استكمالاً لجولته الإقليمية والأوربية، وصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى مدريد، وهي المحطة الرابعة بعد إيران وتركيا وسلوفينيا في زيارة تستمر يومين، يستأنف بعدها جولته على عدد من العواصم الأوروبية، وهي برلين ولندن وباريس ثم سويسرا حيث تقررت مشاركته في "منتدى دافوس الاقتصادي" الذي سيعقد يوم الـ 22 من مايو (أيار) الحالي.
وبحسب وكالة "رويترز" فإن الهدف الرئيس لجولة الأمير القطري، لا سيما الأوروبية، هي مناقشة الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 وأمن الطاقة في أوروبا، ولكن زيارته للعاصمة الإسبانية تناولت التعاون الاقتصادي بين البلدين وملف تأمين الطاقة والغاز، إذ تعمل الدول الأوروبية على إيجاد بدائل لروسيا التي كانت تعتمد عليها بشكل كبير في الإمدادات.
وكان الشيخ تميم زار إيران قبل جولته في خطوة يعتقد أنها ضمن مساعيه إلى لعب دور في أزمة الغرب المزدوجة مع الحرب الأوكرانية والهواجس من البرنامج النووي الإيراني، حيث يشارك الخليج العالم مخاوفه الناجمة عن تطوره لحد تمكين طهران من صنع قنبلة نووية.
استثمار قطري
وفي السياق ذاته، أعلن الشيخ تميم أن جهاز قطر للاستثمار ممثلاً في "صندوق الثروة السيادي القطري" الذي تبلغ أصوله 300 مليار دولار، يعتزم استثمار خمسة مليارات دولار في مشاريع إسبانية.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر حكومي أن الشيخ تميم بن حمد قال في كلمة ألقاها أثناء مأدبة العشاء التي أقيمت في قصر ملك إسبانيا فيليب السادس بمدريد، إن المبلغ يظهر ثقة بلاده في قوة الاقتصاد الإسباني.
ومن المنتظر أن يوقع الشيخ القطري اتفاقاً ثنائياً مع إسبانيا للاستثمار في مشاريع تمولها صناديق التعافي من جائحة "كوفيد-19" التابعة للاتحاد الأوروبي، في أول اتفاق من نوعه بين دولة عضو في الاتحاد ودولة خارجه.
وقالت مصادر حكومية لم تسمها "رويترز" إن الاستثمارات التي تتركز على "مشاريع الاستدامة والتحول إلى التكنولوجيا الرقمية من المقرر أن تنفذ خلال عامين إلى ثلاثة أعوام".
دعم المستثمرين
وتسعى إسبانيا، أكبر متلق لأموال الاتحاد الأوروبي بإجمال 140 مليار يورو (147.53 مليار دولار) نصفها منح، جاهدة إلى الحصول على دعم مستثمرين من القطاعين الخاص والأجنبي لتسريع انتعاشها بعد انكماش قياسي بلغ 11 في المئة خلال العام 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي وقت تسعى فيه مدريد، مثل بقية دول الاتحاد الأوروبي منذ الحرب في أوكرانيا، إلى تنويع إمداداتها من الغاز الطبيعي المسال بهدف خفض الاعتماد على روسيا، تأمل في إطار جهودها لتعزيز اقتصادها بإنشاء مركز للطاقة يتركز على موانئ لاستيراد الغاز الطبيعي المسال وإعادة تصديره، ولدى البلاد طاقة إنتاجية فائضة من الغاز الطبيعي المسال وتأمل بأن تصبح مركز إمداد لدول الاتحاد الأوروبي، إذ تملك مدريد سعة تخزين فائضة في محطات الغاز الطبيعي المسال، ولديها أكبر مصانع في أوروبا لإعادة تحويل الغاز المسال إلى الحال الغازية مرة أخرى.
من جانبه، قال سفير الدوحة لدى إسبانيا عبدالله بن إبراهيم الحمر في مقابلة مع الصحيفة الإسبانية اليومية "20 مينوتوس"، "نحن نعمل عن كثب مع نظرائنا الأوروبيين في شأن إمدادات الغاز الطبيعي المسال الطويلة الأجل للاتحاد الأوروبي، وتطوير البنى التحتية للاستيراد المرتبطة بها".
عدم وجود خطط
وفي سياق متصل، تمتلك شركة الغاز الإسبانية "نيترجي" عقدين مع "قطر غاز" التابعة لشركة قطر للطاقة، وتبلغ كمية كل عقد 0.75 مليون طن سنوياً، أحدهما يسري حتى العام 2024 والآخر حتى العام 2025.
وقال مصدر في الشركة لـ "رويترز" إنه ليست لديها أية خطط فورية لتمديد أو توسيع نطاق الاتفاق. ورفضت شركة "ريبسول" وهي الشركة الإسبانية الأخرى التي تعمل في مجال الغاز التعليق على إمكان أن تبرم عقداً لشراء الغاز القطري.
ونقلت الوكالة عن مصدر في الحكومة الإسبانية أن طموحات مدريد بأن تكون مركزاً للغاز مقيدة بسبب افتقارها إلى قدرة إعادة التصدير نحو الشمال، وأضاف، "في الوقت الحاضر طاقة التصدير لدينا منخفضة، لكن من مصلحتنا أن نضمن إمدادات الغاز".