أعلنت السلطات الصحية في الولايات المتحدة الجمعة تسجيل 21 إصابة بجدري القرود في البلاد حيث يمكن أن يكون المرض الذي سجّلت أكثر من 700 إصابة به في العالم بصدد التفشي محلياً.
من بين الحالات التي سجّلت في الولايات المتحدة تم رصد 20 في 11 ولاية، أما الإصابة الـ21 فقد رصدت وحصلت في الخارج.
وغالبية الإصابات لدى الأميركيين على صلة بسفرات إلى الخارج، وفق مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، الوكالة الفيدرالية الصحية الرئيسة في البلاد. لكن بعضاً من الإصابات الأخرى على صلة بحالات أخرى معروفة في الولايات المتحدة، وبالنسبة إلى أحد المصابين لم يتم تحديد مصدر العدوى إلى الآن.
وحذرت جينيفر مكويستون المسؤولة عن استجابة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها لجدري القرود "قد يكون هناك تفشٍّ محلي"، مضيفة "لا نزال نعتقد أن الخطر على الصحة العامة ضئيل".
جهود لاحتواء المرض
وإلى الآن لم تسجّل أي وفيات على صلة بالمرض في الولايات المتحدة أو خارجها، بحسب مكويستون. وقالت مكويستون "نعمل بجهد كبير لاحتواء" المرض لكي لا يصبح متوطناً على غرار ما هي عليه الحال في بلدان أفريقية عدة.
وتابعت "تتمحور استراتيجية الولايات المتحدة حول تشخيص الحالات والأشخاص المخالطين والحرص على أن اللقاح عرض عليهم وعلى عزل الحالات المصابة".
ويتوافر لقاحان ضد الجدري يمكن استخدامهما، ولدى الولايات المتحدة مئة مليون جرعة منهما، كما يتوافر علاج مضاد للفيروس.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكدت دون أوكونل المسؤولة في وزارة الصحة الأميركية "لدينا ما يكفي من اللقاحات للتعامل مع التفشي الحالي للمرض".
وحث مسؤولو الصحة الأميركيون الأطباء على إجراء اختبارات جدري القرود في حالة الاشتباه فيها، قائلين إنه قد يكون هناك انتشار على مستوى المجتمع، لكن من السابق لأوانه القول ما إذا كان المرض سيتحول إلى وباء.
77 إصابة في كندا والوضع في كيبيك "مقلق"
أحصت كندا حتى يوم الجمعة 77 إصابة مؤكدة بجدري القرود، رصدت غالبيتها تقريباً في كيبيك التي اعتبرت السلطات أن الوضع فيها "يبعث على القلق".
وأبلغت كندا عن أول إصابتَين في 20 مايو (أيار) في المقاطعة الناطقة بالفرنسية.
وقال الدكتور هوارد نجو، المسؤول في وكالة الصحة العامة الفيدرالية، خلال مؤتمر صحافي، إن الوضع يعتبر "مقلقاً".
وأشار إلى أن السلطات تخشى خصوصاً "ظهور حالات" تتفشى بين "العائلات وتؤثر في النساء الحوامل أو الأطفال الصغار".
وذكر أن هذا الانتشار لا يقتصر على "مجموعة أو بيئة محددة" وبالتالي يمكن أن يؤثر في "أي شخص بغض النظر عن هويته الجنسية أو توجهه الجنسي".
وقد تلقت المقاطعة لقاحات مضادة للجدري يمكن أن تكون فعالة في حماية المخالطين للمصابين بجدري القرود.
وجدري القرود بحسب منظمة الصحة العالمية مرض فيروسي نادر حيواني المنشأ (يُنقل فيروسه من الحيوان إلى الإنسان)، وتماثل أعراض إصابة الإنسان به تلك التي يعانيها المصابون بالجدري، ولكنها أقل شدة.
ويُصاب بعض المرضى بتضخم في العقد اللمفاوية قبل ظهور طفح جلدي، وهي سمة تميز جدري القرود عن سائر الأمراض المماثلة.
ويتطلب انتقال عدوى جدري القرود مخالطة وثيقة وطويلة بين شخصين وهو ينتقل خصوصاً عبر اللعاب أو التقرحات الجلدية.