإجهاض في الماضي. استغل ماكورميك هذه الفرصة وقال عن منافسه الطبيب، "لقد كان قلقاً بشأن وضع الولايات تشريعات مناهضة للإجهاض، وطالب بالبحث فيما إذا كانت الحياة تبدأ عند عملية الإخصاب".
وسأل مديرو المناظرة كلاً من المرشحين عما إذا كانوا يؤيدون استثناءات لحظر الإجهاض في حالة كانت صحة الأم معرضة للخطر إذا احتفظت بالحمل أو في حالة الاغتصاب أو سفاح القربى. اتفق أوز وماكورميك على وجوب وجود استثناءات، لكن الأخير كان حريصاً على إعطاء تعريف ضيق، قائلاً "أعتقد أنه في الحالات النادرة جداً، يجب أن تكون هناك استثناءات من أجل حياة الأم".
© The Independent