أطلق الرئيس الفلسطيني محمود عباس برنامجاً وطنياً لإعادة طباعة وتوزيع مئات الكتب التي صدرت في فلسطين قبل النكبة عام 1948 بهدف "تعزيز الرواية الوطنية الفلسطينية وحماية الوجود الفلسطيني وإظهار بأن فلسطين كانت منارة إشعاع حضاري". وخلال إحياء الفلسطينيين الذكرى الـ 74 للنكبة، أعلن عباس عن إعادة طباعة 50 كتاباً صدر قبل عام 48 كدفعة أولى من البرنامج الذي يشمل 1400 كتاب.
مبادرات
ومع أن البرنامج ليس الأول من نوعه، إذ سبقته مبادرات مؤسسات رسمية وأهلية لجمع الموروث الثقافي الفلسطيني وإعادة توزيعه، لكنه الأكبر من نوعه، ويشمل البرنامج إصدار طبعتين لتلك الكتب، الأولى فلسطينية، والثانية عربية للتوزيع في الدول العربية.
"لم تكُن فلسطين أرضاً قاحلة"، كتب الرئيس عباس في مقدمة الكتب التي أعيدت طباعتها، مشيراً إلى أنها "أرض معطاءة، وكان أبناؤها مبدعين في الشعر والقصة والرواية والمسرح والموسيقى والسينما والعلوم الاجتماعية والفكر والفلسفة". وأضاف في المقدمة التي كتبها بخط يده أن فلسطين قبل قيام إسرائيل كانت "تزخر بالمطابع والمكتبات والصحف والمجلات والمسارح ودور السينما والمراكز الثقافية والمدارس والمعاهد"، وأوضح أن البلاد "كانت منارة يهتدي بها الآخرون، ويفِدون إليها طلباً للعلم وللمشاركة في الحياة الثقافية التي كانت تزدهر فيها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
استراتيجية الحكومة الفلسطينية
واعتبر وزير الثقافة الفلسطيني عاطف أبو سيف أن البرنامج يأتي ضمن "استراتيجية الحكومة لتعزيز الرواية الوطنية واسترداد الموروث الثقافي ونشره رقمياً". وأشار أبو سيف لـ"اندبندنت عربية" إلى المعيقات التي تواجه تنفيذ البرنامج كالحصول على النسخ الأصلية من تلك الكتب "على إثر سرقة العصابات الصهيونية للعشرات منها من المكتبات العامة والخاصة، فلسطين كانت مزدهرة بالعلم والثقافة والأدب والعروض الفنية"، مضيفاً أن ذلك "يدحض الرواية الصهيونية حول أن فلسطين كانت أرضاً بلا شعب لشعب بلا أرض".
عواصم ثقافية
وأوضح أبو سيف أن المدن الفلسطينية الرئيسة كحيفا ويافا والقدس كانت قبل النكبة عواصم ثقافية، وتحوي المطابع ودور السينما والمسارح التي كان يقف على خشبتها الفنانون العرب. وأعلن البدء بجمع نحو 75 صحيفة يومية وأسبوعية كانت تصدر في فلسطين قبل عام 48 وطباعتها في موسوعات خاصة بها.
ورأى الشاعر الفلسطيني غسان زقطان أن البرنامج الوطني لإعادة طباعة 1400 كتاب قديم مهم جداً، مضيفاً أن "فلسطين لم تكُن مقفرة من الأدب والثقافة والفن لكن المشروع الثقافي بدأ مع نهاية القرن الـ 19". وأوضح أن "رواد النهضة الفلسطينيين اختلفوا عن نظرائهم في الدول المجاورة بتصديهم للتهديد للهوية الوطنية الفلسطينية من خلال إنتاجهم الأدبي والثقافي"، وأشار إلى وجود مبادرة فردية لإعادة جمع العروض السينمائية والتراث الموسيقي، وقال إن "بريطانيا سلّمت الصهيونية دولة كاملة بمؤسساتها وبشبكة طرق ومواصلات وموانئ ومطارات ونهضة ثقافية وزراعية وصناعية".