فقدت مجموعات الطاقة، التي تركز على المملكة المتحدة، هذا الأسبوع، مليارات عدة من قيمتها بعد أن هددت خطط ضرائب النفط والغاز الحكومية المفاجئة بتراجع مزودي الطاقة الآخرين، إذ خسرت سبع مجموعات مدرجة في لندن خلال الأسبوع الماضي أكثر من أربعة مليارات جنيه استرليني (خمسة مليارات دولار) من القيمة الإجمالية لها.
شركة "سيريسا إنيرجي"، وهي منتج في بحر الشمال، تراجعت بنسبة 24 في المئة منذ يوم الجمعة الماضي، بينما انخفضت "إنكويست" بنسبة 17 في المئة، و"هاربر" 15 في المئة. وانخفض سهم "سينتريكا"، المالك البريطاني للغاز، الذي يعمل في بحر الشمال ويشارك أيضاً في ملكية محطات نووية، بنسبة 12 في المئة. كما تضرر مالكو محطات الطاقة الأخرى، إذ انخفض سهم "دراكس" بنسبة 18 في المئة، ومؤشر "أس أس أي" ثمانية في المئة، و"غرين كوت" أربعة في المئة. وانخفض الرأسمال السوقي المجمع لشركات الطاقة بما يزيد قليلاً على أربعة مليارات جنيه استرليني.
حال من عدم اليقين
يعتقد المحللون في "جيفريز" أنه ينبغي لعمالقة الطاقة العالمية مثل "بريتيش بيتروليوم" و"شل" أن ترى "تأثيراً محدوداً" فقط، وعلى الرغم من عدم الإعلان عن خسائرهما، فقد انتقدت كلتا الشركتين الضريبة. وقالت "شل"، أكبر شركة نفط في أوروبا، أمس، إن "الضريبة في شكلها الحالي تخلق حالاً من عدم اليقين في شأن مناخ الاستثمار في نفط وغاز بحر الشمال خلال السنوات المقبلة".
وزير الخزانة البريطاني ريشي سوناك ادعى أن تغييراته الضريبية، التي من المتوقع أن تجمع خمسة مليارات جنيه استرليني (6.3 مليار دولار) على مدى الـ12 شهراً المقبلة، من شأنها "تشجيع الاستثمار، وليس ردعه" بسبب قواعد الإعفاء الضريبي التي تعني أنه "كلما زادت استثمارات الشركة قلت الضرائب المدفوعة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مع ذلك، لا يمكن للشركات المطالبة إلا بالإعفاء من الاستثمار في النفط والغاز، على الرغم من أن "شل" و"بريتيش بتروليوم" قالتا إنهما تنويان تركيز غالبية خططهما الاستثمارية المجمعة البالغة 43 مليار جنيه استرليني (54.3 مليار دولار) في المملكة المتحدة عبر عقد على الطاقة منخفضة الكربون. وقالت "شل"، "على المدى الطويل، لا تمتد الإعفاءات الضريبية المقترحة للاستثمار إلى نظام الطاقة المتجددة الذي نريد المضي قدماً بشأنه في المملكة المتحدة، والاستثمار فيه بشكل كبير للغاية". وأضافت، "عند وضع الخطط للعقد المقبل وما بعده نحتاج إلى اليقين".
كابوس دموي
استسلم كثيرون في صناعة النفط والغاز لضريبة غير متوقعة، لكنهم فوجئوا بصرامة الإجراءات التي تم الإعلان عنها وطبيعتها المفتوحة. ووصف أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط ذلك بأنه "كابوس دموي"، وأسوأ ما رأوه منذ عقود. وقالت شركة "بريتيش بتروليوم" إن خططها لن تتأثر بضريبة غير متوقعة. وقالت إنها ستراجع الآن خططها الاستثمارية في بحر الشمال لأن النظام الجديد لم يكن "ضريبة لمرة واحدة. إنه اقتراح متعدد السنوات".
ولن يسمح للشركات باستخدام الخسائر الضريبية للسنة السابقة أو تكاليف إيقاف التشغيل لتقليل فاتورتها الضريبية، وسيتم إلغاء الضريبة تدريجياً في حال عادت أسعار النفط والغاز إلى مستويات طبيعية، أو بحلول نهاية عام 2025. وقالت نيفان بوروجيد، من "وود ماكينزي"، وهي شركة استشارية، "ليس من المؤكد ما هذه المستويات، وسيظل عدم اليقين المالي في المملكة المتحدة قضية رئيسة للمستثمرين".
من جانبه، اقترح معهد الدراسات المالية أن الإعفاء الضريبي للاستثمار في بحر الشمال قد يكون سخياً للغاية ويشجع "المشاريع غير القابلة للتطبيق اقتصادياً". وقال ستيوارت آدم، كبير الاقتصاديين لـ"التايمز"، "الخصم الفائق الجديد يعني أن استثمار 100 جنيه استرليني (126.2 دولار) في بحر الشمال سيكلف الشركات 8.75 جنيه استرليني (11 دولاراً) فقط، بينما تدفع الحكومة التكلفة المتبقية، بالتالي يمكن أن يظل الاستثمار الخاسر الهائل مربحاً بعد خصم الضرائب".