الاتحاد الفلسطيني يشهر "البطاقة الحمراء" لجميع أندية غزة

بعد اقتراب وصول دوري كرة القدم في قطاع غزة إلى النهائيات، استعداداً للمنافسة على كأس فلسطين، أشهر "الحكم" هذه المرة "البطاقة الحمراء" في وجه جميع الأندية واللاعبين، في قرار اتخذه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، يتمثل في إلغاء البطولة بين أندية القطاع.

وتعد بطولة كأس فلسطين الأولى من حيث الأهمية، ويشارك فيها جميع الأندية المحلية في الضفة الغربية وقطاع غزة. وتقام في كل عام سلسلة مباريات بين الأندية في القطاع والبالغ عددها 65، لاختيار الفريق الفائز في بطولة كأس غزة، ومثلها في الضفة الغربية، من أجل اختيار الفائزين في كلتا المنطقتين، تمهيداً لمباراة نهائية تجمع الفريقين لتحديد هوية حامل كأس فلسطين لكرة القدم.

حرمان غزة للمرة الثالثة

لكن هذه الموسم، اتخذ الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم قراراً يقضي بإلغاء بطولة كأس غزة، وبحسب الأندية واللاعبين في القطاع، من المقرر تنظيم الدوري بشكله المعتاد في الضفة الغربية فقط، والاستثناء يأتي لغزة وحدها.

ويعتبر هذا الموسم الثالث توالياً، الذي يحرم فيه لاعبو غزة من المشاركة بمباريات الكأس، ففي موسمي 2020 و2021 جاء حرمانهم بقرار من اتحاد كرة القدم الفلسطيني، الذي ألغى بطولة القطاع، أما في موسم 2019 فمنعت إسرائيل فريق غزة من المشاركة في بطولة كأس فلسطين المقامة الضفة الغربية.

تسليم مذكرة للفيفا

قرار إلغاء المنافسة بين الأندية على بطولة كأس غزة، صاحبه غضب الجماهير والاتحادات الرياضية، مطالبين الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بالضغط على ممثلي الرياضة في فلسطين من أجل التراجع عن الإلغاء، فضلاً عن تسليم مندوبها مذكرة شاملة حول ما وصفوه بممارسات فلسطينية في تحجيم لاعبي كرة القدم في غزة، وذكروا كذلك انتهاكات إسرائيلية طاولت الرياضة الفلسطينية، وتبع ذلك وقفات احتجاجية داخل الصالات الرياضية.

واعتبر الرياضيون في غزة، أن هذا الإلغاء يعد مخالفة، لقرار انتزعه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم من "فيفا" بالعمل مع إسرائيل من أجل السماح لإقامة بطولة كأس فلسطين. وأن هذه الخطوة "ضربة البداية" التي ركلها أكبر ممثل لكرة القدم ضدهم، واعتبروا أن هذه الخطوة فيها نوع من التمييز بين أندية الضفة الغربية وقطاع غزة.

استخفاف بلاعبي غزة

ممثلاً عن أندية غزة، قال المدرب عبد الكريم الشيخ خليل، إن اتحاد كرة القدم الفلسطيني يستخف بلاعبي غزة، واتخذ قرار إلغاء بطولة رسمية ينتظرها الجميع من دون إجراء أي اجتماع مع الأندية، التي عارضت هذا القرار.

وبحسب الشيخ خليل، فإن اتحاد كرة القدم يحرم لاعبي غزة من المشاركات الخارجية والتمثيل الدولي في الفريق الفلسطيني، ويمارس بحقهم أجندة غير ثابتة، إذ تلعب الأندية في القطاع من دون أي حوافز.

إلغاء كأس فلسطين

بدوره، قال نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، إبراهيم أبو سليم، إن "سبب إلغاء بطولة كأس فلسطين يعود إلى استحقاقات والتزامات المنتخب الوطني في الخارج على المستوى العربي والآسيوي، لذلك لا يوجد مجال لتنظيم هذه البطولة، لأن معظم لاعبي الأندية يشاركون مع المنتخب الوطني في الخارج".

وبحسب المسؤول الرياضي، فإن إلغاء البطولة الفلسطينية يشمل كذلك الضفة الغربية، وليس فقط قطاع غزة، كما يشاع، وهذا يعني أن الإلغاء ليس على كأس غزة، إنما على كأس فلسطين.

هذا التبرير، أثار استغراب الرياضيين في غزة. وقال المدرب عبد الكريم الشيخ خليل إنه لا يوجد أي لاعب من غزة يشارك في المنتخب الوطني خارجياً، ليس هذه المرة فقط، بل على مدار سنوات طويلة، لذلك يعد السبب الذي يتذرع به اتحاد كرة القدم غير منطقي، وإقامة بطولة كأس غزة لن يؤثر في المنتخب الوطني، الذي لا يشارك معه لاعبون من القطاع.

ويولي قطاع غزة الرياضة اهتماماً كبيراً، فانضم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى الـ"فيفا" في عام 1998، وتمكن رياضيو القطاع من تمثيل بلادهم في بطولات عدة، فوصل منتخب كرة القدم إلى بطولة كأس آسيا، وفازت فلسطين بمشاركة فرق غزة ببطولة المجموعة المؤهلة إلى كأس آسيا، وحصدت الميدالية البرونزية على المستوى القاري في كرة الطائرة.