لا مناص من أن تدفع أزمة المناخ بعض السكان إلى مغادرة سواحل المملكة المتحدة والانتقال للسكن في أماكن أخرى، وفق الرئيس التنفيذي للهيئة المعنية بالبيئة في إنجلترا.
في خطاب يلقيه يوم الثلاثاء، من المنتظر أن يقدم جيمس بيفان تقييماً قاتماً وشديد الوضوح في شأن التداعيات التي ستتركها الفيضانات وعملية تآكل المنحدرات على الأطراف الخارجية للبلاد.
تشكل العمليتان كلتاهما [الفيضانات وتآكل المنحدرات] تهديدات متزايدة بالنسبة إلى المجتمعات الساحلية، حيث تؤدي أزمة المناخ إلى ارتفاع مستوى سطح البحر وتكرر الظواهر الجوية المتطرفة بصورة متزايدة.
إحدى النقاط التي ضمنها جيمس بيفان، الرئيس التنفيذي لـ"وكالة البيئة" في بريطانيا، كلمته التي سيلقيها في أحد المؤتمرات، أن البعض قد يضطر إلى الانتقال من مكان عيشه في النهاية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيخبر جيمس مندوبين في تيلفورد يوم الثلاثاء أنه "على المدى الطويل، سيتعذر على بعض السكان البقاء، حيث يقطنون، في هذا البلد وحول العالم، بسبب تغير المناخ بعض السكان".
"ومرد الأمر إلى أنه بينما في مقدورنا أن نرجع سالمين، ونعيد بناء الأماكن على نحو أفضل عقب معظم فيضانات الأنهار، لا يسعنا العودة من أجل الأرض التي محتها التعرية الساحلية أو التي غمرها ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل دائم أو متكرر تحت الماء"، وفق جيمس.
"بالتالي، في بعض الأماكن، يجب أن يكون الحل الصائب، من النواحي الاقتصادية والاستراتيجية والبشرية، إبعاد السكان عن الخطر بدلاً من محاولة حمايتهم من التداعيات الحتمية لارتفاع مستوى سطح البحر"، سيضيف جيمس.
وسيخبر جيمس "مؤتمر الفيضانات والساحل" كيف أن استراتيجية "وكالة البيئة" في شأن مخاطر الفيضانات تتضمن ثلاثة عناصر: الحماية والصمود والقدرة على التكيف.
وفي العنصر الأخير تندرج إعادة توطين المجتمعات. سيقول جيمس إن التكيف يقضي أنه بفعل أزمة المناخ "سيتعين علينا في مواجهة تغير المناخ تعديل طريقة عيشنا، وأحياناً مكانه".
يتفق الخبراء على أن ما تقدم سيشكل على ما يبدو جزءاً من مستقبل إنجلترا في عالم تزداد درجات حرارته ارتفاعاً.
في سياق متصل، قالت البروفيسورة دانييلا شميدت من "جامعة بريستول" إن "الفيضانات على طول الأنهار والسواحل تشكل أحد المخاطر الرئيسة الناجمة عن تغير المناخ في المملكة المتحدة".
وأضافت البروفيسورة دانييلا شميدت أنه "في حين أن أنظمة الإنذار المبكر تخفض المخاطر، يبقى الانسحاب المنظم حقيقة لا بد من أن نواجهها. الطبيعة نفسها، التي تساعد في حمايتنا من الفيضانات، يتهددها تغير المناخ، وإنما أيضاً القرارات التي نتخذها لحماية بنيتنا التحتية ومنازلنا".
وقال البروفيسور إيلان كيلمان من "جامعة كوليدج لندن"، إن "ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة تغير المناخ يسرع عجلة الفيضانات الساحلية ويزيدها سوءاً. كذلك يزيد عدد السكان الذين يتعين عليهم أن يضعوا في بالهم الانتقال إلى أماكن أخرى فيما تتحرك السواحل نحو الداخل".
"إعادة مواءمة بيوتنا الساحلية للتعايش مع البحر المتغير باستمرار تودي إلى الهلاك. وليس ذلك بجديد بالنسبة إلى إنجلترا وويلز"، وفق البروفيسور كيلمان.
سبق أن أعلن مجلس ويلز نيته ترك قرية فيربورن تغرق في البحر الزاحف عام 2054.
كذلك فقد آخرون في مختلف أنحاء المملكة المتحدة منازلهم، أو يتوقعون اختفاءها في غضون عقود، بسبب تآكل السواحل.
وفق توقعات "لجنة تغير المناخ"، التي تقدم المشورة للحكومة البريطانية، أكثر من 100 ألف عقار يتهددها خطر تآكل الساحل بحلول 2080.
في تطور متصل، قال البروفيسور ريتشارد بيتس من "مكتب الأرصاد الجوية" و"جامعة إكستر" البريطانيين، إن "وكالة البيئة تعي أن الأضرار ستلحق بالساحل لا محالة جراء ارتفاع مستوى سطح البحر".
و"حتى لو نجحت (وكالة البيئة) في بناء مشاريع حماية للسواحل في كل مكان، علماً بأنها تعجز عن ذلك"، وفق البروفيسور ريتشارد بيتس، "فإن المساحات الطبيعية حول الساحل التي يتمسك بها كثيرون، من قبيل الشواطئ والكثبان الرملية، ستغرق في نهاية المطاف، ما لم نبدأ الآن في وضع خطط تسمح بتعديل الساحل على نحو يتناسب مع ارتفاع مستويات سطح البحر".
وفي وقت سابق من العام الحالي، حذرت إيما هوارد بويد من "وكالة البيئة" من أن حماية المنازل المعرضة لخطر الفيضانات أو تآكل السواحل بسبب أزمة المناخ ربما تصير مكلفة جداً.
© The Independent