غادر مدنيون وادي بانشير في أفغانستان بأعداد كبيرة في الأيام الأخيرة، هرباً من المعارك بين حركة "طالبان" وجبهة المقاومة الوطنية، وهي جماعة المعارضة المسلحة الرئيسة، وفق ما ذكر سكان السبت، 14 مايو (أيار).
وأعلنت جبهة المقاومة الوطنية، بقيادة أحمد مسعود، نجل الزعيم التاريخي أحمد شاه مسعود، في السابع من مايو، أنها بدأت هجوماً كبيراً على "طالبان" في عدد من ولايات شمال أفغانستان بينها إقليم بانشير، على بعد 80 كيلومتراً شمال كابول.
ومنذ ذلك الحين، اندلعت الاشتباكات بين جبهة المقاومة الوطنية و"طالبان" وتحدث كل منهما عن مقتل العشرات في صفوف الطرف الآخر، وهي حصيلة يتعذر تأكيدها من مصدر مستقل في هذا الوادي الذي يصعب الوصول إليه.
فرار السكان
وقال لطف الله باري الذي غادر منزله في حصه دوم مع 15 فرداً من عائلته متجهاً إلى كابول لوكالة الصحافة الفرنسية، "تمكنا فقط من أخذ قطعة ملابس واحدة أو اثنتين". وأشار إلى فرار عشرات العائلات من بانشير في الأيام الأخيرة بحثاً عن ملجأ في العاصمة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال فريد أحمد الذي فر من منطقة روخا مع عائلته إلى كابول، "غادر الجميع المنطقة خوفاً".
وأكد أيمال رحيمي، أحد سكان المنطقة، أن "الناس يفرون من مناطق القتال. إنهم خائفون ويهربون حفاظاً على حياتهم".
وقال عبد الحميد خراساني، رئيس الأمن المحلي لدى "طالبان"، إن الاشتباكات توقفت وانسحب عناصر المقاومة الوطنية نحو مقاطعتي بدخشان وبغلان المتجاورتين، مضيفاً أن الوضع في بانشير الآن "طبيعي وهادئ".
آخر حصن ديمقراطي
ويُعد هذا الهجوم الأول لقوات جبهة المقاومة الوطنية منذ سقوط معقل بانشير.
ولم تتمكن جبهة المقاومة الوطنية التي تقدم نفسها على أنها آخر حصن ديمقراطي داخل أفغانستان، من منع "طالبان" التي وصلت إلى السلطة في منتصف أغسطس (آب)، من الاستيلاء على بانشير مطلع سبتمبر (أيلول).
وأسهم أحمد شاه مسعود في شهرة بانشير في ثمانينيات القرن الماضي قبل أن يغتاله تنظيم "القاعدة" في عام 2001.
ولم يسقط وادي بانشير تحت الاحتلال السوفياتي في ثمانينيات القرن الماضي ولا خلال حكم "طالبان" بعد عقد من الزمن في ظل نظامها الأول بين عامي 1996 و2001.