أعلنت إدارة الأمن والشرطة في محافظة المهرة أقصى شرق اليمن، ضبط ستة من مهربي المخدرات في سواحل المحافظة الشرقية يحملون الجنسية الإيرانية.
ونقل موقع المهرة الرسمي عن مصدر في أمن المحافظة، أن نجاح عملية ضبط المهربين كان ثمرة عملية رصد ومتابعة دقيقة استمرت نحو شهر، وتمكن على أثرها رجال البحث الجنائي من ضبط "مركب بحري على متنه ستة بحارة إيرانيي الجنسية، يجلبون الموت إلى اليمن من خلال تصدير أخطر أنواع المخدرات (الشبو/ الكريستال)، الذي تم تصنيفه بأنه الأشد فتكاً من بين أنواع المخدرات".
وتوعد نائب مدير الأمن والشرطة في المهرة أحمد رعفيت "بملاحقة عصابة تجار الموت الذين يقومون بجلب وبيع المخدرات، حتى القضاء على هذه الآفة"، كاشفاً عن إطلاق حملة أمنية وعسكرية تشارك فيها كل الأجهزة الأمنية لمحاربة الاتجار بالمخدرات بدعم من السلطة المحلية.
وكانت إيران قد نفت في أكثر من مناسبة علاقتها بعمليات التهريب إلى اليمن، على الرغم من الاتهامات التي تطالها من الحكومة اليمنية ودول الإقليم.
إغراق اليمن بالمخدرات
وعلق وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية معمر الإرياني، على ضبط ستة من مهربي المخدرات الإيرانيين، بالقول "إن النظام الإيراني لم يكتفِ بتهريب الصواريخ الباليستية والطائرات والمسيرات والأسلحة والذخائر وخبراء صناعة الألغام والعبوات الناسفة لميليشيات الحوثي فقط، بل عمد إلى محاولة إغراق الأراضي اليمنية بالمخدرات ضمن استراتيجيته للفتك باليمنيين، والعبث بأمن واستقرار اليمن والمنطقة".
ووفقاً لوكالة سبأ الحكومية، اتهم الإرياني إيران "بمواصلة العربدة في المنطقة بعدد من الوسائل والطرق المتعددة، ومن ضمنها تجارة الأسلحة والمخدرات"، مطالباً المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته القانونية في وقف مختلف أنشطة التهريب وتعزيز الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
مكافحة التهريب
في أسرع رد للحكومة المحلية بالمهرة تجاه ضبط شحنة المخدرات الإيرانية، ترأس الوكيل الأول للمحافظة مختار بن عويض، لقاء ضم رؤساء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بالمحافظة، بهدف مناقشة سير الحملات التي تنفذها الأجهزة الأمنية والعسكرية في إطار مكافحة المخدرات.
وشدد اللقاء على ضرورة مشاركة المجتمع في عملية التوعية من مخاطر المخدرات وأثرها في الفرد والمجتمع في كل المديريات، وتوجيه وسائل الإعلام المختلفة وخطباء المساجد للمشاركة في التوعية، وتأكيد استمراريتها، وعدم التهاون مع المروجين والمتعاطين للمواد المخدرة. وخلص اللقاء إلى وضع آلية للعمل مع قوات خفر السواحل في مكافحة كل أشكال التهريب في المياه الإقليمية، والإعداد والتهيئة لعمل زيارات ميدانية للمنافذ الحدودية للمحافظة، لا سيما في شحن ونشطون، لاستكمال القرارات المتعلقة بها ومتابعة تنفيذها.
شبكات إيرانية
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هذه ليست المرة الأولى التي تضبط السلطات الأمنية في المهرة شبكة تهريب إيرانية، ففي شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، ضبطت قوات خفر السواحل اليمنية، سفينة تهريب على متنها ستة بحارة إيرانيين، وباكستاني، وبداخلها كميات كبيرة من المواد المخدرة، بالقرب من ساحل مركز المحافظة، قبل اقتيادها إلى ميناء "نشطون" المجاور، وبحسب مصدر أمني ذكر حينها أن شحنة الممنوعات التي حملتها السفينة، شملت نحو 730 كيلوغراماً من مادة الحشيش الخارجي "راتينغ"، إضافة إلى 216 كيلوغراماً من مخدر الشبو نوع كريستال.
دافع تحفيز
ينوه الكاتب والباحث طالب الأحمدي بالأهمية الاستراتيجية والاقتصادية المهمة التي تحتلها محافظة المهرة، التي تكمن أولاً بكونها المنفذ الشرقي الوحيد للجمهورية اليمنية، ثم أطلالها على ساحل بحري طويل يقارب الـ400 كيلومتر.
يضيف الأحمدي بأن المساحة الحدودية البرية والبحرية الطويلة لبوابة اليمن الشرقية، شكلت "دافعاً محفزاً لشبكات تهريب الأسلحة والمخدرات، بخاصة بعد اندلاع الحرب في 2015"، لافتاً إلى أن اندلاع الحرب أدى إلى تفكك المنظومة الأمنية في معظم المحافظات اليمنية.
ويشرح كيف أدت تداعيات الحرب على محافظة المهرة بالتحديد، إلى ازدهار تجارة المخدرات فيها "هناك هجرة كبيرة لأبناء المهرة في السنوات الخمس الماضية إلى دول الخليج، وفي المقابل حدثت هجرة من بعض المحافظات اليمنية التي اندلعت فيها الحرب إلى المهرة، وتكونت طبقة اجتماعية غير منضبطة تبحث عن فرص العمل، لكن حالة من الكساد والفقر أصابتها، وأثرت في انضباط تلك الطبقة، حتى جعل البعض يلجأ إلى الاتجار بالسلاح والمخدرات، وأصبحت سواحل المهرة وحدودها البرية ملاذاً لكثير من جماعات التهريب المختلفة".
ويختم الكاتب "من خلال تتبع تجارة المخدرات في المهرة، لوحظ في العامين الماضيين صحوة وتحسن في أداء الأجهزة الأمنية من خلال تحقيق عدد من الإنجازات الأمنية، تمثلت في ضبط وإفشال عدد من عمليات التهريب، والقبض على عدد غير قليل من تجار ومروجي المخدرات، وبخاصة مخدر الشبو الذي ازدهر على حساب أنواع أخرى من المخدرات في الآونة الأخيرة، فخلال العام الحالي حققت أجهزة الأمن ومكافحة المخدرات إنجازات جيدة، وإن كانت الحاجة تستدعي تأهيل منظومة جهاز الأمن ومكافحة المخدرات بخاصة، فعلي سبيل المثال نجحت الأجهزة الأمنية في شهر مارس (آذار) الماضي، في ضبط وإتلاف كميات كبيرة من مادة الحشيش المخدر بلغت 2850 كيلوغراماً، لكن على الرغم من تلك الحملات الأمنية المكافحة، هناك حركة نشطة ومستمرة لتجارة المخدرات".