اتهم قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي من سماهم الـ "صهاينة" بالوقوف خلف اغتيال العقيد صياد خدايي بالرصاص في طهران خلال وقت سابق من مايو (أيار) الحالي، وذلك في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني للحرس اليوم الإثنين.
وقال سلامي إن صياد خدايي قضى "على يد أشقى الأشقياء، أي الصهاينة، وإن شاء الله سنثأر لدماء الشهيد".
وفي تصريحات أوردها موقع "سباه نيوز" فإن قائد الحرس لم يستخدم عبارة "النظام الصهيوني" التي تستخدم في الخطاب الرسمي الإيراني للإشارة مباشرة إلى إسرائيل.
إسرائيل تحذر مواطنيها
من جانبها، حذرت إسرائيل مواطنيها، الإثنين، من السفر إلى تركيا، مشيرة إلى تهديدات إيرانية بالانتقام لاغتيال عقيد في الحرس الثوري الأسبوع الماضي.
وقال مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في بيان إن طهران قد تسعى إلى إلحاق الأذى بالإسرائيليين في تركيا، ووصفها بأنها "دولة شديدة الخطورة".
وتعد تركيا وجهة سياحية شهيرة للإسرائيليين، ويعمل البلدان على إصلاح العلاقات بينهما بعد أكثر من عقد من التوتر.
واتهمت إسرائيل خدايي بالتخطيط لهجمات ضد إسرائيليين في مختلف أنحاء العالم.
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي يشرف على جهاز المخابرات (موساد) التعليق على الاغتيال، لكن بينيت قال أمس الأحد إن طهران "ستدفع ثمن التحريض" على مهاجمة الإسرائيليين.
إسرائيل تعلن مسؤوليتها
أبلغت إسرائيل الولايات المتحدة مسؤوليتها عن اغتيال خدايي، وفق ما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، الأربعاء 25 من مايو.
ونقلت صحيفة "نيويوك تايمز"، عن مسؤول مطلع في الاستخبارات، أن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة أنها تقف خلف اغتيال خدايي".
وقال المصدر، الذي تحدث للصحيفة شرط عدم الكشف عن اسمه، إن إسرائيل أبلغت السلطات الأميركية أن الاغتيال يهدف إلى توجيه تحذير لإيران لوقف عمليات مجموعة سرية ضمن "فيلق القدس" الموكل بالعمليات الخارجية في الحرس الثوري.
الثأر "أمر حتمي"
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أكد اليوم الإثنين الـ 23 من مايو، أن الثأر للضابط في الحرس الثوري الإيراني صياد خدايي "أمر حتمي".
وقال رئيسي، وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء "مهر" الإيرانية بنسختها العربية، "ليس لدي شك في أن الانتقام لدماء هذا الشهيد العظيم من أيدي المجرمين أمر حتمي".
وقتل ضابط برتبة عقيد في الحرس الثوري عندما أطلق مسلحان يستقلان دراجة نارية النار عليه شرق طهران، وحمّل الحرس الثوري الولايات المتحدة وإسرائيل مسؤولية العملية.
ويعد اغتيال خدايي أبرز هجوم يستهدف شخصية إيرانية على أراضي الدولة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، حين قتل العالم النووي محسن فخري زادة بإطلاق نار استهدف موكبه قرب العاصمة، في عملية اتهمت طهران بها عدوتها اللدودة إسرائيل.
وقال رئيسي، "لا شك في أن يد الغطرسة العالمية لها علاقة بهذا الاغتيال". وأضاف، "أؤكد الملاحقة الجادة لمرتكبي هذه الجريمة من قبل المسؤولين الأمنيين".
آلاف المشيعين
وشارك آلاف الإيرانيين من الرجال والنساء الثلاثاء الماضي في مراسم تشييع صياد خدايي، مرددين شعارات تندد بالولايات المتحدة وإسرائيل.
ونعى "الحرس الثوري" صياد خدايي واصفاً إياه بـ "الشهيد"، ومحملاً المسؤولية لعناصر مرتبطين بـ "الاستكبار العالمي"، في إشارة إلى الولايات المتحدة وحلفائها، تتقدمهم إسرائيل العدو الإقليمي اللدود لإيران.
وأكد "الحرس الثوري" أن صياد خدايي كان من "المدافعين عن المراقد المقدسة"، وهي العبارة المستخدمة للإشارة إلى أفراده الذين أدوا مهمات في نزاعي سوريا والعراق.
وتؤكد طهران وجود عناصر من قواتها المسلحة بصفة استشارية في كل من العراق لمواجهة العناصر "التكفيرية" مثل تنظيم "داعش"، وفي سوريا لمساندة قوات الرئيس بشار الأسد في مواجهة المجموعات المسلحة في النزاع الدائر منذ 2011.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
من كوادر "فيلق القدس"
وكشف التلفزيون الرسمي، الثلاثاء، عن أن صياد خدايي كان من كوادر "فيلق القدس" الموكلة إليه العمليات الخارجية في الحرس الثوري، وهو من مواليد العام 1972 في محافظة أذربيجان الشرقية بشمال غربي إيران.
وشارك في التشييع قادة عسكريون بينهم قائد "الحرس الثوري" حسين سلامي، وقائد "فيلق القدس" العميد إسماعيل قاآني.
وأمّ الصلاة على الجثمان إمام جمعة طهران كاظم صديقي قبل أن يتم نقله على متن عربة عسكرية تحمل صورته من ساحة الإمام الحسين إلى ساحة الشهداء القريبة من مكان اغتياله.
ورافق المشيعون النعش الذي لُف بالعلم الإيراني، وتدافع كثيرون للمسه وسط تأثر بالغ مرددين عبارات "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، بينما رفع بعضهم رايات كتب عليها "يا حسين".
ورفع مشيعون صور صياد خدايي بالزي العسكري، بينما حمل آخرون صور ضحايا "حرب الدفاع المقدس"، أي الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988).
ورفعت على طريق مسيرة النعش لوحات كتب فيها "انتقام سخت" (الثأر الشديد)، تضمنت أيضاً صورة اللواء قاسم سليماني القائد السابق لـ "فيلق القدس" الذي اغتيل بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع العام 2020.