اعتبرت الولايات المتحدة، الجمعة 13 مايو (أيار)، أن التوصل إلى تسوية مع إيران لإحياء الاتفاق حول برنامجها النووي يبقى بعيد المنال، على الرغم من التفاؤل الذي أبداه الاتحاد الاوروبي بعد زيارة مفاوضه إلى طهران.
وإذ أعرب متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية عن تقديره لزيارة المبعوث الأوروبي إنريكي مورا إلى إيران، لكنه قال، "ومع ذلك، فإن الاتفاق في هذه المرحلة ما زال غير مؤكد".
وقال المتحدث لوكالة الصحافة الفرنسية، "على إيران أن تقرر إذا ما كانت تتمسك بشروط لا علاقة لها" بالنووي "أو إذا ما كانت تريد بلوغ اتفاق سريعاً". وأضاف، "نحن وشركاؤنا لا نزال مستعدين منذ وقت غير قصير. الكرة في ملعب إيران".
"إعادة فتح" المفاوضات
وكان المسؤول عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أعلن في وقت سابق الجمعة، أنه "أعيد فتح" المفاوضات بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران والتي تشهد حالة من الجمود.
وقال بوريل من فانغلز في شمال ألمانيا حيث يشارك في اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، "المفاوضات كانت متوقفة وأعيد فتحها".
وأشار بوريل بذلك إلى نتيجة المحادثات التي جرت الخميس، بين منسق الاتحاد الأوروبي للمفاوضات النووية الإيرانية إنريكي مورا، وكبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري، لإعادة إطلاق اتفاق عام 2015.
وفي الوقت نفسه، أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني محادثات مع المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تتعلق بالقضية نفسها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال بوريل، "أقدر هذا الاجتماع في إيران بشكل إيجابي جداً. المفاوضات متوقفة منذ شهرين بسبب هذه الخلافات حول ما يجب فعله مع الحرس الثوري... هذا النوع من الأمور لا يمكن حله بين ليلة وضحاها. يمكننا القول إن الأمور كانت متوقفة وتمت حلحلتها". وأكد بوريل أن "هناك احتمالاً للتوصل إلى اتفاق نهائي".
تفاؤل ألماني
كما قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية الجمعة إن برلين تتوقع الانتهاء سريعاً من المحادثات النووية الإيرانية. وأضافت في إفادة صحافية دورية في برلين، "هناك اقتراح مطروح على الطاولة منصف جداً لجميع الأطراف". وتابعت، "بالطبع نتوقع أن تكف إيران عن المطالب التي تتجاوز خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وأن تنتهي المحادثات سريعاً".
ولم يعلق بوريل على "احتجاز" مفاوض الاتحاد الأوروبي لفترة وجيزة من قبل الجمارك الألمانية في مطار فرانكفورت حيث كان على اتصال بالمفوضية الأوروبية.
وكانت المفاوضات التي بدأت قبل عام في فيينا بين طهران والقوى الكبرى لإعادة إطلاق اتفاقية 2015، متوقفة منذ مارس (آذار)، وهو ما يرجع في الأساس إلى إصرار طهران على شطب اسم الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.
الموقف الإيراني
وتحدث مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي بلهجة أكثر حذراً من بوريل، إذ قال للصحافيين، "ما زالت هناك عقبات صعبة على طريق التوصل إلى اتفاق"، مضيفاً أن هناك خلافات ما زالت قائمة بين إيران والولايات المتحدة على الأقل.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن زيارة مورا كانت "فرصة للتركيز على مبادرات حل الخلافات المتبقية".
ومضى قائلاً، "ثمة اتفاق جيد ويعول عليه في متناول الأيدي إذا اتخذت الولايات المتحدة قراراً سياسياً وأوفت بالتزاماتها".
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، الخميس، لوكالة "رويترز"، إن هناك فرصة ضئيلة في أن توافق الولايات المتحدة على رفع الحرس الثوري من القائمة قريباً.