ملخص
سبق أن هددت إيران بتعطيل حركة النفط عبر مضيق هرمز إذا تعرض قطاعها النفطي لضربة
توقع بنك "غولدمان ساكس" أن أسعار النفط قد ترتفع بمقدار 20 دولاراً للبرميل إذا تعرضت الإنتاجات الإيرانية لضربة. والخميس الماضي ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي بنسبة خمسة في المئة تقريباً، واستمرت في الارتفاع صباح الجمعة بسبب مخاوف من احتمال استهداف إسرائيل صناعة النفط الإيرانية كرد على هجوم صاروخي من طهران هذا الأسبوع.
وقدر الرئيس المشارك لأبحاث السلع العالمية في "غولدمان ساكس"، دان ستروفين، في حديثه لقناة "سي أن بي سي آسيا"، أن "في حال شهد الإنتاج الإيراني انخفاضاً مستمراً بمقدار مليون برميل يومياً، فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة أسعار النفط العام المقبل بنحو 20 دولاراً للبرميل".
وأشار ستروفين إلى أن هذا التوقع يعتمد على افتراض أن منظمة "أوبك+" لن تستجيب بزيادة الإنتاج، في حال عوض أعضاء رئيسون في "أوبك+" مثل السعودية والإمارات بعض خسائر الإنتاج، لذا قد يكون ارتفاع الأسعار أقل، بحيث لا يتجاوز 10 دولارات للبرميل.
ومنذ اندلاع النزاع المسلح بين إسرائيل و"حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 من العام الماضي، لم تحدث اضطرابات كبيرة في سوق النفط، إذ بقيت الأسعار تحت ضغط بسبب زيادة الإنتاج من الولايات المتحدة وضعف الطلب من الصين.
إنتاج إيران النفطي
ولكن يبدو أن الوضع قد بدأ يتغير هذا الأسبوع، فقد شهدت أسعار النفط الأميركية ارتفاعاً للجلسة الثالثة على التوالي بعدما أطلقت إيران صواريخ باليستية على إسرائيل، مما زاد من حدة التوترات في المنطقة. وفي الأيام الأخيرة حذر مراقبون من تهديد حقيقي للإمدادات.
وتلعب إيران، العضو في منظمة "أوبك"، دوراً محورياً في سوق النفط العالمية، إذ تنتج نحو 4 ملايين برميل من النفط يومياً، وهناك تقديرات بأن أربعة في المئة من إمدادات النفط العالمية قد تكون في خطر إذا استهدفت إسرائيل البنية التحتية للنفط الإيراني في رد فعل محتمل.
من جانبه حذر المحلل البارز في مجال الطاقة لدى "أم أس تي ماركيو"، سول كافونيك، من إمكانية استهداف جزيرة خرج الإيرانية، التي تعد مصدراً لـ90 في المئة من صادرات النفط الخام الإيراني.
وأضاف أن "القلق الأكبر هو أن هذا يمكن أن يكون بداية وشيكة لانتشار أوسع للنزاع، مما قد يؤثر في العبور عبر مضيق هرمز".
سبق أن هددت إيران بتعطيل حركة النفط عبر مضيق هرمز إذا تعرض قطاعها النفطي لضربة.
ويعد هذا المضيق، الذي يقع بين عمان وإيران، قناة حيوية يمر عبرها نحو خمس الإنتاج اليومي للنفط في العالم، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. ويمثل الممر المائي المهم استراتيجياً نقطة وصل بين منتجي النفط في الشرق الأوسط والأسواق العالمية الكبرى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعند سؤاله من قبل الصحافيين الخميس الماضي حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم ضربة إسرائيلية لمنشآت النفط الإيرانية، أجاب الرئيس الأميركي جو بايدن "نحن نناقش ذلك. أعتقد أن ذلك سيكون نوعاً ما... على أية حال". ويعتقد محللو النفط أن هذه التصريحات كانت دافعاً إلى ارتفاع الأسعار.
تزايد الأخطار
وفي مذكرة نشرتها "فيتش سولوشنز" الأربعاء الماضي، كتب المحللون أنه "في حالة اندلاع حرب شاملة، من المحتمل أن يرتفع خام ’برنت‘ إلى أكثر من 100 دولار للبرميل، مع احتمال أن يتجاوز 150 دولاراً للبرميل إذا أغلق المضيق".
وعلى رغم أن احتمال الحرب الشاملة "لا يزال منخفضاً نسبياً"، فإن المحللين أشاروا إلى أن الأخطار أصبحت أعلى الآن بسبب احتمال حدوث خطأ من أي من الطرفين.
وعلى رغم أن بعض المحللين يعتقدون أن "أوبك+" لديها القدرة الاحتياطية لتعويض أي انقطاع في الصادرات الإيرانية في حالة استهداف منشآتها النفطية، فإن الطاقة الاحتياطية العالمية لا تزال تتركز بصورة كبيرة في الشرق الأوسط، خصوصاً في دول الخليج، التي قد تكون عرضة للخطر إذا تصاعد النزاع.