بايدن عن الراحل خليفة بن زايد: سنكرم ذكراه بتعزيز التعاون مع الإمارات

نعت دول عربيّة وغربيّة رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي توفّي الجمعة 13 مايو (أيار)، عن 73 عاماً. وقد بدأ زعماء وقادة من العالم يتوافدون إلى أبو ظبي لتقديم العزاء.

ووجّه الرئيس الأميركي جو بايدن تحيّة لذكرى الشيخ خليفة، قائلاً إنّه كان "شريكاً وصديقاً حقيقياً للولايات المتحدة". أضاف "سنكرّم ذكراه بمواصلة تعزيز العلاقات بين حكومتَي وشعبَي الولايات المتّحدة والإمارات العربيّة المتّحدة".

ونعى رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الشيخ خليفة، وقال إنّ "الاتحاد الأوروبي يكرّم إرثه وقيادته التي أصبحت بموجبها الإمارات رائدة التنمية المستدامة والتنويع الاقتصادي".

وقدّمت فرنسا تعازيها إلى الشعب الإماراتي بوفاة الشيخ خليفة. وقالت الخارجية الفرنسيّة، في بيان، "نشيد بتمسّكه الكبير بالاستقرار والسلام في المنطقة والعالم"، مشيدةً بدوره "في الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا والإمارات".

وقالت الملكة اليزابيث الثانية في رسالة تعزية إنّ الراحل "كرّس حياته لخدمة شعب الإمارات العربيّة المتّحدة ولعلاقته بحلفائه وأصدقائه، وسيظلّ طويلا في أذهان كلّ من يعمل من أجل الاستقرار الإقليمي والتفاهم بين الأمم".

قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إنّه "حزين" لوفاة الشيخ خليفة، واصفًا إيّاه بأنه "رجل دولة عظيم وقائد ذو رؤية، ازدهرت العلاقات الهنديّة - الإماراتيّة في ظلّ حكمه".

قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف في تغريدة إنّه "حزين للغاية لسماع نبأ وفاة" الشيخ خليفة، مضيفًا "فقدت الإمارات زعيمًا ذا بصيرة وفقدت باكستان صديقًا عظيمًا".

التشييع في أبو ظبي

وقد شيع ولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد، وعدد من شيوخ آل نهيان بعد مغرب، الجمعة، جثمان رئيس الدولة الشيخ خليفة.

ووري جثمان الرئيس الراحل الثرى في مقبرة البطين في أبوظبي، حسب ما قالت وكالة الأنباء الإماراتية "وام".

وكانت وزارة شؤون الرئاسة الإماراتية قد نعت اليوم الجمعة، رئيس الدولة، وأعلنت الحداد الرسمي في البلاد وتنكيس الأعلام، مدة 40 يوماً، وتعطيل العمل في الوزارات والدوائر والمؤسسات الاتحادية والمحلية والقطاع الخاص ثلاثة أيام اعتباراً من اليوم.

والشيخ خليفة بن زايد هو الرئيس الثاني لدولة الإمارات العربية المتحدة، والحاكم السادس عشر لإمارة أبو ظبي، كبرى الإمارات السبع المكونة للاتحاد، والقائد الأعلى للقوات المسلحة. وتولى رئاسة الدولة في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) 2004، خلفاً لوالده الشيخ زايد بن سلطان مؤسس دولة الإمارات.

ولد في مدينة العين، وكان أكبر الأبناء الذكور للشيخ زايد، وعاش الشيخ خليفة مع عائلته في مدينة العين وتلقى تعليمه المدرسي فيها.

كان أول منصب رسمي يشغله عندما كان ولي عهد إمارة أبو ظبي، هو ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية ورئيس المحاكم فيها، واستمر في هذه المهمة حتى 2004؛ عندما توفي والده زايد آل نهيان أول حاكم لدولة الإمارات العربية المتحدة بعد قيام الاتحاد عام 1971، وبصفته ولياً لعهد إمارة أبو ظبي فقد أصبح الشيخ خليفة حاكم الإمارة مباشرة بعد وفاة والده، وفي الـ3 من نوفمبر 2004 انتخبه المجلس الأعلى للاتحاد برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم رئيساً للدولة.

انتقال السلطة

يتولى الشيخ محمد بن راشد بصفته نائباً لرئيس البلاد مقاليد الحكم بشكل تلقائي إلى حين انعقاد المجلس الأعلى للاتحاد، الذي يتولى مهمة التصويت على تنصيب حاكم للبلاد.

والمجلس الأعلى هو أرفع سلطة دستورية في دولة الإمارات، وهو أعلى هيئة تشريعية وتنفيذية، وهو الذي يرسم السياسات العامة ويقرّ التشريعات الاتحادية.

يتشكل مجلس الحكام الأعلى من حكام الإمارات السبع المكونة للاتحاد، محمد بن زايد آل نهيان من أبوظبي، محمد بن راشد آل مكتوم من دبي، وسلطان القاسمي من الشارقة، وحميد النعيمي من عجمان، وسعود المعلا من أم القيوين، وسعود القاسمي من رأس الخيمة، وحمد الشرقي من إمارة الفجيرة. ويحضر الحُكام أو من يقوم مقامهم في إماراتهم في حالة غيابهم أو تعذر وجودهم جلساته، ولكل منهم صوت واحد في قرارات المجلس.

وتصدر قرارات المجلس الأعلى سواءً في تنصيب الحاكم أو خلافه في المسائل ذات الاختصاص بأغلبية خمسة أعضاء على أن تشمل هذه الأغلبية صوتي إمارتي أبو ظبي ودبي.

نعي

وقال الشيخ محمد بن زايد، في تغريدة على "تويتر"، "فقدت الإمارات ابنها البار وقائد (مرحلة التمكين) وأمين رحلتها المباركة... مواقفه وإنجازاته وحكمته وعطاؤه ومبادراته في كل زاوية من زوايا الوطن... خليفة بن زايد، أخي وعضيدي ومعلمي، رحمك الله بواسع رحمته وأدخلك في رضوانه وجنانه".

ووصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الراحل بأنه كان "محباً لمصر وصديقاً مخلصاً لها".

أما رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فقد قال إن "المسيرة الريادية التي خطها الراحل الكبير مستمرة بجهود قيادة الدولة وشعبها".

أما أمير قطر، تميم بن حمد فقال:

ومن جانبه، قال الملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، إن بلاده فقدت "أخاً عزيزاً وقائداً فذاً".

وأكد نفتالي بينيت رئيس الوزراء الإسرائيلي على وقوف بلاده بجوار الإمارات في هذه الظروف

الرئيس التركي أردوغان قال إنه سيزور الإمارات لتقديم واجب العزاء.

ونعى الرئيس الفلسطيني، محمود عباس الراحل وتقدم بالتعازي للشيخ محمد بن زايد وأبناء الشيخ خليفة، وللشيخ محمد بن راشد ولحكومة وشعب الإمارات.

وبحسب ما أعلنته وكالة الأنباء الفلسطينية، قررت السلطة "الحداد وتنكيس الأعلام ليوم واحد"، في حين يمتد الحداد في سلطنة عمان لثلاثة أيام.

وعبّر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهد البلاد الأمير محمد بن سلمان عن حزنهما، مؤكدين أن الشعب السعودي يشاطر الشعب الإماراتي حزنه على فقدان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. ووجه الملك سلمان بإقامة صلاة الغائب على الشيخ خليفة بن زايد بعد صلاة العشاء يوم الجمعة بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس".

ووصف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون خبر وفاة حاكم الإمارات "بالمفجع"، وكتب عبر حسابه على منصة تويتر باللغة العربية:

وأعرب أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، عن تعازيه، معلناً الحداد أربعين يوماً، وتعطيل العمل في البلاد ثلاثة أيام.

ونقلا عن الكرملين، قدم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تعازيه إلى قادة دولة الإمارات. وقال في برقية التعزية أن "مرحلة بالغة الأهمية في تاريخ أبوظبي والإمارات العربية عموماً مرتبطة باسم الشيخ خليفة"، وأشار إلى أن عهده تميز بـ"إنجازات باهرة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية والتقنية". 

وبعد تقديم الرئيس البرازيلي، جايير مسيس بولسونارو واجب العزاء، وجه "بتنكيس الأعلام والحداد في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام".