في بريطانيا، حذر عدد من العلماء البارزين من أن بلادهم ستشهد موجة جديدة من إصابات "كوفيد-19" الشهر الحالي.
وتوجهت البروفيسورة كريستينا باغيل، من "كلية لندن الجامعية" University College London، إلى "الفريق الاستشاري العلمي المستقل للطوارئ"Independent Scientific Advisory Group for Emergencies [مجموعة من العلماء يعملون معاً لتقديم المشورة العلمية المستقلة للحكومة البريطانية والجمهور حول كيفية تقليل الوفيات ودعم تعافي بريطانيا من أزمة كورونا] قائلة إننا "سنواجه موجة جديدة من العدوى الشهر الحالي. الآن، نأمل في ألا تكون مرتفعة خلافاً للموجتين السابقتين، وربما تكون أخف وطأة، ولكن لا يسعنا التعويل على ذلك، وفي الحالتين كلتيهما سنشهد تسجيل إصابات إضافية بين السكان".
وذكرت البروفيسورة باغيل إلى وجود 4 متحورات جينية مختلفة من سلالة "أوميكرون" من فيروس "كورونا" الآن، وأنها "كلها آخذة في التزايد على نحو سريع"، في حين أن الموجة السابقة التي ضربت البلاد في مارس (آذار) الماضي اشتملت على متحورتين فقط.
وأضافت البروفيسورة باغيل أنه "ليس مستغرباً أن نواجه موجة جديدة من "كوفيد- 19" لأنها ظاهرة في البيانات، ولكن الناس لا يريدون أن ينظروا إليها ويتبينوا الحقيقة، ونحن نغض النظر عنها إلى حد ما".
وأشارت إلى "أنها الموجة الثالثة التي نشهدها حتى الآن في ستة أشهر. إذا، كنا واجهنا إصابات من متحورة "دلتا" خلال ستة أشهر، والآن كل شهرين نواجه موجة من "أوميكرون". المتحورات المتفرعة من "أوميكرون" تبقى أخف وطأة من تكرر "أوميكرون" نفسها- علماً بأن هذه لم تكن الحال بالنسبة إلى دلتا".
وأوضحت العالمة من الفريق الاستشاري المذكور أن الموجة الجديدة قد طرأت تماماً في "ظرف غير موات" مع حلول عطلة نهاية الأسبوع خلال الاحتفال باليوبيل [البلاتيني لاعتلاء الملكة إليزابيث الثانية العرش]، مع ارتفاع نسبة الاختلاط المجتمعي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتأتي هذه الأخبار في وقت كشف "المكتب الوطني للإحصاءات" ("أو أن أس" ONS) في بريطانيا عن ظهور علامات على ارتفاع معدل إصابات "كوفيد" في المجتمع بعد شهرين من تراجعها.
في الوقت نفسه، سجلت إنجلترا مجدداً ارتفاعاً في عدد حالات دخول مرضى "كوفيد" إلى المستشفى، إذ أظهرت أحدث البيانات وجود أربعة آلاف و262 مريض "كوفيد" في المستشفيات اعتباراً من 10 يونيو (حزيران) الحالي، مقارنة مع ثلاثة آلاف و800 حالة في الثالث منه.
تذكيراً، كانت "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" قد بعثت برسائل إلى المستشفيات والأطباء العامين في الأول من يونيو، ضمنتها تدابير جديدة لمكافحة العدوى، من بينها إلغاء شرط ارتداء المرضى الكمامات.
وفي تعقيب على القرار، قالت الدكتورة هيلين سالزبوري خلال اجتماع "الفريق الاستشاري"، إن هذه الخطوة [إلغاء إلزامية الكمامات للمرضى] كانت "مخيبة للآمال" ومن دون سبب وجيه.
يوم الخميس، قال الدكتور جيمي لوبيز برنال، استشاري في علم الأوبئة للتحصين والتدابير المضادة لدى "وكالة الأمن الصحي البريطانية" (UKHSA)، إن "معدلات إصابات "كوفيد- 19" مستمرة في الانخفاض، ولكن ما زال من المهم الحصول على التطعيم لخفض خطر الإصابة بأشكال خطيرة من المرض. إن كنت لم تقبل الدعوة إلى أخذ اللقاح أو فاتتك الجرعة التحصينية الأخيرة، رجاء تقدم لتلقي التطعيم الآن.
وأضاف الدكتور برنال، "كشفت بيانات حديثة عن ارتفاع طفيف في معدلات النتائج الموجبة [تأكيد الإصابة] في فحوص الكشف عن الفيروس، وفي حالات دخول مرضى "كوفيد- 19" إلى المستشفى، ولكن لا بد من توخي الحذر في تفسير هذه الزيادات الصغيرة لأن البيانات ربما تكون متأخرة بسبب العطلة بمناسبة اليوبيل" [البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية].
وفي وقت سابق من الأسبوع الحالي، أخبر جون روبرتس، عضو "فريق كوفيد- 19 من الخبراء في العلوم الاكتوارية"، "اندبندنت" أن البلاد ستشهد ارتفاعاً في حالات الدخول إلى المستشفيات وموجة جديدة من "كورونا".
*نشر المقال في "اندبندنت" بتاريخ 11 يونيو 2022
© The Independent