اعترف مسؤول في الكرملين بأن العقوبات الغربية تعطّل حسن سير الاقتصاد الروسي، وقد أبلغ وزير النقل فيتالي سافيلييف وسائل إعلام حكومية أن الإجراءات العقابية "دمرت تقريباً" الخدمات اللوجستية التجارية الروسية، وفق وكالة "إنترفاكس".
وقال الوزير إن روسيا مجبرة على البحث عن طرق تجارية بديلة، بما يشمل الممر الشمالي الجنوبي المتوجه من موسكو عبر آسيا الوسطى إلى الهند.
وأضاف السيد سافيلييف، "لقد دمرت العقوبات المفروضة على الاتحاد الروسي اليوم الخدمات اللوجستية في بلدنا كله تقريباً، ونحن مضطرون إلى البحث عن ممرات لوجستية جديدة".
وعطلت العقوبات التجارية المفروضة من البلدان الأوروبية كثيراً من التجارة الروسية التي كانت تجري على الطريق المعتادة الممتدة من سانت بطرسبرغ وحول أوروبا وعبر قناة السويس، فشركات الشحن الثلاث الكبرى على مستوى العالم، وهي "إم إس سي" و"ميرسك" و"سي إم إيه سي جي إم" ممنوعة كلها من الاتجار مع روسيا بسبب العقوبات.
وقال السيد سافيلييف إن روسيا يمكن أن تتحول إلى الممر الشمالي الجنوبي للتخفيف من مشكلاتها التجارية، والممر هو طريق عبور لنقل البضائع بين الهند وإيران وأفغانستان وأذربيجان وروسيا وآسيا الوسطى وأوروبا من طريق السفن والسكك الحديد والطرق البرية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال سافيلييف إن روسيا يمكنها الاستفادة من موانئ أستراخان وأوليا ومحج قلعة الواقعة على بحر قزوين، على الرغم من أنه حذّر من أن الموانئ قد لا تكون قادرة على استيعاب حجم التبادل التجاري الذي كان يتم سابقاً عبر الطريق الاعتيادي.
لقد أصبحت آسيا مهمة أكثر فأكثر بالنسبة إلى السوق الروسية خلال السنوات الأخيرة مع فرض البلدان الغربية على موسكو جولات متتالية من العقوبات التي تستهدف اقتصادها.
وارتفعت القيمة الإجمالية للواردات والصادرات مع الصين بأكثر من 50 في المئة بين العام 2014، عندما فُرضت على روسيا عقوبات بسبب ضم شبه جزيرة القرم، والعام 2021.
وقد رفضت كلّ من الصين، وهي أولّ أكبر اقتصاد آسيوي، والهند، وهي ثالث أكبر اقتصاد آسيوي، قطع العلاقات مع روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، وتعتزم الهند زيادة البضائع المشحونة إلى روسيا بمقدار ملياري دولار، وفق وكالة "بلومبيرغ".
وفي الأسبوع الماضي ساومت روسيا الغرب حول العقوبات، فالحصار الروسي للموانئ الأوكرانية يدفع الأسعار العالمية للأغذية صعوداً مع عدم تمكن البلد الذي يُعد من بين أكبر بلدان العالم المصدرة للحبوب من الوصول إلى الأسواق الأجنبية.
وتحذر الأمم المتحدة من أن العالم يواجه أزمة غير مسبوقة مع انتشار الجوع في البلدان الأفقر، وبروز خطر الاضطراب السياسي حتى في البلدان الأغنى مع تراجع إمدادات الأغذية.
وأفادت روسيا بأنها لن ترفع الحصار الذي تفرضه على الموانئ الأوكرانية إلا في مقابل التخفيف من العقوبات، ورداً على ذلك أعلنت الولايات المتحدة أن روسيا تستخدم النواقص في الأغذية سلاحاً لاتخاذ العالم رهينة.
© The Independent