أعلن مسؤول كبير في الإدارة الموالية لموسكو بمدينة "خيرسون" الأوكرانية والخاضعة لسيطرت القوات الروسية عن بدء تصدير الحبوب إلى روسيا يوم الإثنين، في خطوة من شأنها أن تغضب كييف وتعمق المخاوف المرتبطة بأزمة غذاء عالمي وشيكة.
وفي تصريحات إلى وكالة "تاس" الروسية TASS، أشار كيريل ستريموسوف المسؤول في إدارة "خيرسون" إلى أنه " لدينا مكان لتخزين الحبوب، لكن الإنتاج في المنطقة كبير، ويعمل الناس هنا على تصدير حبوبهم جزئياً واتفقوا مع الشارين في الجانب الروسي".
ومنذ بدء الحرب في الـ 24 من فبراير (شباط) 2022، فرضت روسيا حصاراً على الموانئ البحرية الأوكرانية كافة، وأعاقت حركة تصدير الحبوب، وبالتالي خلّف هذا الأمر أثراً في أسعار الغذاء العالمية وتسبب بانعدام الأمن الغذائي، وأثر سلباً بالشعوب الضعيفة إلى حد كبير.
وإضافة إلى فرض حصار على المسارات البحرية للبلاد، اتهمت أوكرانيا جارتها روسيا بالذهاب أبعد من ذلك وصولاً إلى سرقة حبوبها وقمحها.
وفي هذا السياق أظهرت صور التقطتها الأقمار الاصطناعية بين الـ 19 والـ 21 من مايو (أيار) الحالي سفينتي نقل بضائع روسيتين في القرم محملتين بالمحاصيل، ومن غير الواضح إذا ما كانت السفينتان تحملان سلعاً مسروقة، بيد أن سرقة المحاصيل في أوقات الحروب تعتبر سلاحاً شائعاً.
وفي سياق متصل، حذر الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي خلال حديثه أمام "المنتدى الاقتصادي العالمي" في مدينة دافوس السويسرية الأسبوع الماضي، من حصول كوارث مجاعة وجوع، وكذلك اتهم روسيا بفرض حصار على أوكرانيا ومنعها من تصدير 22 مليون طن من المنتجات الغذائية.
وبحسب تقرير نشرته وزارة الزراعة الأميركية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، أنتجت أوكرانيا حوالى 80 مليون طن من الحبوب، بما في ذلك القمح والذرة والشعير، ومن المتوقع أن تصدر هذا العام أقل من نصف هذه الكمية، وتمثل أوكرانيا مع روسيا معاً حوالى 30 في المئة من صادرات القمح العالمية.
ومن غير الواضح إن كانت الحبوب الموجودة في "خيرسون" ستصدر إلى الخارج أو ستستخدمها روسيا محلياً، وفي كلتا الحالتين من المؤكد أن أوكرانيا لن تستفيد منها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي اتصال هاتفي يوم السبت الماضي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الزعيمين الأوروبيين أن روسيا مستعدة لشحن الحبوب العالقة في أوكرانيا.
وتعتبر منطقة "خيرسون" الواقعة شمال شبه جزيرة القرم المدينة الرئيسة الوحيدة التي وقعت في أيدي القوات الروسية منذ أن أعطى بوتين الأوامر بحرب أوكرانيا. ويوم الأحد الفائت أطلق الجنود الأوكرانيون هجوماً مضاداً في معركة شرسة من أجل المدينة المتنازع عليها.
وبتاريخ الـ 11 من مايو صرّح ستريموسوف لوسائل الإعلام الروسية الرسمية بأن الحكومة المحلية ستطلب من بوتين ضم المنطقة إلى روسيا مع حلول أواخر العام 2022، وآنذاك أفاد بأنه "لن يحصل أي استفتاء".
وأضاف، "مع الوقت سنتخلى عن الدولار بشكل تام وسنوقف كلياً اعتماد الـ (هريفنا) (العملة الأوكرانية) على الدولار، وننتقل إلى اعتماد نظام الروبل على غرار ما فعلوا في شبه جزيرة القرم".
وفي غضون ذلك أعلن بوتين أن روسيا مستعدة لتسهيل تصدير الحبوب من المرافىء الأوكرانية من دون أي عوائق بالتعاون مع تركيا، وفق ما رشح عن محادثات أجراها الكرملين مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وعن اتصال بوتين بأردوغان، أورد الكرملين أنه "خلال المحادثات في شأن الوضع في أوكرانيا سُلط الضوء على تأمين الملاحة الآمنة في البحر الأسود وبحر أزوف وإزالة خطر الألغام في مياههما، وشدد فلاديمير بوتين على استعداد الجانب الروسي لتسهيل الشحن البحري للسلع دونما أي عوائق بالتعاون مع الشركاء الأتراك، وينطبق هذا الأمر أيضاً على تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية".
وبحسب مصادر الكرملين، فقد أضاف بوتين أنه في حال رفع العقوبات فمن المحتمل أن تعمد روسيا إلى "تصدير كميات ضخمة من الأسمدة والمنتجات الزراعية".
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 31 مايو 2022
© The Independent