أعلن اتحاد القبائل الليبية من تونس مبادرة لحل الأزمة في ليبيا أطلق من خلالها حملة تحت عنوان "لا"، وذلك بتوقيع أكثر من مليوني مواطن ليبي على وثيقة لسحب الشرعية من الأجسام السياسية.
ودعا خلال مؤتمر صحافي عقد في العاصمة تونس إلى تحديد موعد قريب للانتخابات الرئاسية والبرلمانية من دون إقصاء لأي كان وتكليف مجلس القضاء الأعلى لإدارة شؤون البلاد وبحماية الجيش الليبي إلى حين إجراء الانتخابات.
كما أشار اتحاد القبائل الليبية إلى "ضرورة عقد مؤتمر وطني عام يضم ممثلين عن القبائل الليبية، ويكون بحضور منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية والدولية لإعلان رفض الوصاية الدولية والتدخل الأجنبي وإصدار ميثاق وطني ينظم المرحلة الانتقالية ويمهد لبناء الدولة من خلال بعث المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية وجبر الضرر، إلى جانب إنشاء المجلس الأعلى للأمن والدفاع".
سنوات عجاف
وفي تصريح خاص قال نائب رئيس اتحاد القبائل وأستاذ القانون الدستوري فرج طلوبة، إن "السنوات العشر العجاف التي مرت بها ليبيا جعلتنا نسعى إلى تقديم هذه المبادرة"، مواصلاً: "في هذه الظروف الصعبة والخطرة التي يمر بها الشعب الليبي من عبث سياسي تديره آليات الوصاية الدولية من خلال استمرار الصراع والذي كان آخر فصوله ما يحصل الآن في طرابلس بين حكومتي فتحي باشاغا وعبد الحميد الدبيبة. فكل هذه الأجسام السياسية الموجودة في ليبيا تعبث بمقدرات الشعب الليبي، وتسهم في سلب سيادته الوطنية من خلال الدول المتدخلة في الشأن الوطني بعد انهيار الدولة وفرض أجسام سياسية غير متوافقة هدفها تشتيت ليبيا والعبث بالنسيج الاجتماعي واستنزاف ثرواتها الاقتصادية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف طلوبة، أن "الشعب الليبي من خلال قبائله ومكوناته الاجتماعية أثبت للجميع أن الصراع الدائر اليوم لا علاقة له به، وإنما هو صراع بين دول متدخلة في شأن الوطن وبأدوات وأجندات استخباراتية دولية وتنظيمات مؤدلجة عابرة للحدود، وقد أثبت الشعب أنه قادر على الحفاظ على هويته ووحدة وطنه".
أجندات خارجية
وقال نائب رئيس اتحاد القبائل الليبية، "بعد أن منحت القبائل الفرصة لمن أداروا الحياة السياسية في ليبيا طيلة السنوات العشر الماضية لإمكانية بناء الدولة ومؤسساتها إلا أنهم فشلوا في ذلك بسبب تعارض مصالح الأجندات الخارجية التي تحركها، عليه فإن القبائل الليبية من خلال اتحادها قررت إعلان مبادرتها لعودة الوطن وبناء الدولة".
وفي الوقت الذي أعلنت فيه القبائل الليبية مبادرتها هذه قال المكلف بالشؤون الخارجية للاتحاد خالد الغويل، إن "الاتحاد أكد للمجتمع الدولي وبعثة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والإقليمية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي أهمية دعم هذه المبادرة، وذلك من خلال اللقاءات التي قام بها وفد من الاتحاد إلى عدة سفارات لبعثات دبلوماسية في تونس".
كما دعا الاتحاد ممثلي الأطراف الأجنبية خصوصاً المتدخلة في الصراع الليبي إلى إنهاء "القرارات الظالمة" المتخذة بحق ليبيا وهي قرار 1970 وقرار 1973 وإلغاء القيود المفروضة على الشعب وفقاً لأحكام البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة.