Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الوقود يتجاوز 6 دولارات في أميركا ونار الفواتير تلسع الموظفين

تشكل الأجور المنخفضة علامة فاصلة وكاليفورنيا تشهد أكبر ارتفاعات في أسعار المحروقات

أميركي يصور أسعار الوقود على إحدى المحطات في مدينة هيوستن بولاية تكساس في 9 يونيو الحالي (أ ف ب)

يوم آخر ورقم قياسي آخر لأسعار الوقود في الولايات المتحدة، حيث بلغ متوسط سعر غالون الوقود (أقل بقليل من 4 ليتر) العادي في الولايات المتحدة 4.96 دولار. لقد كان اليوم الثاني عشر على التوالي، والمرة التاسعة والعشرون في الأيام الثلاثين الأخيرة، التي يسجل فيها الوقود رقماً قياسياً داخل الولايات الأميركية.
وبالنسبة لمعظم أنحاء البلاد، يُباع غالون الوقود بالفعل بـ5 دولارات. وهناك الآن 17 ولاية تبيعه بمتوسط 5 دولارات أو أعلى. وأصبحت أيداهو وأوهايو وبنسلفانيا، أحدث الولايات التي تجاوزت هذا الحد. فيما لا تزال ولاية كاليفورنيا الأعلى سعراً، بمتوسط يبلغ 6.39 دولار للغالون.
وارتفع المتوسط على مستوى الولاية، بنساً واحداً على الأقل في كل ولاية باستثناء فلوريدا، حيث ظلت الأسعار دون تغيير جوهري. واعتباراً من الثلاثاء الماضي، كانت 29 في المئة من المحطات في البلاد، البالغ عددها 130 ألف محطة، تبيع بالفعل الوقود مقابل أكثر من 5 دولارات للغالون.

الأسوأ لم يأت بعد

ومع بدء موسم السفر الصيفي، أدى ارتفاع الطلب على البنزين والمحروقات بشكل عام، إلى جانب قطع الإمدادات بشحنات النفط الروسية بسبب الحرب في أوكرانيا، إلى ارتفاع أسعار النفط في الأسواق العالمية. ويمكن أن يقترب المتوسط الوطني للبنزين من 6 دولارات بحلول وقت لاحق من هذا الصيف، وفق ما ذكر توم كلوزا، الرئيس العالمي لتحليل الطاقة في "أو بي آي أس".
وقال كلوزا عن الطلب على الوقود، إنه "من 20 يونيو (تموز) وحتى عيد العمال، وبينما ينطلق الناس الطريق لقضاء عطلات طال انتظارها، ستواجههم مشكلة أسعار الوقود المرتفعة".
وفي حين أن الولايات المتحدة لم تستورد أبداً كميات كبيرة من النفط من روسيا، كانت أوروبا تعتمد بشكل كبير على الصادرات الروسية. وأدى قرار الاتحاد الأوروبي الأخير بحظر شحنات ناقلات النفط من روسيا إلى ارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية.
وارتفع سعر برميل الخام الآن فوق 120 دولاراً للبرميل، مرتفعاً عن 100 دولار التي كان عليها قبل شهر. وواصلت الأسعار الصعود في التعاملات الأخيرة. وفي مذكرة بحثية حديثة، توقع بنك "غولدمان ساكس"، أن يبلغ متوسط سعر برميل خام القياس العالمي "برنت"، مستوى 140 دولاراً، بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) المقبلَين، ارتفاعاً من الطلب السابق البالغ 125 دولاراً للبرميل.
لكن هناك محطات في الولايات المتحدة حيث يكون الوقود أرخص. ولا تزال حوالى 20 في المئة من المحطات في جميع أنحاء البلاد، تبيع الغالون بأقل من 4.50 دولار. ولكن حتى في العديد من الولايات حيث يكون البنزين أرخص، مثل ميسيسيبي، فإن ذوي متوسط الدخل المنخفض يمكن أن يعني أن على السائقين العمل لفترة أطول لملء خزاناتهم مقارنة ببعض الولايات ذات الأسعار المرتفعة للغاز مثل كاليفورنيا.
أيضاً، ما المبلغ الذي يرغب السائقون في دفعه قبل أن يقلصوا من وقت القيادة؟ حتى الآن، انخفض عدد الغالونات التي تم ضخها في المحطات خلال الأسبوع الأخير من مايو (أيار) بنحو 5 في المئة فقط عن ذات الأسبوع من العام الماضي، على الرغم من ارتفاع أسعار الغاز بأكثر من 50 في المئة خلال ذات الفترة. وانخفض عدد الرحلات بالسيارات ضمن الولايات المتحدة بنحو 5 في المئة منذ أوائل مايو (أيار) الماضي، وفقاً لشركة أبحاث التنقل "إنريكس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والقلق هو أن المستهلكين سيخفضون الإنفاق على القيادة، مما قد يدفع الاقتصاد، الذي يُظهِر بالفعل بعض علامات الضعف، إلى الركود. 

متوسط الدخل يشكل علامة فاصلة

وبغض النظر عن الوضع في الولايات المتحدة، فإن أسعار الغاز مرتفعة بشكل غير مريح، حيث أن ملء سيارة بمبلغ 60 دولاراً أو 70 دولاراً أو 80 دولاراً هي تجربة مؤلمة أينما كانت. لكن لا يشعر كل الأميركيين بالألم عند المضخة، بشكل متساوٍ.
وقد تعتقد أن السائقين في كاليفورنيا يكافحون أكثر من غيرهم نظراً لأن متوسط سعر غالون الوقود في الولاية بلغ 6.37 دولار، أي 1.45 دولار فوق المتوسط الوطني، لكن ربما يكون ذلك تصوّراً خطأً. وهذا لأن رواتب ولاية كاليفورنيا أعلى بكثير من معظم البلاد. ويجني سكان كاليفورنيا 37.07 دولار في المتوسط مقابل كل ساعة عمل، وفق مكتب إحصاءات العمل، وهو رقم أعلى بنسبة 16 في المئة من المتوسط الوطني.
بطبيعة الحال، فإن بعض العمال في الولايات ذات الأجور المرتفعة، يتقاضون رواتب أقل بكثير من المتوسط، ومن الممكن العثور على وقود أرخص من متوسط سعره في الولاية إذا بحثت عنه. وباستخدام متوسط سعر الغاز الوطني في الوقت الحالي، وتقديرات الأجور الوطنية لشهر مايو، يقضي السائقون الأميركيون الآن في المتوسط ساعتين و19 دقيقة في العمل لدفع ثمن تعبئة 15 غالوناً. وهذه زيادة قدرها 38 دقيقة عن 23 فبراير (شباط) الماضي، أي قبل يوم من الحرب الروسية على أوكرانيا، التي تسببت في بدء رفع أسعار الوقود.
وتشير البيانات، إلى أن الألم الناجم عن الارتفاع الأخير في أسعار المحروقات محسوس في كل مكان- وليس فقط في حفنة من الولايات ذات الأسعار الأعلى- على سبيل المثال، يحتاج عمال كاليفورنيا الذين يحصلون على متوسط الأجر المحدد في الولاية، إلى العمل لمدة ساعتين و35 دقيقة لشراء 15 غالوناً من الوقود العادي.
لكن في ولاية ميسيسيبي، يدفع السائقون 4.47 دولار للغالون، وهو أقل بكثير من المتوسط الوطني القياسي البالغ 4.92 دولار للغالون. ولكن نظراً لأن متوسط الأجر بالساعة في ميسيسيبي يبلغ 23.76 دولار (مقارنة بالمعدل الوطني البالغ 31.95 دولار)، يحتاج عمالها إلى البقاء في الوظيفة لمدة 14 دقيقة أطول من نظرائهم في كاليفورنيا لملء خزانات الوقود الخاصة بهم.
أما ولاية نيفادا فلديها "مزيج مؤسف" من ارتفاع أسعار الوقود، بعدما سجل الغالون 5.53 دولار، وهو ثاني أعلى سعر في البلاد، في ظل أجور متواضعة، حيث يبلغ متوسط الأجر 28.17 دولار في الساعة، أي أقل بنسبة 12 في المئة من المتوسط الوطني، لذلك يتعين على سائقي نيفادا العمل لأطول وقت من العمال في أي ولاية- ساعتين و57 دقيقة- لملء خزاناتهم.
ويدفع سائقو نيويورك 4.94 دولار للغالون، لكن لأنهم يحصلون على متوسط أجر يبلغ 35.59 دولار في الساعة، يتعيّن عليهم العمل لمدة ساعتين وخمس دقائق فقط للتعبئة، وهو ثالث أقصر وقت في أي ولاية، فيما يحصل العمال في ولاية واشنطن على متوسط أجر أعلى من نظرائهم في نيويورك، حيث يبلغ 36.74 دولار في الساعة، مما يسمح لهم بالعمل لمدة تسع دقائق فقط أطول من نظرائهم في نيويورك، على الرغم من أن السائقين هناك يواجهون متوسط سعر 5.46 دولار للغالون، وهو خامس أعلى سعر في البلاد.
لكن أعلى متوسط للأجور المسجل هو في واشنطن العاصمة، عند 50.72 دولار، وفق وزارة العمل، وهذا يمنح السائقين هناك أقصر وقت للبقاء في الوظيفة لشراء تلك الغالونات البالغ عددها 15 غالوناً، بمتوسط سعر 5.14 دولار للغالون، وهو ساعة و31 دقيقة فقط.

المزيد من البترول والغاز