قال مسؤولون إن القوات الأوكرانية تتصدى الأحد 29 مايو (أيار)، لهجوم روسي على سيفيرودونيتسك، أكبر مدينة تسيطر عليها القوات الأوكرانية في منطقة دونباس بالشرق، لكنها واجهت كذلك زخات من قذائف المدفعية الثقيلة.
وأشارت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إلى أن القتال في مدينة سيفيرودونتسك ما زال مستمراً مع قيام القوات الروسية بعمليات هجومية أمس السبت. وأضافت في بيان عبر صفحتها على "فيسبوك"، "شنت القوات الروسية عمليات هجومية في منطقة مدينة سيفيرودونتسك باستخدام المدفعية.
في المقابل، نقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع الروسية قولها، الأحد، إن صواريخ روسية دمرت ترسانة أسلحة ضخمة تابعة للجيش الأوكراني في مدينة كريفي ريه بوسط أوكرانيا. ونسبت "تاس" للوزارة قولها إن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت طائرة مقاتلة أوكرانية "سوخوي-25" في منطقة دنيبرو.
قصف مكثف
قال سيرغي غايداي، حاكم منطقة لوغانسك، إن القصف مكثف لدرجة أنه لم يعُد من الممكن تقييم أحدث الخسائر والأضرار، فيما دمرت عشرات المباني في الأيام القليلة الماضية. وأضاف أن "الوضع تصاعد بشدة".
وحثت الحكومة الأوكرانية الغرب على تزويدها بأسلحة أبعد مدى من أجل إحداث تحول في اتجاه الحرب، التي دخلت شهرها الرابع.
وأصبحت معركة سيفيرودونيتسك، التي تقع على الجانب الشرقي لنهر سيفرسكي دونيتس، محور اهتمام روسيا، التي تحقق مكاسب كبيرة، وإن كانت بطيئة، في منطقة دونباس التي تضم إقليمي لوغانسك ودونيتسك.
وركزت روسيا القصف على منطقة صغيرة على عكس ما قامت به في المراحل المبكرة من الصراع، عندما كانت قواتها منتشرة على نطاق واسع بكثافة قليلة.
هجوم دموي يائس
قال محللون من معهد دراسات الحرب في واشنطن إن الروس لم يتمكنوا بعد من تطويق المدينة، وإن المدافعين الأوكرانيين كبدوهم "خسائر فادحة".
أضاف المحللون في بيان أن الأوكرانيين أنفسهم تكبدوا خسائر جسيمة كذلك. وأشاروا إلى أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تسبب في معاناة مروعة للأوكرانيين، ويطالب شعبه بتضحيات هائلة في محاولة للسيطرة على مدينة لا تستحق هذا الثمن الباهظ، حتى بالنسبة إليه".
وأدى تركيز روسيا على سيفيرودونيتسك إلى تحويل الموارد من جبهات قتال أخرى، لذلك لم يحققوا مكاسب بمناطق أخرى.
وأوضح المحللون أن الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا، الذي كان يهدف إلى السيطرة على البلد بكامله واحتلاله، تحول إلى هجوم دموي يائس للسيطرة على مدينة واحدة في الشرق مع الدفاع عن مكاسب مهمة ولكن محدودة في الجنوب والشرق.
"أرسلوا السلاح"
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن الوضع العسكري في دونباس، التي يسيطر انفصاليون مدعومون من روسيا على أجزاء منها، معقد للغاية. أضاف أن الدفاعات صامدة في بعض المناطق، منها سيفيرودونيتسك وليسيكانسك.
وأكد زيلينسكي أن "الوضع صعب بدرجة لا توصف وأشعر بالامتنان لكل من تحملوا هذا الهجوم". وأبدى أمله في أن تزوده الدول الحليفة بالسلاح المطلوب بشدة. وقال إنه يتوقع "أخباراً طيبة" في الأيام القليلة المقبلة.
وبدأت أوكرانيا بتلقي صواريخ "هاربون" المضادة للسفن من الدنمارك ومدافع "هاوتزر" الأميركية ذاتية الدفع، وفقاً لما ذكرته وزارة الدفاع أمس السبت.
متى توافق روسيا على المحادثات؟
وفي مقابلة تلفزيونية، قال زيلينسكي إنه يعتقد أن روسيا ستوافق على المحادثات إذا كان بإمكان أوكرانيا استعادة كل الأراضي، التي فقدتها منذ بدء العملية العسكرية في 24 فبراير (شباط).
ومع ذلك، استبعد زيلينسكي فكرة استخدام القوة لاستعادة كل الأراضي التي خسرتها أوكرانيا أمام روسيا منذ عام 2014، والتي تتضمن كذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في ذلك العام.
وقال "لا أعتقد أنه يمكننا استعادة كل أراضينا بالوسائل العسكرية. إذا قررنا السير على هذا النحو، فسوف نفقد مئات الآلاف من الناس".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قاذفات صواريخ متعددة الفوهات
مستشار الرئيس والمفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك دعا مجدداً إلى تسليم بلاده قاذفات صواريخ متعددة الفوهات بعيدة المدى أميركية الصنع.
وقال مسؤولون أميركيون إن إرسال مثل هذه الأنظمة يتم النظر فيه بجدية، ومن المحتمل اتخاذ قرار خلال الأيام المقبلة.
وكتب بودولياك على "تويتر"، "من الصعب القتال عندما تتعرض للهجوم من على بعد 70 كيلومتراً وليس لديك ما تردّ به. نحتاج إلى أسلحة فاعلة".
لا يمكن الوثوق بأي اتفاق مع روسيا
وقال بودولياك إنه لا يمكن الوثوق بأي اتفاق مع روسيا، مضيفاً أن القوة وحدها هي التي يمكنها وقف الاجتياح الروسي، وكتب في رسالة على تطبيق "تلغرام"، "أي اتفاق مع روسيا لا يساوي شيئاً. هل يمكن التفاوض مع بلد يكذب دائماً باستخفاف وبأسلوب دعائي؟".
وتبادلت موسكو وكييف الاتهام بالمسؤولية عن تعثر محادثات السلام، وكانت آخر جولة مفاوضات مباشرة معروفة بين الجانبين في 29 مارس (آذار). وقال الكرملين، في وقت سابق من هذا الشهر، إن أوكرانيا لا تظهر أي رغبة بمواصلة محادثات السلام، في حين اتهم مسؤولون في كييف روسيا بالمسؤولية عن عدم إحراز تقدم.
ذريعة واهية
وتقول روسيا إنها تشن "عملية عسكرية خاصة" لنزع السلاح من أوكرانيا وتخليصها من القوميين الذين يهددون الناطقين بالروسية هناك، فيما تقول كييف ودول غربية إن مزاعم موسكو ذريعة واهية لشن حرب.
وقتل بسبب الحرب آلاف الأشخاص، منهم كثير من المدنيين، كما نزح ملايين عدة، سواء إلى مناطق آمنة داخل البلاد أو إلى الخارج.