شوهدت فيلة تمارس شعائر الحداد بأن تدفع وتركل وتسحب أعضاء نافقين من قطيعها.
وأجرت مجموعة من الباحثين دراسة حول كيفية استجابة الفيلة الآسيوية للموت من خلال دراسة مجموعة كبيرة من مقاطع الفيديو التي صنعها الجمهور على "يوتيوب".
ومن بين ردود الفعل الأكثر شيوعاً، برزت ممارسات الشم واللمس إذ كانت بعض الفيلة تضع خراطيمها على وجه الجيف بينما استخدمت أخرى أقدامها لتهز الفيلة النافقة.
وفي الغالب، تصدر الفيلة أصواتاً ضمن استجابتها على حالة الوفاة. وفي بعض الأحيان، تجمعت بعض مجموعات الفيلة حول جيفة مع إطلاق أصوات من خراطيمها أو إطلاق ضوضاء فوضوية.
وكذلك رصدت سلوكيات أخرى تحدث بصورة أقل تواتراً وندرة. ففي ثلاث مناسبات، ركلت الأمهات بشكل متكرر صغارها النافقة أو تلك التي تحتضر. وشوهدت إناث الفيلة تجر جيف الحيوانات النافقة بخراطيمها. واعتبر العلماء أن ذلك ينم عن وعي تكونه الفيلة بأن الأفراد النافقة لم يعد بوسعها التحرك لوحدها.
ونشرت الدراسة يوم الأربعاء الماضي في مجلة "رويال سوسايتي" Royal Society. وفصلت الدراسة مختلف الاستجابات التي يصنفها علم ظواهر الموت [ثاناتولوجي Thatanology] بأنها ترتبط بحدوث وفاة. وقد رصدت تلك الاستجابات من خلال عشرات الفيديوهات المفتوحة المصدر المتاحة على الإنترنت، خصوصاً في موقع "يوتيوب".
واستطراداً، ذكرت الدكتورة سانجيتا بوخاريل المؤلفة الرئيسة للدراسة، بأن المرة الأولى التي رصدت فيها استجابة الفيلة الآسيوية للموت، جاءت في عام 2013.
وآنذاك، نفقت أنثى فيل كبيرة في السن بسبب إصابتها بعدوى وكانت أنثى فيل أصغر تدور حول الجيفة في دوائر. وأدت أكوام الروث الحديثة الموجودة في الموقع، إلى افتراض أن فيلة أخرى أتت إلى ذلك المكان أخيراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي تصريح إلى صحيفة نيويورك تايمز، أشارت المتخصصة في علم الأحياء وتعمل مع "معهد سميثسونيان للمحافظة على البيولوجيا"، الدكتورة بوخاريل، إلى أنه "حينما رصدنا هذا الأمر، شعرنا بالفضول".
يشار إلى أن بعض السلوكيات التي رصدها العلماء كانت تصل عبر تناقل الأخبار القديمة وحسب. وفي هذا الإطار، أوضحت الدكتورة بوخاريل أنه "كان هنالك قصص ووثائق صحافية تدور حول هذه المسألة، ولكن لم يكن هنالك أبداً وثائق علمية في هذا الاتجاه". وأضافت بوخاريل أن أحد ردود الفعل على الموت تمثلت في حمل جيف صغار الفيلة، وقد "شكلت سلوكاً مفاجئاً". ورصد العلماء في هذا المجال خمساً من إناث الفيلة تحمل جثث صغارها الفيلة النافقة.
ويبرز هذا السلوك أيضاً لدى ثدييات أخرى. إذ رصد الباحثون ذلك السلوك أيضاً لدى القردة والقردة العليا، إضافة إلى الحيتان والدلافين.
وشكلت طبيعة فهم الفيلة للموت نقطة نقاش شائعة خلال السنوات القليلة الماضية. ويعتقد بأن الثدييات الضخمة تملك العلاقات العاطفية الأكثر تعقيداً في مملكة الحيوانات. إذ أظهرت دراسات عديدة أجريت على الفيلة الأفريقية بأن لديها اهتماماً قوياً بالأفراد النافقة من أصنافها، بغض النظر عن العلاقة العائلية التي تربطها.
وكذلك بينت الدكتورة بوخاريل أن الدراسة التي نشرت أخيراً تعتبر الأولى من نوعها التي تركز على الفيلة الآسيوية.
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 20 مايو 2022
© The Independent