في تطور لافت لأزمة الطاقة في أوروبا، أعلنت شركة تشغيل أنظمة الغاز الفنلندية، أن شركة "غازبروم" الروسية أوقفت، السبت 21 مايو (أيار)، صادرات الغاز إلى فنلندا المجاورة، في أحدث تصعيد للنزاع مع الدول الغربية حول طريقة سداد مدفوعات الطاقة.
وقالت شركة "غازغريد فينلاند"، في بيان، إن "واردات الغاز عبر نقطة دخول إيماترا توقفت"، مضيفة أن مصادر أخرى ستوفر الغاز عبر خط أنابيب بالتيكونكتر، الذي يربط فنلندا بإستونيا. و"إيماترا" هي نقطة دخول الغاز الروسي إلى فنلندا.
ويشكل الغاز نحو 8 في المئة فقط من الطاقة المستهلكة في فنلندا، فإن غالبية هذه الكمية في البلد الواقع في شمال أوروبا، مصدرها روسيا، لكن "غازوم" أكدت أنها ستتمكن من الحصول على الغاز من مزودين آخرين، وأنها ستواصل نشاطاتها "بشكل طبيعي".
من جانبها، ووفق بيان، قالت شركة "غازبروم" الروسية، اليوم السبت، إنها أوقفت صادرات الغاز إلى فنلندا المجاورة، في تأكيد لما قالته شركة "غازغريد فينلاند".
أزمة السداد بالروبل
وتطالب شركة "غازبروم" الروسية الدول الأوروبية بأن تدفع ثمن الحصول على الغاز الروسي بالروبل، بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، لكن فنلندا رفضت ذلك.
لكن قرار موسكو بوقف الإمدادات إلى فنلندا يأتي أيضاً في أعقاب إعلان فنلندا التقدم بطلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وتتشارك فنلندا حدوداً مع روسيا تمتد على أكثر من 1300 كيلو متر. وحذرت موسكو، هلسنكي من أن التقدم بطلب رسمي للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "سيكون خطأً فادحاً له تداعيات واسعة النطاق".
يشار إلى أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وقع آخر مارس (آذار) الماضي، مرسوماً يحدد نظاماً جديداً لدفع ثمن إمدادات الغاز الروسي من قبل المشترين من الدول غير الصديقة لروسيا، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي.
وبموجب المرسوم يتوجب على الشركات الأوروبية من الدول غير الصديقة فتح حسابين في بنك "غازبروم بنك" الأول باليورو والثاني بالعملة الروسية الروبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
خطط الاستغناء
وأمس الجمعة، أكدت شركة "غازبروم" الروسية، أنها ستوقف إمدادات الطاقة إلى فنلندا اعتباراً من اليوم السبت. وكانت شركة الغاز الفنلندية قالت في وقت سابق، إنه "من المحتمل توقف إمدادات الغاز الروسي إلى فنلندا بحلول الجمعة أو السبت". وأعلنت أنها لا تقبل مطالب "غازبروم" بالتحول إلى التسويات بالروبل الروسي، بالتالي لن تسدد مدفوعات بالروبل أو وفقاً لآلية الدفع التي اقترحتها الشركة الروسية. وأشارت إلى أن الجانب الفنلندي قرر إحالة عقد توريد الغاز الطبيعي إلى التحكيم.
وكانت "غازبروم إكسبورت"، قد طالبت الدول الأوروبية بالدفع بالروبل، مقابل إمدادات الغاز الروسي بسبب العقوبات المفروضة على موسكو بسبب الحرب في أوكرانيا، لكن فنلندا ترفض ذلك. وفي أبريل (نيسان) الماضي، فرضت "غازبروم" أن يسدد الدفع لصادرات الغاز الروسي بالروبل بدلاً من اليورو، فإن "غازوم" رفضت هذا الطلب وأعلنت، الثلاثاء، أنها لجأت إلى القضاء.
وفيما أوقفت روسيا ضخ الغاز، لكن "غازوم" الفنلندية، أكدت أنها ستتمكن من الحصول على الغاز من مزودين آخرين، وأنها ستواصل نشاطاتها "بشكل طبيعي"، حيث كشفت فنلندا، عن خطط للاستغناء عن الغاز الروسي الشتاء المقبل، معلنة أنها استأجرت مع جارتها إستونيا لمدة عشر سنوات محطة عائمة لإعادة تحويل الغاز الطبيعي المسال إلى غاز.
وسبق لشركة "غازبروم" الروسية، أن قطعت إمدادات الغاز عن دول عدة رفضت الدفع بالروبل لكي لا تدعم الاقتصاد الروسي خلال حرب أوكرانيا ومنها بولندا وبلغاريا. وجاء الإعلان بعد أيام قليلة من تعليق صادرات الكهرباء الروسية إلى فنلندا، بسبب متأخرات في السداد.
وقررت فنلندا والسويد المجاورة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا، واعتبرتا أن موسكو تشكل تهديداً لهما، فيما كان البلدان قد اختارا نهج عدم الانحياز لعقود، خصوصاً خلال الحرب الباردة.