صعّد سوريو الجولان معركتهم في مواجهة مشروع المروحيات (التوربينات)، الذي ستقيمه إسرائيل، معلنين الإضراب الشامل في المرافق اليومية كافة. وانطلقوا في تظاهرتي احتجاج وصلتا إلى الأراضي التي تنوي إسرائيل إقامة مشروع المروحيات عليه.
وأكد المتظاهرون على رفضهم القاطع لأي مشروع يستهدف الأرض السورية وتهويدها، مؤكدين أن مشروع المروحيات (يعمل على إنتاج الطاقة الكهربائية من الرياح)، يشكل خطراً كبيراً على الأرض والسكان من مختلف النواحي، ويلحق أضراراً صحية بأصحاب البيوت القريبة من هذه المروحيات.
لجان لمتابعة الملف
وشُكلت لجان عدة لمتابعة الملف، تضمنت فعاليات اجتماعية وقانونية، بما فيها تقديم اعتراضات إلى القضاء الإسرائيلي، تحت إشراف جمعية المرصد العربي لحقوق الإنسان في الجولان. وفي مرحلة ثانية، شُكلت لجنة محامين لمتابعة الملف في القضاء الإسرائيلي ورفع دعاوى من قبل أصحاب الأراضي لمنع تحويلها إلى أرض مستأجرة للدولة، كما تدرجها إسرائيل في قائمة الأراضي التي استولت عليها منذ إقامتها.
تهديد المرجعيات الدينية
ومنذ ساعات الصباح، اعتصم المئات من أهالي الجولان في ساحة مقام اليعفوري، المحاذية لمجدل شمس، وهدّدت المرجعيات الدينية بفرض الحرمان الديني والاجتماعي على كل من يوافق على تأجير مكتب للشركة المنفّذة للمشروع أو تأجير أراضي لإقامة المشروع. واعتبر الجولانيون المشروع خطراً وجودياً على منطقتهم، إذ يحد من توسيع الأرض والتمدد السكاني. ومن جهة أخرى، أكد مختصون أن المشروع يلحق أضراراً صحية وبيئية خطيرة، فالمخطط يشمل نصب 42 مروحية (توربيناً) في منطقة تل الفرس و30 في سهل المنصورة.
ووفق مساحة الأراضي المرتفعة في الجولان، وهي أراضي زراعية، والمعايير الدولية في بناء المراوح والمسافات بينها وبعدها عن البيوت السكنية، يمكن نصب 90 مروحة.
تحركات شعبية
وكانت التحركات الشعبية انطلقت منذ أن أبلغت الحكومة الإسرائيلية قرارها البدء بتنفيذ المشروع، وعمل المبادرون على توعية السكان حول المشروع ومخاطره، وعقدوا اجتماعات عدة لمناقشته وأجمعوا على رفضه والتصدي له، من دون تردد، عازمين على إيقافه، كما وضعوا خطة شاملة لمواجهته منها الإضراب الأخير والمسيرات الشعبية.
في المقابل، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها حددت هدفاً لإنتاج عشرة في المئة من طاقة إسرائيل من مصادر متجددة بحلول عام 2020، ومنحت تراخيص لتوليد 200 ميغاوات من الكهرباء. أما باقي قطاع الطاقة، فسيستخدم الغاز الطبيعي المستخرج من حقول بحرية جديدة وواردات الفحم.
وتعتزم إسرائيل زيادة استهلاكها من طاقة الرياح إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، بينما ستزيد من إنتاجها من الطاقة الشمسية التي لا تزال مهيمنة بنسبة 40 في المئة فقط.