أعربت منظمة الصحة العالمية، الثلاثاء 17 مايو (أيار)، عن قلقها بشأن الأضرار الهائلة، التي قد تلحقها المتحورة "أوميكرون" بالسكان غير الملقحين في كوريا الشمالية، وجددت عرضها للمساعدة بدءاً بتوفير اللقاحات وصولاً إلى المعدات الطبية.
وقال رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي دوري في جنيف إن "منظمة الصحة العالمية تشعر بقلق عميق إزاء خطر انتشار كوفيد-19 بشكل أكبر في كل أنحاء البلاد، خصوصاً أن السكان لم يتلقّوا اللقاحات، وأن عدداً من الأشخاص لديهم تاريخ طبي يعرّضهم للإصابة بالمرض بشكل خطير".
وحتى الآن، لا يبدو أن سلطات بيونغ يانغ استجابت لنداءات الأمم المتحدة، وأقرت منظمة الصحة العالمية بأنها لا تستطيع فعل أي شيء، سوى انتظار الضوء الأخضر لتقديم المساعدة.
وأشار غيبريسوس إلى أن منظمة الصحة العالمية مستعدة لتقديم المساعدة، سواء في شكل لقاحات أو أدوية أو اختبارات وغيرها من المعدات، التي قد يفتقر إليها النظام الصحي الكوري الشمالي المعرض للانهيار بسرعة تحت وطأة الجائحة. كما قدم عرض مساعدة لإريتريا، البلد الآخر الوحيد الذي لم يبدأ بعد تحصين سكانه.
وقالت ماريا فان كيرخوف، المسؤولة عن تنسيق مكافحة "كوفيد-19" في المنظمة، إنه بخلاف ما هو شائع، فإن "أوميكرون ليست حميدة"، إذ يمكن أن تتسبب هذه السلالة وكل متحوراتها الفرعية بحالات من دون أعراض، وكذلك بأشكال حادة من المرض، وحتى يمكن أن تكون مميتة.
صباح الثلاثاء، عبّرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن "قلقها الشديد" من أثر وباء "كوفيد-19" على الأوضاع الإنسانية في هذا البلد.
وقالت إليزابيث ثروسيل، الناطقة باسم المفوضية، في تصريح صحافي بجنيف، إن "القيود الأخيرة بينها وضع الأشخاص في عزلة مشددة، وفرض قيود جديدة على التنقلات، ستترك عواقب وخيمة على هؤلاء الذين يواجهون أساساً صعوبات في تلبية حاجاتهم الأساسية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشجعت المفوضية العليا السلطات الكورية الشمالية على ضمان أن تكون "الإجراءات المتخذة لمكافحة الوباء لا غنى عنها ومتناسبة وغير تمييزية ومحدودة زمنياً، وتحترم القانون الدولي لحقوق الإنسان"، كما أضافت ثروسيل.
وكررت أيضاً دعوة المفوضة السامية ميشيل باشليه، للمجموعة الدولية إلى تخفيف العقوبات عن بيونغ يانغ "لتسهيل المساعدة الإنسانية الطارئة والمساعدات المرتبطة بكوفيد-19".
وقالت ثروسيل "نشجع سلطات جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية على التحدث بشكل عاجل مع الأمم المتحدة لفتح قنوات إنسانية"، و"تسهيل عودة الموظفين الدوليين من الأمم المتحدة ومنظمات أخرى، لتكون قادرة على إيصال المساعدة للفئات الأكثر ضعفاً، وكذلك هؤلاء الذين يقيمون في المناطق الريفية والحدودية".
وسجلت السلطات أكثر من 1.48 مليون إصابة بـ"الحمى" حتى مساء الاثنين، وفق ما أعلنت الوكالة المركزية، بينما وصل إجمالي الوفيات إلى 56 حالة. وقالت إن "663910 أشخاص يخضعون للعلاج الطبي".
وكثفت السلطات حملات التوعية الإعلامية، وزادت مصانع الأدوية إنتاجها، وفق ما أفادت الوكالة. ويشير خبراء إلى أن نظام الرعاية الصحية في كوريا الشمالية يُعدّ من بين الأسوأ عالمياً، في ظل مستشفيات تعاني من نقص التجهيزات، وقلة وحدات العناية المشددة، وعدم وجود أدوية لعلاج المصابين بـكورونا أو إمكانات لإجراء فحوص على نطاق واسع.